"خارج النطاق النووي".. من هم الأمريكيون الـ4 المحتجزون بإيران؟
قالت الولايات المتحدة هذا الأسبوع إن المفاوضات الجارية لإعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران "في المرحلة الأخيرة".
لكن حتى في الوقت الذي قد يستعد فيه كلا الجانبين لإيجاد حل بشأن كل شيء؛ من العقوبات الأمريكية إلى تخصيب إيران لليورانيوم، هناك مسألة رئيسية ظلت بعيدة عن طاولة المفاوضات النووية: الأمريكيون الأربعة المحتجزون في إيران، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وتصر الولايات المتحدة على أن المحادثات لتأمين إطلاق سراح الأمريكيين الأربعة مستمرة بشكل مستقل عن المفاوضات النووية.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين: "نتفاوض بشأن إطلاق سراح المحتجزين بشكل منفصل عن خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته بموجب القواعد التي أرستها وزارة الخارجية: "لكن كما قلنا، من الصعب للغاية بالنسبة لنا تخيل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بينما يقبع أربعة من الأمريكيين الأبرياء خلف القضبان أو محتجزين في إيران".
واستعرضت "واشنطن بوست" الأمريكيين الأربعة المسجونين في إيران أو ممنوعين من مغادرة البلاد.
سيماك نمازي
سيماك نمازي (50 عاما)، هو رجل أعمال أمريكي من أصل إيراني ألقي القبض عليه في أثناء زيارة أقاربه في إيران عام 2015.
وقضت محكمة إيرانية بسجن نمازي 10 أعوام بتهمة التعاون مع حكومة أجنبية معادية.
وقالت الأمم المتحدة إن نمازي لم يحصل على محاكمة عادلة ويحتجز في سجن إيفين سيئ السمعة، حيث يقول أفراد أسرته إن صحته تدهورت بعد قضاء الوقت في الحبس الانفرادي.
ولد نمازي في إيران لعائلة مرموقة، غادرت البلاد إلى الولايات المتحدة بعد ثورة 1979، وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1993، وبعد تخرجه في جامعة تافتس عاد لإيران من أجل أداء الخدمة العسكرية الإجبارية.
وعمل لاحقا باحثا بالسياسة العامة في مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء.
وكان نمازي يشغل منصب رئيس التخطيط الاستراتيجي في شركة "نفط الهلال"، التي تعمل في الشرق الأوسط، في الوقت الذي ألقي القبض عليه فيه.
باقر نمازي
باقر نمازي (85 عاما) هو والد سيماك، وأيضًا مواطن يحمل جنسية مزدوجة؛ الأمريكية الإيرانية. واعتقلته طهران عندما سافر إلى هناك بداية عام 2016 لزيارة ابنه في السجن.
وقضت محكمة في طهران بالسجن عشرة أعوام على باقر في نفس اليوم الذي حكمت فيه على سيماك عن نفس الجريمة: التعاون مع حكومة أجنبية معادية.
وأطلق سراح نمازي، الذي يعاني مشكلة في القلب ومشاكل صحية أخرى، في إجازة طبية مؤقتة.
وخفف القضاء الإيراني لاحقا عقوبته في 2020، لكن رفض تجديد جواز سفره للسماح له بمغادرة إيران. وفي أكتوبر/تشرين الأول، خضع لعملية جراحية في طهران.
وعمل نمازي موظفا خلال فترة حكم الشاه، الذي تم الإطاحة به عام 1979، وغادر إيران متجها إلى الولايات المتحدة، ولاحقا أمضى أكثر من عقد زمني كمسؤول كبير في اليونيسف.
مراد طهباز
مراد طهباز (66 عاما) ناشط بمجال الحفاظ على البيئة ورجل أعمال يحمل الجنسية الأمريكية والبريطانية والإيرانية.
وألقي القبض عليه في إيران بداية 2018، إلى جانب 8 آخرين من نشطاء الحفاظ على البيئة من مؤسسة التراث الفارسي للحياة البرية، حيث كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي.
وقضت محكمة إيران عام 2019 بسجن طهباز عشرة أعوام بتهمة التجسس العسكري، أيدت الحكم عام 2020.
وكانت مؤسسة التراث وموظفيها يشاركون في مشروع طموح لمراقبة الفهود الآسيوية المعرضة للانقراض. وفي إطار تلك الجهود، استخدم النشطاء الكاميرات الخفية الخاصة بالحياة البرية؛ لتصوير الفهود المراوغة.
واتهمت السلطات الإيرانية العلماء باستخدام مشروع الحياة البرية – بما في ذلك كاميرات أجنبية الصنع – لجمع معلومات عسكرية سرية.
تخرج طباز في كلية كولومبيا للأعمال عام 1983، وهو أحد الناجين من السرطان، ويقال إنه عانى من سوء حالته الصحية في السجن.
عماد شرقي
عماد شرقي (56 عاما) احتجز لأول مرة في إيران بداية عام 2018، بعد نحو عام من انتقاله وزوجته إلى طهران من الولايات المتحدة.
وجرى احتجاز شرق، وهو مواطن أمريكي من أصل إيراني، في الحبس الانفرادي لعدة شهور، لكن أطلق سراحه لاحقا وتمت تبرئته مما قالت محكمة في طهران إنه تجسس واتهامات أخرى تتعلق بالأمن الوطني.
لكن لم تعد السلطات إلى شرقي جواز سفره الأمريكي، وفي نهاية عام 2020، أبلغته المحكمة بأنه في الواقع حكم عليه بالسجن عشرة أعوام بتهمة التجسس "وجمع معلومات استخباراتية عسكرية".
ويقبع شرقي في سجن إيفين شمال طهران، وأحيانا يتمكن من الاتصال بزوجته.