إيران في أسبوع.. مساع لانتهاك العقوبات بمساعدة "الحمدين"
أسبوع مضى في إيران شهد عددا من الأحداث السياسية، أبرزها مسعى جديد من إيران للالتفاف على العقوبات الأمريكية بمساعدة قطر.
أسبوع مضى في إيران شهد عددا من الأحداث السياسية، أبرزها الكشف عن مسعى جديد من إيران للالتفاف على العقوبات الأمريكية بمساعدة تنظيم الحمدين القطري الرافض للرضوخ منذ عامين لمطالب دول الرباعي الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).
الدوحة لم تعد حاليا تداري علاقتها المشبوهة سواء عسكريا أو سياسيا أو اقتصاديا بل وثقافيا مع نظام المرشد الإيراني علي خامنئي الداعم الرئيسي للتنظيمات الإرهابية في عدد من دول الشرق الأوسط، حيث يبدو جليا أن قطر ستعزز موضعها كخاصرة رخوة تستغلها طهران لطعن بلدان الجوار الخليجي والعربي على نحو سواء.
اجتماعات قطرية - إيرانية لثلاثة أيام شهدتها الدوحة مطلع الأسبوع المنصرم، كشف نتائجها عنايت الله رحيمي محافظ إقليم فارس (جنوب إيران)، لافتا إلى الاتفاق مع مسؤولين قطريين على تقديم بلاده ما قال إنها تسهيلات استثمارية عبر بوليصات فورية ستمنح لتجار قطريين.
طهران المأزومة ماليا للغاية بفعل دخولها مرحلة الحظر النفطي الكامل قبل شهرين باتت تسارع الخطى نحو أي مصدر لخرق العقوبات الأمريكية المفروضة ضدها، صيف العام الماضي، والتي اقتربت ذروة نتائجها من الشح النقدي الوخيم لدى البنك المركزي الإيراني، وفقا لتوقعات رسمية.
وتركز طهران جهودها في الحصول على أقصى استغلال لصالحها على المستويات الاقتصادية والسياحية والرياضية بمساعدة تنظيم الحمدين، فيما ترى أنها استحقاقات لها نظير ما تواتر عن تواجد حماية من عناصر مليشيا الحرس الثوري الإيراني داخل قصر الأمير الصغير تميم بن حمد آل ثاني.
وفيما يؤكد أن قطر أصبحت فعليا ساحة للاستغلال الإيراني في الوقت الراهن، وصف محافظ فارس، الدوحة بـ"الفرصة الجيدة" لبلاده، على حد تعبيره.
النفق المظلم
وعلى مستوى الملف النووي الإيراني المثير للجدل، والذي بات على أعتاب الدخول في نفق مظلم بسبب التصعيد الذي تبتنه طهران بعد نكثها التزامات نووية ضمن الاتفاق النووي المبرم مع مجموعة دول 5+1 قبل 4 سنوات.
"الخطر الكبير" كان عنوانا وضعه جليل روشندل الأكاديمي الإيراني المتخصص في العلوم السياسية، معتبرا أن سلوك بلاده من حيث رفع مستوى التخصيب والاحتفاظ بالماء الثقيل يعني خروجها من إطار خطة العمل الشاملة المشتركة أو "برجام" اختصارا في اللغة الفارسية.
وأوضح روشندل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كارولينا الشرقية، ضمن رؤية استشرافية له على هامش مقابلة مطولة مع شبكة إيران واير (ناطقة بالفارسية يديرها صحفيون معارضون من خارج إيران) أن سياسة بلاده النووية تناقض ما جاء في بيان أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 8 يوليو/تموز الجاري.
وشرعت طهران قبل أيام في اتخاذ إجراءات لتخطي نسبة تخصيب اليورانيوم بما يزيد على حدود 3.67% المنصوص عليها في 2015، في الوقت الذي هدد بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية برفع مستوى التخصيب نحو مستويات أعلى بعد انتهاء مهلة حددها بشهرين مقبلين.
من حيث التوقعات في ظل التهديدات النووية الإيرانية، رجح الأكاديمي أن طهران ستكون في مأزق حال رفض المجتمع الدولي فكرة التفاوض معها، واتخاذه موقف واشنطن ضد سياساتها القائمة، وبالتالي ستتدهور العلاقات الثنائية لها مع دول أخرى، كانت تشكل لها غطاء للمناورة أحيانا على غرار دول الاتحاد الأوروبي.
ويمكن أن تصل درجة التطورات الراهنة في ظل تهديدات إيران النووية التي صنفها جليل روشندل في الإطارين الدعائي والتحريضي حتى الآن، إلى حد شن ضربات جوية محدودة على مواقع داخل أراضيها.
وألمح إلى أن نظام المرشد الإيراني علي خامنئي في موقف ضعيف ويمارس سياسة الابتزاز النووي بغية فرض جملة شروط حال الجلوس إلى طاولة تفاوض مع أطراف دولية عدة لبحث النقاط الشائكة، على حد قوله.
تهديد الملاحة
وفي تهديد صريح لحركة الملاحة الدولية، دخلت استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني المصنفة منظمة إرهابية من جانب الولايات المتحدة في أبريل/نيسان الماضي، على الخط الدعائي ردا على احتجاز بريطانيا ناقلة نفطية إيرانية في جبل طارق إلى جانب مسؤولين عسكريين وحكوميين إيرانيين.
وأوردت وكالة أنباء تسنيم، الواقع مقرها في العاصمة طهران والتابعة لجهاز استخبارات الحرس الثوري، تقريرا مطولا يتحدث ضمنيا عن ذرائع مختلفة ستستغلها طهران بغرض توقيف السفن التجارية والناقلات النفطية البريطانية وغيرها بزعم الرد على توقيف لندن ناقلة "جريس - 1" الإيرانية المتهمة بخرق العقوبات الأوروبية المفروضة على النظام السوري قبل 8 سنوات.
ومن الواضح أن إيران ستتذرع ببنود واردة في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق البحار بدعوى مكافحة ما تراها ملوثات بحرية ناجمة عن السفن البريطانية أو غيرها خلال عبورها في مضيق هرمز، وذلك لإضفاء شرعية على تصعيد تهديداتها البحرية القادمة، وفقا لتقرير تسنيم.
وفي حين توجد سفن عابرة متعددة الجنسيات ضمن حركة الملاحة الدولية قبالة السواحل الجنوبية لإيران، تزعم طهران أن لديها الحق في توقيف تلك السفن بدعوى رصدها معلومات وبيانات بواسطة الرادارات.
انتهاكات حقوقية
وعلى مستوي الملف الحقوقي السيئ للغاية داخل إيران، لا تزال السلطات الأمنية والقضائية تواصل حملتها القمعية بغرض إسكات أصوات المناهضين لسياسة التدخلات العسكرية خارج الحدود، أو الناقمين على تغول العسكريين على الاقتصاد المحلي وكذلك الرافضون مصادرة النظام الثيوقراطي المجال أمام إتاحة الحريات السياسية والاجتماعية في داخل البلاد.
واعتقلت سلطات طهران "راحلة أحمدي" والدة "صبا أفشاري" الناشطة النسوية المحتجزة منذ شهر داخل أحد السجون بغية إجبارها على الإدلاء باعترافات قسرية، في حين اختفى أثر أحمدي تماما بعد اعتقالها لدعوتها إلى حراك شعبي جديد ضد انتهاكات حقوقية يتعرض لها نشطاء إيرانيون في السجون.
وأوضحت مصادر حقوقية أن السلطات الإيرانية ساومت راحلة أحمدي بإطلاق سراحها حال رضوخ ابنتها لتعليمات المحققين القضائيين بالجلوس أمام كاميرات بغية التحدث باعترافات إجبارية، سيعاد بثها عبر شاشة التلفزيون الإيراني الرسمي.
وعادة ما تستغل المحاكم الإيرانية محتوى تلك المواد الفيلمية المخالفة للقوانين الدولية، سواء في تشويه النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين أو توجيه اتهامات ثقيلة لهم.
وفي رد فعل عنيف على مطالبته وآخرين بتنحي المرشد الإيراني علي خامنئي عن منصبه والبدء في مرحلة إصلاحات داخلية جديدة على المستوى السياسي، اعتقلت طهران الصحفي المعارض محمد نوري زاد.
وكشفت تقارير متواترة أن زاد لدى استجوابه داخل نيابة معتقل إيفين الأسوأ في إيران، صدر أمر باعتقاله بسبب توقيعه بيانا جماعيا، الشهر الماضي، إلى جانب نشطاء إيرانيين ينتقدون فيه سياسات خامنئي التي نعتوها بالمدمرة على مدار عقود.
aXA6IDMuMjIuNDIuMTg5IA== جزيرة ام اند امز