مجلس "رفع الاحتلال الإيراني" يتهم حزب الله باغتيال معارض لبناني
أحيا المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان الذكرى السنوية الأولى لاغتيال المفكر والناشط المعارض لحزب الله لقمان سليم.
واعتبر المجلس أن اغتيال لقمان سليم هو "قضية وطنية"، وأنه "قُتل غيلةً لإسكات صوته الصارخ في برية الحرية".
وعبّر محامو المجلس في مؤتمر صحفي عن "التضامن مع العائلة ومع جميع اللبنانيين الأحرار الذين ينتصرون للصوت بمواجهة كاتم الصوت الذي أفرغ رصاصات حقده بجسده ".
وطالبوا الأجهزة والسلطات الأمنية والقضائية اللبنانية "إعلان ما توصّلت إليه التحقيقات لكشف القاتل الذي بنظرنا هو "حزب الله".
وقالوا: "لقمان سليم اغتيل في منطقة نفوذ حزب الله، وبالتالي فإما هو القاتل أو فليتقدم بما لديه لكشف القتلة، ولا يتذرعن أحدٌ بقضايا تكنولوجية وغيرها من الشائعات لحرف القضية عن مسارها القانوني والحقوقي والقضائي".
ولفتوا إلى أنّ "ما يجب أن يعرفه الجميع هو أن الصمت يُشجع جرائم القتل السياسي الذي يفيض بها تاريخ لبنان الحديث، والمطلوب من الجميع الالتفاف حول هذه القضية لإحقاق الحق والعدالة.
وأضافوا: "حتى الآن، هناك من يحاول استخدام الخوف كأداة سياسية خطيرة، فنحن نختار الأمل على الخوف في كل مرة".
وشدّد المحامون على "استقلالية القضاء اللبناني وعدم توظيفه في السياسة"، وجدّدوا المطالبة بأعلى "مستويات الشفافية في عملية التحقيق صوناً للديمقراطية وحرية الرأي وحمايةً لأسلوب عيشنا المشترك والمتنوع الذي نتمسك به بمواجهة السلاح غير الشرعي".
وعثر على سليم (58 عاماً) مقتولاً برصاصات عدة داخل سيارته في قرية في الجنوب، غداة بلاغ من أسرته حول فقدانها الاتصال به أثناء عودته من زيارة صديق له في المنطقة التي تعد من أبرز معاقل حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز في البلاد.
وأثار اغتيال سليم، الناشط السياسي الجريء في التعبير والباحث الذي انهمك بتوثيق ذاكرة الحرب الأهلية (1975-1990) وتعزيز قيم المواطنة والمساواة، صدمة في لبنان. وندّدت به الأمم المتحدة ودول غربية عدة شارك سفراؤها في مشهد نادر في مراسم تأبين أقيمت في دارته في حارة حريك، بعد أسبوع من مقتله.
وعُرف سليم المولود لأب كان محامياً لامعاً وأم مصرية باحثة وصحافية، بمواقفه المعارضة لحزب الله. ورغم انتمائه الى الطائفة الشيعية بالولادة، كان علمانياً ومتمرداً على السياسات التقليدية ورافضا للطائفية. وفي الكثير من مداخلاته التلفزيونية قبل اغتياله، اعتبر أن حزب الله يأخذ لبنان رهينة لإيران. وتحدّث في إحدى آخر إطلالاته عن علاقة للنظام السوري بنيترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت قبل انفجارها في 4 آب/أغسطس 2020.
حتى اليوم، لم تتبلغ عائلته أي جديد عن مسار التحقيق القضائي في بلد لم تبلغ فيه التحقيقات في عشرات الاغتيالات خواتيمها. حتى التحقيق في انفجار المرفأ، ثالث أكبر انفجار غير نووي في العالم، معطل منذ أشهر ويثير انقساماً سياسياً وطائفياً وبين المراجع القضائية ذاتها.
aXA6IDE4LjIyNi45My4yMiA= جزيرة ام اند امز