إيران بأسبوع.. نظام خامنئي يسير إلى الهاوية
إيران شهدت عددا من الأحداث السياسية أبرزها دق المسمار الأخير في نعش الاتفاق النووي الإيراني والسعي نحو التصعيد العسكري مع أمريكا
نهاية درامية شهدها أسبوع ساخن في إيران انتهى بإقدام مليشيا الحرس الثوري على ارتكاب "الخطأ الكبير" بإسقاط طائرة أمريكية مسيرة، فيما دق نظام ولاية الفقيه المسمار الأخير في نعش الاتفاق النووي بالتنصل من التزاماته، وبدا نظام خامنئي يسير إلى حافة الهاوية.
وفيما يعد أنه المسمار الأخير في نعش الاتفاق النووي أعلن نظام طهران نكث بعض التزاماته المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وتخزين الماء الثقيل.
وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن طهران ستتجاوز بحلول 27 يونيو/حزيران الجاري الحد المسموح به للاحتفاظ بنحو 300 كجم من اليورانيوم المخصب فقط، بموجب بنود الاتفاق النووي الإيراني الموقع مع قوى عالمية عام 2015.
وأشار بهروز كمالوندي، الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية خلال زيارة إلى مفاعل آراك لإنتاج المياه الثقيلة، إلى أن العد العكسي قد بدأ للتو في هذا الصدد، لافتا إلى أن بلاده ستزيد تخصيب اليورانيوم نحو مستويات جديدة وفقا لحاجتها، حسب ما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا).
وبهذه الخطوة تعلن إيران تصعيد تهديداتها النووية إزاء المجتمع الدولي، حيث قال رئيس إيران حسن روحاني إنه لم يعد هناك متسع من الوقت أمام الدول الأوروبية الباقية رهن الاتفاق النووي (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) لكي تنقذ هذا الاتفاق من الانهيار نهائيا.
خنجر في الظهر
"خنجر في ظهر الوسيط" تحت هذا التعبير هاجمت رسوما كاريكاتورية مناهضة لسياسات النظام الثيوقراطي خيانة نظام طهران لليابان.
وجاءت تلك الرسوم على خلفية ضلوع طهران في شن هجمات ضد ناقلات نفطية بخليج عمان، إحداها كانت متجهة صوب طوكيو قبل أسبوعين، في حين كان رئيس الوزراء الياباني يقابل مسؤولين إيرانيين بهدف الدخول على خط خفض حدة التوتر مع أمريكا.
وعلقت صحيفة كيهان (معارضة وناطقة بالفارسية) على كاريكاتير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، يظهر به رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الإيراني حسن روحاني لدى زيارة الأول البلاد مؤخراً، قائلة إن عدوانية طهران متهورة.
وبينما أظهر الكاريكاتير انشغال آبي بكيفية التوصل إلى نزع فتيل التوتر، حيث وصف في بلاده بـ"وسيط" لحلحلة التوتر القائم عسكرياً بين طهران والولايات المتحدة في المنطقة مؤخراً، كان عقل نظام طهران يفكر بالهجوم على الناقلات النفطية في خليج عمان، وفقاً للصحيفة التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها.
تصعيد إيراني
وفي مسعى إيراني نحو التصعيد العسكري مع أمريكا أعلنت مليشيات الحرس الثوري الإيراني، الخميس، إسقاط طائرة مسيرة أمريكية بدعوى دخولها أجواء البلاد.
وأكد الجيش الأمريكي أن استهداف طهران الطائرة المسيرة عمل غير مبرر، خاصة أن عملها فوق المياه الدولية كان يقتصر على المساعدة في ضمان حرية الملاحة بمضيق هرمز ولم تخترق الأجواء الإيرانية.
وفي تعليق على ارتفاع حدة التوتر الدائر عسكريا بين طهران وواشنطن في المنطقة، قال الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية أحمد فاروق لـ"العين الإخبارية" إن التصعيد سيظل قائما، في محاولة لكسب مزيد من الامتيازات حال جلوس إيران على طاولة تفاوض واحدة مع أمريكا.
وأشار فاروق -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- إلى أن إسقاط طائرة عسكرية مسيرة يعد أول اختبار حقيقي بعد تعيين حسين سلامي الأكثر تشددا من سلفه محمد علي جعفري في منصب قائد مليشيات الحرس الثوري الإيراني، في أعقاب زيادة الضغوط الأمريكية بعد تصنيف المليشيات الإيرانية منظمة إرهابية على لوائح واشنطن في أبريل/نيسان المقبل.
وأكد الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية أن طهران ترى في انشغال الإدارة الأمريكية بترتيبات الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020 فرصة سانحة نحو تصعيد مواقفها إقليميا، بينما ينصب الاهتمام الأمريكي على تعزيز قواعد الناخبين في الداخل.
وزعم حسين سلامي قائد مليشيات الحرس الثوري بأن الحدود خط أحمر بالنسبة لبلاده، زاعما في الوقت نفسه أن إيران سترد بقوة على ما وصفه بـ"العدوان المحتمل".
قتل غامض
وعلى الصعيد الداخلي الإيراني، كشفت والدة معارض إيراني لقي مصرعه طعنا على أيدي مجرمين خطرين داخل سجن محلي عن تلقي هؤلاء الجناة أوامر لتنفيذ جريمتهم بحق نجلها.
ونقلت منصة إيران واير عن مهناز سرابي، والدة علي رضا شير السجين السياسي الذي عثر عليه مقتولا بـ30 طعنة في سجن طهران الكبير، أن نجلها قضي عليه بالسجن بسبب محادثة جدلية مع رجل دين إيراني عبر تطبيق "تيليجرام".
وكذبت سرابي الاتهامات التي وجهها القضاء الإيراني لنجلها القتيل، سواء بإهانة المرشد علي خامنئي أو "التجديف"، معتبرة إياها مزاعم باطلة بلا أدلة، حسب قولها.
وأعلنت والدة علي رضا شير عن تعرض أسرتها لضغوط أمنية بهدف موارة جثمانه الثرى سريعا، حيث شيعت جنازته وسط صمت تام، في حين حذرتهم السلطات الإيرانية من إقامة مراسم للعزاء.
هتاف ضد الظلم
اعتراضا على تجاهل مطالبهم بتحسين ظروف المعيشة القاسية، احتج مئات المتقاعدين الإيرانيين أمام مبنى البرلمان في العاصمة طهران، أملا في إنهاء مشكلاتهم التي باتت معضلة طوال أشهر مضت.
ورددت حشود المتقاعدين المحتجين أمام مقر البرلمان الإيراني، الثلاثاء، هتافات تندد بما اعتبروه "ظلما وتمييزا"، فضلا عن رفض الحكومة الإيرانية تنفيذ نصوص قوانين محلية تقضي بحصولهم على رواتب تقاعدية إضافية.
ونشرت وكالة أنباء هرانا (مختصة برصد انتهاكات حقوق الإنسان داخل إيران) مقاطع فيديو وصورا ترصد فعاليات الوقفة الاحتجاجية التي كان قوامها موظفين سابقين في مؤسسات حكومية وكذلك بالقطاع الخاص، ومعلمين بالمدارس إلى جانب عمال المصانع.
وأظهرت الصور المتداولة وجودا أمنيا في محيط الوقفة الاحتجاجية المناهضة لتدهور الأوضاع الاقتصادية في داخل إيران، لا سيما في ظل غلاء أغلب أسعار السلع التموينية والخدمات من قبيل الكهرباء ومياه الشرب وتذاكر القطارات والنقل العام مؤخرا.
بركان خامد
وتحت عنوان عريض حول تغول سلطات الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية بالداخل في أعقاب قمع احتجاجات عام 2009، واعتقال أبرز قادتها مهدي كروبي، سلطت الصحفية المعارضة فرزانة روستائي الضوء على أوضاع إيران الداخلية في الوقت الراهن
وأوضحت روستائي، في مقال لها، عبر النسخة الفارسية لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية، أن الطبقة الوسطى في إيران أصبحت ظروفها الاجتماعية والاقتصادية أصعب مما كانت عليه قبل سنوات مضت.
وأكدت فرزانة روستائي، التي تتخذ من العاصمة السويدية ستوكهولم مقرا لها منذ سنوات، أن نضال الطبقة الوسطى في المجتمع الإيراني لم ينتهِ بعد، على الرغم من عرقلة مساعيها نحو إقامة الديمقراطية واتخاذ الخيار السلمي سبيلا نحو تغيير المعادلة داخل البلاد.
ولفتت إلى أن هذه الشريحة الاجتماعية لم يعد لديها شيء تخسره، سواء كان الخبز أو فرص العمل أو حتى مخاوف من انهيار أسهم الواردات والصادرات، إنها مثل البركان الخامد والخطير، وفق تعبيرها.
فتنة التزوير
وإلى ذلك كشف محمد رضا خاتمي، الأمين العام السابق لحزب جبهة المشاركة الإصلاحي في إيران، عن تزوير قرابة 7 ملايين صوت على الأقل بانتخابات الرئاسة الإيرانية عام 2009.
جاء ذلك في آخر جلسات محاكمته باتهامات تتعلق بأحداث احتجاجات شعبية قبل 10 سنوات، حسب ما نقلت النسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية.
وقال خاتمي (60 عاما) شقيق الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي الملقب بـ"زعيم الإصلاحات"، إن التزوير حينها لصالح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد كان الفتنة الحقيقية وليس الاحتجاج من قبل أنصار الحركة الخضراء.
وأوضح السياسي الإيراني، المحسوب على تيار الإصلاحيين، أن من يريد الاطلاع على هذه النسب التي أوردها بخصوص تزوير الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران قبل عقد كامل يمكنه إجراء بحث بسيط عبر شبكة الإنترنت، حيث سيكتشف تزوير نحو 7 ملايين و89.993 صوتا في تلك الانتخابات.
aXA6IDE4LjE4OS4xNDMuMSA= جزيرة ام اند امز