"مطرقة القضاء" تطول ابنة رفسنجاني.. القمع يتوسع بإيران
تواصل السلطات الإيرانية، اعتقال من تصفهم بـ"قادة الشغب"، بينما يفرض القضاء مزيدا من الأحكام القاسية ضد المتظاهرين بذرائع مختلفة.
وتتراوح الاتهامات الموجهة للمتظاهرين المعتقلين، بين إثارة الاضطرابات وانعدام الأمن وإلحاق الضرر بالممتلكات الخاصة والعامة وتهديد أرواح الناس.
وفي هذا الإطار، أصدرت محكمة "الثورة" في طهران برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي، الأحد، حكما بالسجن خمس سنوات ضد الناشطة السياسية والحقوقية "فائزة هاشمي" ابنة الرئيس الإيراني الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
واتهمت المحكمة، فائزة هاشمي، بالتحريض على العنف وإثارة الاضطرابات في البلاد، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام رسمية إيرانية.
وذكرت وكالة أنباء "مشرق نيوز" التابعة للأجهزة الأمنية، أن "محكمة الثورة في طهران قضت بالسجن 5 سنوات ضد فائزة هاشمي رفسنجاني، لإدانتها بالتحريض على أعمال الشغب والإخلال بالأمن في البلاد".
وأضافت الوكالة أنه "تم إبلاغ غلام علي رياحي محامي فائزة هاشمي بهذا الحكم من قبل محكمة الثورة في طهران التي عقدت جلساتها برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي".
وأوقف الحرس الثوري فائزة هاشمي في 27 من سبتمبر/أيلول 2022 عقب إعلانها تأييد الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام التي بدأت احتجاجاً على مقتل الشابة الكردية "مهسا أميني" في طهران بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق.
وتعد فائزة هاشمي، من الشخصيات البارزة التي توجه انتقادات علنية ولاذعة للنظام الإيراني، كما جرى اعتقالها عدة مرات بسبب معارضتها لآلية فرض الحجاب على النساء في البلاد.
29 من قادة الاحتجاجات
وفي سياق متصل، أعلنت الأجهزة الأمنية في مدينتي طهران ومشهد، اعتقال 29 ممن وصفتهم بـ"قادة الشغب".
وذكر بيان لجهاز الاستخبارات في مدينة مشهد، الأحد، إنه "تم القبض على 16 ناشطًا في مجال الفضاء الإلكتروني وهم من قادة أعمال الشغب الأخيرة".
وقال البيان الذي لم يكشف عن هوية المعتقلين إن "هؤلاء الأشخاص كانوا يقيمون داخل إيران وخارجها وتم التعرف عليهم منذ فترة طويلة بإجراءات استخباراتية متطورة".
كما اتهم البيان المعتقلون بإساءة استخدام منصات الفضاء الإلكتروني من خلال نشر أخبار كاذبة والتحريض الشغب والدعوة إلى السلوك العنيف، وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة، وتهديد حياة الناس وأموالهم.
من جانبه، قال جهاز الاستخبارات في قيادة شرطة طهران إنه ألقى القبض على 13 شخصًا بتهمة قيادة الاحتجاجات في مقبرة بهشت زهرة بطهران.
ووصف جهاز الاستخبارات لهذه القوة، هؤلاء المتظاهرون بـ "بعض المخدوعين" الذين نشروا، بتحريض من وسائل إعلام معادية للنظام، "دعوات بحجة حضور الحفل الأربعين" لإحدى ضحايا الاحتجاجات الأخيرة.
وقال جهاز الاستخبارات "تحوّلت مراسم احتفاله الأربعين لهذا القتيل، إلى اضطرابات"، في إشارة إلى "حميد رضا روحي".
وقُتل روحي، المولود عام 2002، مساء يوم 19 من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 غرب طهران بنيران مباشرة من القوات الحكومية، وحضر مراسم تشييعه عدد كبير من الأشخاص في مقبرة "بهشت زهرة" في طهران، وتحول إلى تجمع كبير مناهضة للحكومة.
وكانت الشرطة الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق، اعتقال بعض المتظاهرين بتهمة قيادة الاحتجاجات، وأصدرت المحاكم اتهامات ضد عدد من هؤلاء المعتقلين وصدرت بحقهم أحكام قاسية من بينها الإعدام.
وأعدمت السلطات الإيرانية حتى الآن، أربعة من المتظاهرين، حيث جرى إعدامه اثنين منهم يوم أمس السبت في مدينة كرج غرب طهران بتهمة قتل عنصر من قوات الباسيج التابع للحرس الثوري.
أحكام بالسجن
وفي سياق متصل، حكمت المحكمة الثورية بمحافظة هرمزجان جنوب إيران، الأحد، على أربعة أشخاص بالسجن لدعوتهم السائقين إلى الإضراب خلال الاحتجاجات الأخيرة.
وقال مجتبى قهرماني رئيس القضاة في المحافظة، "تم إصدار أحكام أولية ضد أربعة أشخاص بعد أن دعوا سائقي الشاحنات للإضراب في ديسمبر الماضي بهدف زعزعة أمن البلاد".
وأضاف قهرماني "أن أحد المتهمين حُكم عليه بالسجن 10 سنوات وآخر بالسجن 5 سنوات"، مشيراً إلى أنه "قد حكم على متهمين آخرين بالسجن لمدة عام ودفع تعويضات بتهمة الإخلال بالنظام العام وتعمد تدمير نوافذ الشاحنات".
فيما قالت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، الأسبوع الماضي، إن قتلى الاحتجاجات بلغ 516 شخصاً، فيما بلغ عدد المعتقلين أكثر من 19 ألف شخص.
وبحسب تقرير هذه المجموعة الحقوقية، قتل 66 من أفراد الشرطة والحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج في احتجاجات الأشهر الأخيرة في إيران.
aXA6IDE4LjIyMS4yMzguMjA0IA== جزيرة ام اند امز