طهران دأبت على إخفاء نواياها تجاه التسلح النووي، إضافة لخرق الاتفاق النووي سرا، وهو الاتفاق "المعيب" الذي انسحبت منه واشنطن.
حذرت صحيفة فرنسية من مخاطر سباق التسلح النووي في منطقة الشرق الأوسط في ظل السعي المحموم من جانب النظام الإيراني لتخطي الخطوط الحمراء والإقدام على تصنيع قنبلة نووية.
وكشفت صحيفة "لكسبريس" أن طهران دأبت على إخفاء نواياها الحقيقية، إضافة لخرق الاتفاق النووي سرا، وهو ما دفع واشنطن للانسحاب من هذا الاتفاق الموقع عام 2015 في مايو/أيار الماضي.
وأوضحت أن النظام الإيراني وعبر التلاعب بالاتفاق النووي "المعيب" استطاعت الحصول على أجهزة طرد وصل عددها إلى 20 ألف جهاز، الأمر الذي قد يدفع دولا إقليمية، حسب الصحيفة، إلى الإقدام على تلك الخطوة لمواجهة الخطر الإيراني المتصاعد.
وذكرت الصحيفة الفرنسية أن "الإيرانيين يسعون نحو عبور الخط الأحمر، وهو سباق التسلح النووي الذي لا يهدد المنطقة فحسب بل العالم أجمع".
وأشارت الصحيفة إلى أنه من وجهة نظر تقنية، فطهران إذا ترك لها المجال ستكون قادرة على استكمال برنامجها السري للتسلح النووي والذي لم يتوقف منذ سنوات، وهو الأمر الذي دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي بعد تأكده من خرق الإيرانيين الاتفاق والمضي قدماً نحو برنامج التسليح النووي.
وأضافت أنه على الرغم من التهديدات الأمريكية بعقوبات على طهران إلا أن النظام الإيراني لم ولن يحترم قواعد القانون الدولي، وسيستمر في خرق الاتفاق والاستمرار في البرنامج النووي.
ودللت الصحيفة على تملص إيران من التزاماتها النووية عبر ألاعيب كشفتها واشنطن بـ"تمكن النظام الإيراني رغم خضوعه للعقوبات من الحصول على 20 ألف جهاز طرد مركزي خلال الفترة ما بين 2003-2013 ما يعني استمرارهم في تخصيب اليورانيوم خلال تلك الفترة".
وحذرت "لكسبريس" من أنه وفقاً للخبراء فإنه "بتلك الإمكانيات فإن صنع قنبلة نووية لن تستغرق أكثر من عام"، متساءلة: "هل العالم على استعداد للتعامل مع ذلك الخطر؟".
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، قريب من الملف الإيراني، قوله إن "الأمريكيين يرون أنه عليهم التعامل بشكل شامل مع جميع التهديدات الإيرانية: ليس الملف النووي فحسب إنما أيضا محاولات زعزعة الاستقرار الإقليمي وقضية برنامج الصواريخ الباليستية التي طورتها طهران أكثر من أي وقت مضى".
من جانبه، قال بنجامين الأكاديمي هوتكو فيرتير، المتخصص في الشؤون الإيرانية إن "ذلك السيناريو الأسود يمكن منعه تحت ضغط المجتمع الدولي بأسره".
وأوضح أنه "لا توجد أية قوة كبيرة لها مصلحة في تعزيز ظهور إيران، ولا حتى روسيا، التي تسعى إلى ترسيخ جذورها في المنطقة".
بدوره، قال مارك فيتزباتريك، المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: "لا تنسوا أن طهران سعت منذ فترة طويلة للحصول على قدرات أسلحة نووية".
وحذر باحثون آخرون من أن الإيرانيين سيلجأون إلى "منطقة رمادية"، بالتظاهر بالالتزام بضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إخفاء لنواياهم الحقيقية.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA== جزيرة ام اند امز