إيران تناور بـ«دبلوماسية E3».. هروب من «مقصلة» ترامب؟

بالتزامن مع إعادة الرئيس الأمريكي العمل بسياسة «الضغوط القصوى» على إيران، سعت الأخيرة لسلوك درب بعيدًا عن دونالد ترامب، أملا في أن يخفف عنها وطأة العقوبات.
وبحسب دبلوماسي إيراني كبير، فإن إيران أجرت مباحثات "بناءة" في جنيف الإثنين مع ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة (مجموعة E3) حول برنامجها النووي المثير للجدل.
بالتزامن مع تلك المباحثات، أعلنت الولايات المتحدة الإثنين فرض عقوبات على أكثر من 30 شخصا وسفينة مرتبطة بإيران، بمن فيهم رئيس شركة النفط الوطنية بسبب التوسط في بيع النفط الإيراني وشحنه.
دبلوماسية E3
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية كاظم غريب آبادي على منصة «إكس»: «أجريت جولة أخرى من المباحثات البناءة مع المسؤولين السياسيين لدول E3».
في يناير/كانون الثاني، أجرت إيران والدول الأوروبية الثلاث مباحثات حول الملف النووي الإيراني بعد محادثات سابقة في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.
وأضاف غريب آبادي: «تبادلنا وجهات النظر بشأن القضايا النووية ورفع العقوبات (..) وتم الاتفاق على مواصلة المحادثات» دون أن يحدد جدولا زمنيا.
وجرت مباحثات الإثنين على هامش زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى جنيف لحضور مؤتمر نزع السلاح ومجلس حقوق الإنسان.
وعام 2015، أبرمت إيران اتفاقا مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والصين وروسيا لتنظيم برنامجها النووي.
تصاعد التوتر
وتصاعدت حدة التوتر حول البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغربيون في أن له أهدافا عسكرية رغم نفي إيران، في ظل رئاسة دونالد ترامب.
وخلال ولايته الأولى، انسحب الرئيس الأمريكي من اتفاق 2015 الذي عرض على طهران تخفيف العقوبات مقابل الحد من طموحاتها النووية.
وردا على الانسحاب الأحادي، تراجعت إيران بدورها عن التزاماتها وطورت برنامجها النووي. وباءت كل المحاولات لإحياء الاتفاق الذي أفرغ من مضمونه، بالفشل في السنوات الأخيرة.
وتسري صلاحية الاتفاق حتى أكتوبر/تشرين الأول 2025 ولا تستبعد بعض الدول إعادة فرض عقوبات على إيران بعد هذا التاريخ. وتشدد إيران على أن برنامجها النووي لأغراض مدنية بحتة وتنفي رغبتها في حيازة أسلحة نووية.
ووفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإن إيران الدولة الوحيدة غير الحائزة السلاح النووي التي تقوم بتخصيب اليورانيوم على مستوى عالٍ (60 %) بينما تواصل تجميع مخزون كبير من المواد الانشطارية.
وعتبة الـ90 % تسمح بتصنيع سلاح نووي، بحسب تعريف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.