لاشك في التقارب والتحالف التاريخي بين ولاية الفقيه وبين الإخوان المسلمين حيث تشابه الرؤية والأيديولوجيا والتقية والغدر والإرهاب
لاشك في التقارب والتحالف التاريخي بين ولاية الفقيه والإخوان المسلمين، حيث تشابه الرؤية والفكرة والأيديولوجيا والأسلوب والتقية والغدر والإرهاب والممارسة ... وكذلك قيادة ولي الفقيه وقيادة المرشد، حيث الطاعة العمياء والنسبة إلى الكهنوت فيتركان القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف ويطيعان المرشد في كل تناقضاته وأهوائه وطغيانه وجرائمه.
"الإخوان المسلمين" هي أولى المجموعات السنية التي سارعت إلى بيعة الخميني في العراق عندما أقام 14 عاما في النجف، وفي فرنسا بعد مغادرته العراق، وفي طهران بعد رجوعه من فرنسا، وفي مؤتمرات طهران ومؤتمراتها العالمية بالشعارات الكاذبة المزيّفة من المقاومة والممانعة والوحدة الإسلامية.
الأفكار المتطرفة والتشدد الديني والإرهاب وتكفير المسلمين موجودة عند ولاية الفقيه في جانبه الشيعي؛ كما هي موجودة بالضبط عند الإخوان المسلمين في جانبه السني، وما تفرع عنهما من التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وطالبان وداعش، ويكفي أن تطلع على خطابات المرشد في الجهتين وسيرتيهما وعالميتهما والتحالف الغادر بينهما ضد الأمتين العربية والإسلامية.
يتشابه التنظيمان الإرهابيان بالكثير من العقائد والأفكار لاسيما التقية والسرية والغدر والكيد بهدف إسقاط الدول واستلام السلطة والهيمنة على العالم الإسلامي كافة. ونحن نعلم أنه تم ترشيح مرشد للإخوان أكثر من مرة من الشيعة الإيرانيين المتشددين.
عندما يرى البعض الجانب التكفيري عند التشيع الفارسي يناقش في تحالفه مع الإخوان رغم أن الحقيقة والواقع يثبتان وجود ذلك الجانب التكفيري عند قيادات الإخوان وكتبهم؛ لاسيما السيد قطب وأفكاره التكفيرية، والباحث المنصف يجد المئات من الأمثلة المثبتة لذلك رغم أن التقية تخفي أحيانا البعض من تلك الجوانب.
المؤسس للمجوعة الإرهابية "الإخوان المسلمين" حسن البنا كان يلتقي ويتحالف مع قيادات إيران، لاسيما أبي القاسم الكاشاني ومحمد تقي القمي المعروفين بتشددهما، فضلا عن اللقاءات الإيرانية الكثيرة مع سيد قطب لاسيما نواب صفوي ومجموعته "فدائيان إسلام" المتشددة والمتحالفة مع الإخوان كما هو معروف.
لاشك أن الإخوان المسلمين هي أولى المجموعات السنية التي سارعت إلى بيعة الخميني في العراق عندما أقام 14 عاما في النجف، وفي فرنسا بعد مغادرته العراق، وفي طهران بعد رجوعه من فرنسا، وفي مؤتمرات طهران ومؤتمراتها العالمية بالشعارات الكاذبة المزيّفة من المقاومة والممانعة والوحدة الإسلامية ومساندة المستضعفين ومحاربة المستكبرين.
من الطبيعي أن الإسلام السياسي الشيعي متحالف مع الإسلام السياسي السني، بل قد تربى الثاني على كتب الأول وأفكاره في تنظيماته السرية، ومنها كتب سيد قطب لاسيما "معالم في الطريق"، كما شرحناه في كتابينا "الإمبراطورية الفارسية صعود وسقوط" و "إيران من الداخل" وغيرهما.
لاعجب أن المرشد الإيراني على خامنئي يقوم بترجمة كتب الإخوان خصوصا "في ظلال القرآن" للسيد قطب من العربية إلى الفارسية بعشرات الطبعات ليتم تسويقه في إيران على أكبر مدى.
في مصر كان الإخوان المسلمون ينظمون سرا وتقية ويقومون بالمؤامرات حتى أنّ خالد الإسلامبولي قام باغتيال الرئيس المصري أنور السادات لتقوم إيران بتسمية شارع مهم بطهران باسم الإسلامبولي حتى يومنا هذا، وكان يدعو مرشدهم مهدي عاكف بمساندة إيران وحزب الله اللبناني، بل عندما حكم الإخوان برئاسة محمد مرسي مصر، رأينا تحالفهم مع إيران وأتباعها، واعتبرت إيران وصول الإخوان للحكم نتيجة للثورة الإيرانية وضرورة دعمهم، وفتحت الحسينيات في مصر أيامهم حتى جاء مشايخ قُم التكفيريين مثل علي الكوراني لنشر ثقافة الكراهية ضد السنة والخلفاء.
وسعى الإخوان لبسط سيطرتهم في مصر من خلال دعم النظام الإيراني وأجهزته حيث زارها قاسم سليماني رئيس ميليشيات فيلق القدس الإيراني لدعم الأجهزة الأمنية المصرية وزيارة القيادات الإخوانية، منهم منير إبراهيم الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان ومحمود الأبياري مساعده للعاصمة طهران والتنسيق مع ولي الفقيه ونوابه لاسيما محسن الأراكي، وفي المقابل زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر.
كذلك كانت كتابات يوسف ندا مسؤول العلاقات الدولية في تنظيم الإخوان ولقاءاته مع خسرو شاهي التي تفضح تحالفهم مع النظام الإيراني، واليوم نرى العمليات الإرهابية للإخوان في سيناء واضحة.
وفي لبنان يتحرك الإخوان مع حزب الله والنظام الإيراني ... وهنا يقول زعيمهم فتحي يكن: (عقيدتنا تؤخذ من ثلاثة حسن البنا وسيد قطب والخميني، وبنجاح الثورة الإيرانية تحقق وعد الله لنا).
وفي فلسطين رأينا حماس والجهاد لاسيما خالد مشعل وإسماعيل هنية ويحيى السنوار ورمضان شلّح، حيث التنسيق والتحالف مع نظام ولي الفقيه إلى يومنا هذا.
وفي العراق يتحالف نوري المالكي وحزب الدعوة والمليشيات مع قيادات الإخوان ونقصد الحزب الإسلامي في العراق، حيث بات التغيير الديمجرافي في مناطقهم لاسيما في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار، وقبض الإخوان ثمن ذلك من إيران.
وفي تونس حيث راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة يعتبر بنجاح الثورة الإيرانية تبدأ النهضة الجديدة للأمة، كيف لا وكان ملتزما مع نظام إيران في مناسباتهم السياسية، ومساعداه باتا من أكبر الإعلاميين المدافعين عن نظام ولاية الفقيه.
وفي الخليج العربي حيث فتحت الأبواب لإنقاذ الإخوان من العقوبات لكنهم عاملوا ذلك الترحيب والاحترام بالغدر والتآمر وبناء تنظيم سري خبيث لإسقاط الأنظمة من أجل حاكمية الإخوان المتحالفة مع نظام ولاية الفقيه المجرم.
حاولت بعض تنظيمات الإخوان عند شدة الأزمات واشتداد العاصفة وانكشاف مؤامراتهم زعم وجود مراجعات لأفكارهم الظلامية للرجوع عن ارتباطاتهم العالمية، والتراجع عن بعض أفكارهم المتطرفة الإرهابية، كما فعل خالد مشعل بالنسبة لحماس وكذلك راشد الغنوشي في النهضة التونسية، أما الحقيقة التي لاتخفى عن الواعين أنها خدعة من خدعهم التاريخية بسبب الأزمات واتضاح مؤامراتهم، فهي تمارس مراوغة أشبه بالتقية والتورية عند ولاية الفقيه هروبا إلى الأمام في براغماتياته انحناء للعاصفة وتجاوزا للأزمات.
وقد انتهجت قطر المؤامرات ودعم التنظيمات الإرهابية لاسيما الإخوان والخريف العبري لإسقاط الدول، واستثمرت قناة الجزيرة والعربي والحوار والجديد في تلك المؤامرات، وجعلت زعيم التنظيم يوسف القرضاوي مفتيا بل زعيم اتحاد المسلمين، وبرنامج "الشريعة والحياة" ليفتي الفتاوى العجيبة الغريبة المتناقضة وجعله مرجعية دينية وقيادة إسلامية مقابل القيادات الحقيقية الموجودة في الساحة، مثل الأزهر وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.
أحد العوامل الأساسية في سقوط تنظيم الإخوان الإرهابي هو انكشاف تقيته وكذبه وترويته ليتعرى فى الهواء الطلق، وينبذه الشعب المصري الشريف، كذلك نرى انكشاف تقية حزب الله اللبناني بدعمه للنظام البعثي السوري (رغم اعتقاده بكفر حزب البعث العراقي) وقتله الشعب السوري وتهجيره، كذلك نعتقد أن انكشاف تقية نظام ولاية الفقيه ومعرفة جرائمه في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن والعالم من العوامل لإسقاط نظام ولي الفقيه الذي بات في أضعف مراحله وهو يواجه ثورة الشعوب الإيرانية رافضة ولاية الفقيه وجرائمها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة