إيران بعد داعش: حررنا سوريا.. وبعد غارة إسرائيل: ليس لنا وجود
إيران روجت لدور قائد مليشيا فيلق القدس في قيادة المعارك ضد داعش لكنها أنكرت دور عناصرها مع اقتراب المنطقة من حافة الحرب.
سارعت إيران بالقفز على الانتصار الدولي على تنظيم داعش الإرهابي، وعمدت منصاتها الإعلامية للترويج للإرهابي قاسم سليماني باعتباره مهندس النصر، ونشرت صوره لسليماني في ميادين القتال السورية صحبة عناصر الحرس الثوري ومليشيات موالية، لكنها تنصلت من وجودها في سوريا بعد غارة إسرائيلية على مواقعها.
وقال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، السبت، إن إيران لا توجد عسكريا في سوريا، وإنما وجودها بشكل استشاري، فيما عده مراقبون قفزة بهلوانية يصعب ابتلاعها بعد مئات التصريحات الإيرانية التي أكدت ذلك الوجود وروجت له.
وأواخر العام الماضي اندلعت مظاهرات غير مسبوقة في مدن إيران نددت بسياسات نظام الملالي وإصراره على إهدار مقدرات البلاد في الساحات الخارجية مطالبين بسحب الحرس الثوري من سوريا والعراق.
لكن سلامي لم يخجل من نفي وجود الحرس الثوري في سوريا من دون أن يفسر الأسباب التي حدت بمرشده الأعلى لإعلان هزيمة داعش، بحسب المراقبين.
كما نفى نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني ما أكدته إسرائيل بخصوص إسقاط طائرة إيرانية بدون طيار، قائلا "نحن لا نؤكد خبرا مصدره (إسرائيل)، ولكن إذا أكد السوريون هذا الخبر سنؤكده نحن".
وأضاف سلامي في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم الإيرانية "ليس لدينا وجود عسكري في سوريا، ونوجد فيها بشكل استشاري"، مؤكدا أن "الجيش السوري موجود للدفاع عن أراضيه ويكفي لذلك".
ويخشى مراقبون من انزلاق المنطقة في حرب إقليمية بعد أن أسقطت سوريا طائرة عسكرية إسرائيلية كانت تشن غارة على قاعدة عسكرية إيرانية على الأراضي السورية، الأمر الذي ردت عليه إسرائيل بسلسلة غارات.
وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي روجت إيران لمقطع مصور يظهر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني سليماني وهو يضع الخطط العسكرية ويعطي توجيهاته باللغة الفارسية في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور، وحينها أكدت قناة "العالم" الإيرانية أن سليماني "بات يقود غالبية المعارك الكبرى ضد (داعش) في سوريا".
ولم تكتف مليشيا حزب الله بدعاية طهران للتواجد الإيراني في سوريا، وروجت من جانبها لمقطع آخر يظهر فيه سليماني وهو يصافح العناصر المتمركزين في خنادقهم ويقبلهم، داعيا الضباط والقادة العسكريين إلى تجنب بعض المناطق الصحراوية تحسبا لهجوم محتمل لداعش.
كما أظهر المقطع المصور قائد فيلق القدس وهو يوجه حديثه بالفارسية، مشيرا إلى إحدى النقاط على خريطة أمامه قائلا: "يجب ألا تتواجدوا هنا، هذا المكان خطير جدا وقد يهاجمونكم بالانتحاريين".
لكن وجود قائد فيلق القدس وعناصره تبخر في الدعاية الإيرانية حينما باتت سوريا على حافة حرب إقليمية مع إسرائيل.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA==
جزيرة ام اند امز