لماذا صعدت إيران وتيرة الاختطاف والإعدام؟.. كاتب يفسر
كشف الكاتب الإيراني أراش عزيزي عن سبب تصعيد نظام طهران من وتيرة اختطاف وإعدام المعارضين خلال الفترة الأخيرة.
وقال عزيزي خلال مقاله المنشور بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه يوم 12 ديسمبر/كانون الأول، استيقظ الإيرانيون على أخبار كئيبة، وهي إعدام الصحفي روح الله زام (42 عاما)، الذي وصفه القاضي بـ"الجاسوس"، وشخص حرض على العنف و"الفساد في الأرض"، وهي اتهامات مبهمة كثيرا ما تستخدم لوصف محاولات الإطاحة بالنظام.
كان زام، الذي سجن في إيران بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2009، قد هرب إلى فرنسا 2011، حيث حصل على لجوء سياسي. ومن باريس، أطلق موقع "أمد نيوز" الإخباري المعارض للحكومة.
أما والده، محمد علي زام، فكان في وقت ما مسؤولا رفيع المستوى بالنظام، وكانت لعائلاته صلات وثيقة مع دوائر السلطة، وقد استخدم زام علاقاته للحصول على معلومات حيوية ونشر قصصًا عن الفساد الداخلي.
وأوضح أراش عزيزي، في مقاله، أن موقع "أمد" ساعد في تنسيق الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ضد البطالة وارتفاع تكاليف المعيشة.
ثم في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وعد مجهول زام بلقاء في النجف العراقية مع المرجع علي السيستاني، الذي يفوق سلطة المرشد الإيراني.
وطبقًا لعزيزي، كان زام يخطط لإنشاء قناة تلفزيونية، وكان يأمل مناقشة تمويل مشروعه، لكن بدلًا من ذلك، ألقي القبض عليه لدى وصول العراق، وتم تسليمه لعملاء الحرس الثوري الإيراني الذين نقلوه إلى طهران.
ووجهت إليه 17 تهمة، بينها التجسس لصالح فرنسا وإسرائيل، دون عرض أدلة كافية أمام المحكمة لإثبات الادعاءات ضده.
وفي سبتمبر/أيلول، قبل بضعة أشهر على إعدام زام، جرى إعدام المصارع الإيراني نافيد أفكاري، الذي دعم احتجاجات 2017 – 2018.
وقال عزيز إن اختطاف زام وإدانته وإعدامه عبارة عن أساليب استخدمتها إيران على نطاق واسع في أول عقدين للنظام، لافتًا إلى أنه منذ تأسيسها عام 1979، اغتالت إيران ما يصل إلى 360 شخصًا حول العالم.
وطبقًا للكاتب الإيراني، قتل ثلاثة عملاء إيرانيين في أغسطس/آب عام 1991 شابور بختيار، الذي عمل آخر رئيس وزراء لإيران قبل ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي.
ومن قبرص إلى الفلبين، ومن رومانيا إلى الولايات المتحدة، اغتال العملاء الإيرانيون أي شخص اعتبروه تهديدًا، وكان من بين هؤلاء الرجال والنساء أشخاص من أقارب الشاه المخلوع إلى النشطاء السياسيين الماركسيين إلى شخصيات دينية من الأقلية السنية في إيران، بحسب عزيزي.
وأشار الكاتب الإيراني أيضًا إلى استئجار إيران لداود صلاح الدين، الأمريكي الأفريقي الذي اعتنق الإسلام، عام 1980 لقتل الدبلوماسي الإيراني السابق علي أكبر طباطبائي، الذي أصبح معارضا صريحا للخميني، أول مرشد لإيران.
وبعد قتل طباطبائي بمنزله في ميريلاند، هرب قاتله إلى إيران، حيث عمل لاحقًا صحفيًا، ثم ترقى لمنصب رئيس تحرير قناة "بريس تي في" الإيرانية الناطقة بالإنجليزية.
وأشار عزيزي إلى أن عادة إيران السيئة المتمثلة في اغتيال المنتقدين والخصوم في الداخل والخارج على ما يبدو كبح جماحها عام 1997 بعدما واجهت ردود فعل دولية قوية بسبب عمليات القتل وانتخاب رئيس إصلاحي.
ولفت إلى أن اختطاف زام وإعدامه يأتي بين عدة حوادث أخيرة تجبر الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج على إعادة النظر في التهديدات على حياتهم.
وقال الكاتب الإيراني إنه يبدو أن طهران أعادت إحياء أساليبها القديمة، كما أن توقيت إعدام زام خلال أسابيع من فوز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ورغبته في عودة الانضمام للاتفاق النووي الإيراني يثير تساؤلات بشأن الدوافع.
وأضاف عزيزي أن المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني أعربا عن استعدادهما العودة للاتفاق النووي، لكن عارضهما آخرون ويحلمون بتحويل إيران إلى حصن من المتشددين.
ورأى الكاتب، في ختام مقاله، أن عمليات الاختطاف والإعدام يبدو أنها تستهدف تعقيد استكمال المحادثات في ظل إدارة بايدن، داعيًا الرئيس الأمريكي الجديد للضغط على طهران بشأن حملتها المتعلقة بالخطف والإعدام.