لبنان يودع لقمان سليم.. حضور لافت ومطالبات بتحقيق دولي
بعد أسبوع على اغتياله، شيّع اليوم الخميس، جثمان الناشط اللبناني لقمان سليم بحضور واسع من رجال دين ودبلوماسيين.
أقيمت المراسم بحديقة المنزل، حيث شيد نصب له وكتب عليه عبارة للمتنبي "وقفت وما في الموت شكّ لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم"، مرفقة بعبارة "هنا يحيا في الفردوس الأعلى بطل من لبنان".
وكان لافتا حضور شخصيات سياسية ودبلوماسية في التشييع، أبرزهم سفراء أمريكا وألمانيا وسويسرا.
وأجمعت الكلمات، التي ألقيت خلال المراسم، على اعتبار سليم شهيد الوطن والرأي وأهمية التحقيق لمعرفة القاتل.
وفي كلمتها قالت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا "لقد تعرضنا للسرقة، سرقة رجل عظيم، هذا عمل همجي غير مقبول، سندفع باتجاه العدالة والمحاسبة وسنقوم بما في وسعنا لإكمال إرث لقمان سليم، وسنحمل ذكرى لقمان في داخلنا".
وقال السفير الألماني "رحيل لقمان سليم خسارة شخصية بالنسبة إليّ وتعازيّ للعائلة، ولن ننسى سليم، وعمله لا يسمح لنا بنسيان ما حصل في السنوات الأخيرة في هذا البلد ونريد تحقيقاً شفافاً".
وفي كلمة لها قالت والدة لقمان سليم، سلمى مرشاق "اقبلوا الحوار لا تستعملوا غير العقل، لأن السلاح لا يفيد البلد وأضاع لنا ابننا.. أمنيتي للشباب أن تتحاوروا للحفاظ على الوطن.. أتمنى أن تؤسسوا بلدا يليق بشبابه ويليق بلقمان".
وفي حديث تلفزيوني، قالت مرشاق، إنهم "باقون هنا"، مؤكدة أن هذه "منطقتنا وهذا منزلنا، ولكن نريد الحوار والنقاش بين الناس وليس استخدام وسيلة حقيرة لإسكات الآخر".
ويقع منزل العائلة، الذي حوله سليم إلى مركز ثقافي ودار نشر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.
وأضافت: "ننتظر التحقيق فيما يخصّ هوية القاتل ونحن مع الفكر والعقل ولسنا مع قوّة السلاح، وإذا كان القضاء لا يستطيع إرضاءنا فلماذا لا نجعل القضيّة دوليّة؟".
ورأت رشا الأمير شقيقة لقمان سليم أن "التحقيق الدولي يتطلّب آليّات معيّنة ويتناول قضايا دوليّة"، مشددة على أن "كلّ ما أريده هو أن يتمّ تقبّل الرأي الآخر"، وختمت قائلة: "هم خسروا".
وأكدت الأمير "سنبقى هنا ولا خيار لنا ونحن ندافع عن أنفسنا وعندما يغادر الجميع سنجلس في غرفنا ونتذكر لقمان وسنشعر بالبرد لأن لقمان كان الدفئ وهو كان قويا وفارسا".
ومنذ الخميس الماضي عند العثور على سليم مقتولا في منطقة الجنوب كانت قد بدأت التحقيقات في القضية، لكن حتى الساعة لم يعلن عن أي نتائج.
فيما تستمر الإدانات المحلية والدولية للجريمة التي وضعت في خانة الاغتيال السياسي، لا سيما وأن سليم كان معروفا بمعارضته الشرسة لحزب الله الذي وجهت أصابع الاتهام إليه.