مليشيات إيران تحرق الأراضي الزراعية العراقية لإنقاذ اقتصاد طهران
مليشيات إيران تتلقى أوامر مباشرة من الحرس الثوري لحرق الأراضي الزراعية التي وقعت خلال الأيام الماضية في النجف وفي الكوت.
تواصل الحرائق العشوائية التهام الأراضي الزراعية المزروعة بالقمح والشعير في عدد من المحافظات العراقية منذ إعلان الحكومة العراقية في منتصف أبريل/نيسان الماضي أن العراق يشهد تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحصولين، وسط دلائل تؤكد تورط إيران ومليشياتها في عمليات الحرق هذه.
وكشف صالح الحسني، وزير الزراعة العراقي، في اجتماع مع النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن الكعبي، الثلاثاء، عن أن "مساحة الأراضي المتضررة من الحرائق بلغت ألفا و١٨٥ دونماً وتتوزع على 4 محافظات هي ديالي وصلاح الدين والموصل وكركوك، فيما تبلغ المساحة المزروعة بالقمح أكثر من مليون و٢٥٠ ألف دونم، وهناك أضرار بمعدات الري وغيرها"، مشيراً إلى تشكيل خلية أزمة ومخاطبة الأجهزة الأمنية للتحقيق والتنسيق بين جميع الجهات لحصر الأضرار ومنع انتشار الحرائق وملاحقة المتسببين.
لكن الإحصائية التي كشف عنها وزير الزراعة بعيدة عن الواقع، فمساحات الأراضي المحترقة أكبر بكثير، بجانب المعلومات التي أعلن عنها رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية سلام الشمري، الإثنين الماضي، الذي أكد احتراق الآلاف من الدونمات الزراعية، وحذر في بيان من مؤامرة خارجية لتدمير الاقتصاد العراقي من خلال احراق أراضيه الزراعية.
وتابع الشمري أن "جهات خارجية وداخلية لا تريد للبلد الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بالمنتجات سواء أكانت حيوانية أم زراعية"، مشيراً إلى أن الأشهر الماضية شهدت استهدافا مقصودا للثروة الحيوانية خصوصا السمكية بعد إعلان العراق وصوله إلى حالة الاكتفاء الذاتي.
وطالب الشمري الحكومة بتنفيذ واجباتها القانونية والأخلاقية تجاه شعبها والعمل على اتخاذ خطوات فاعلة لمنع هذه المؤامرات من الاستمرار باستهداف الاقتصاد العراقي.
مصادر مجهولة تهدد الفلاحين
وتلقى غالبية الفلاحين الذين تعرضت أراضيهم للحرق تهديدات من جهات مجهولة طالبتهم بدفع مبالغ مالية كبيرة أو ستحرق أراضيهم ومحاصيلهم.
لم يتمكن خليل الجبوري، فلاح من محافظة صلاح الدين شمال بغداد، من إخماد الحريق الذي نشب في أرضه، رغم محاولات عدة منه ومن عائلته لإنقاذ مصدر قوتهم الوحيد، وقال خليل لـ"العين الإخبارية": "احترقت أرضي التي تبلغ مساحتها أكثر من ٨٠ دونماً بالكامل والتهمت النيران المرشاة وأبراجها"، مؤكداً أن الفلاحين في قرى صلاح الدين والمحافظات الأخرى تلقوا تهديدات عبر اتصالات هاتفية قبل نشوب الحرائق دعتهم إلى دفع أموال كبيرة.
أما وليد خالد، فلاح من قضاء العلم التابع لمحافظة صلاح الدين، هو الآخر خسر ما زرعه من القمح والشعير بعد احتراق أرضه البالغة مساحتها ١١ دونما، وتابع خالد: "بعد وصولي إلى الحقل ومشاهدة الأرض وهي تحترق، أبلغني شهود عيان كانوا موجودين في المنطقة أثناء نشوب النيران أنها نشبت إثر تماس كهربائي في محولة الكهرباء التي تقع وسط الحقل المجاور لحقلي فاحترق الحقلان بالكامل"، مشيراً إلى أن الجهات الحكومية أبلغت الفلاحين المتضررين بتسجيل شكوى ضد مجهول، والحصول على تأييد من دائرة الدفاع المدني لتباشر المحاكم بإجراءاتها والتحقيق في الحرائق وأسبابها.
وتقع الأراضي الزراعية المحترقة ضمن حدود محافظات خاضعة من الناحية الأمنية لسيطرة مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران، التي استقبل حوادث الحرائق بزيادة عدد قواتها في هذه المناطق بحجة التصدي لتنظيم داعش الإرهابي.
أصابع الاتهام تشير إلى مليشيات الحشد الشعبي
وأكد نائب عن تحالف الإصلاح والإعمار النيابية (تحالف كتل سائرون المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والنصر والحكمة وعدد من الكتل الأخرى)، أن مليشيات منضوية في الحشد الشعبي هي التي تقف خلف تلك الحرائق، وأوضح أن "المليشيات التابعة لإيران خصوصا التي تتلقى أوامر مباشرة من الحرس الثوري هي التي تنفذ عمليات حرق الأراضي الزراعية التي وقعت خلال الأيام الماضية في النجف وفي الكوت أيضا، الهدف منها تدمير الاقتصاد العراقي وجعله تابعا لإيران وإبقاءه سوقا للمنتجات الإيرانية كي لا ينهار الاقتصاد الإيراني".
وبحسب معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" تأتي عمليات حرق الأراضي الزراعية في العراق ضمن خطة فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي لزعزعة الأوضاع في العراق وإلزام الحكومة العراقية بالتعاون مع طهران وعدم الخضوع للضغوطات الأمريكية التي تدعو بغداد إلى الالتزام بالعقوبات التي تفرضها واشنطن على النظام الإيراني لإنهاء دوره الإرهابي في المنطقة.
داعش تتصدر المشهد
ورغم إعلان تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن عمليات الحرق، إلا أن هذه المعلومات التي توصلت إليها التحقيقات الأولية تشير إلى وجود تنسيق بين المليشيات الإيرانية والمجاميع الإرهابية التابعة للتنظيم لتنفيذ عمليات الحرق.
وشدد الشيخ مصطفى العسافي، القيادي في تجمع القوى العراقية للإنقاذ ورفض التوسع الإيراني، على أن المسؤولين عن حوادث إحراق الأراضي الزراعية معروفون، وهم المليشيات والأحزاب التابعة لإيران التي تسعى إلى أن يكون العراق معتمدا على إيران دائما.
وأردف العسافي لـ"العين الإخبارية": "هذه المليشيات هي المسيطرة على الملف الأمني في العراق وهي التي تحكم البلاد وهي الآمرة والناهية عن كل شيء، ولها الأولوية في كل شيء، وعمليات الحرق التي تحدث تحمل بصماتها، فهم ينفذونها بطريقة إرهابية احترافية، وهذا اتضح من خلال إيجاد الفلاحين لهواتف نقالة مرتبطة بأسلاك تحدث شرارة كهربائية داخل الحقول مع تلقيها الاتصال فتنشب الحرائق، والأراضي جميعها حرقت بهذه الطريقة".
واعتبر العسافي الانفلات وسيطرة المليشيات وما تحدث من حوادث في العراق دليل على فشل وضعف الحكومة في إدارة العراق، مشيراً إلى أن المليشيات تسعى من خلال عمليات إرهابية إلى الحول دون نهوض العراق ومنع عودة النازحين إلى مناطقهم وإعادة الحياة إليها.