في انتظار رئيسي.. تعثر مفاوضات نووي إيران
على عكس الآمال القائلة إن المرشد الأعلى، علي خامنئي، ربما يتطلع لإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 قبل تنصيب الحكومة الجديدة الشهر المقبل، يعتقد المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون أن نجاح أو فشل المفاوضات مع طهران في أيدي الرئيس الجديد، إبراهيم رئيسي.
ونقلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن مسؤول أمريكي كبير، قوله، "يبدو الآن أن إيران غير مستعدة لاستئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، حتى يحل رئيسي محل حسن روحاني بمنصب رئيس البلاد".
وخلال الأسابيع الأخيرة، قال بعض المشاركين بالمفاوضات الجارية في فيينا إنهم كانوا يعتقدون أن خامنئي يريد توقيع الاتفاق قبل مغادرة روحاني للرئاسة حتى لا تسبب أي ردود شعبية على الصفقة أي ضرر سياسي لرئيسي، الذي يحتمل أن يكون خليفة المرشد الأعلى الحالي في منصبه.
وتابعت المجلة الأمريكية "على ما يبدو لن تحدث الصفقة الآن، وسيؤدي مزيد من التأخير إلى تعقيد عملية التوصل إلى اتفاق نهائي في المستقبل، إن لم تجعله مستحيلا".
ويعتقد بعض المراقبين أن إيران ربما تتصرف بثقة أكبر مما يجب، على أمل أن التقدم التكنولوجي في عمليات التخصيب سيجبر الأمريكيين على التوصل لحل وسط.
وقال علي فايز، مسؤول الملف الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية لـ"فورين بولسي": "هذا يمكن أن يقضي على الصفقة.. ربما يعتقد فريق رئيسي أن الوقت في صالح إيران، وأن بإمكانهم تسريع البرنامج النووي بشكل أكبر مما تستطيع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مواجهته بالعقوبات.. سيكون هذا بمثابة سوء تقدير كبير".
وأشارت المجلة الأمريكية إلى تردد فريق الرئيس جو بايدن في تقديم مزيد من التنازلات لطهران. وفي نفس الوقت، استغلت طهران انسحاب إدارة دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018 لتحسن قدرتها على تخصيب اليورانيوم بشكل مطرد، والاقتراب من تصنيع قنبلة.
وقال الدبلوماسي الأمريكي المخضرم دينيس روس: "يريد الإيرانيون تخفيف العقوبات لكنهم يزيدون الضغط بالمضي قدما في البرنامج النووي.. سيواصلون دفع برنامجهم، وتعزيزه بأجهزة طرد مركزي، والتخصيب لـ60%، وإنتاج اليورانيوم، والحد من وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وفي سياق متصل، تحدثت صحيفة "ديفنس نيوز" الأمريكية عن ضرورة استعداد بايدن للتهديد الصاروخي الإيراني المتصاعد.
وأمر الرئيس بايدن مؤخرًا بضربات جوية ضد المليشيات المدعومة إيرانيا، لكنه فشل في منعهم من التصعيد السريع لحملة الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف إخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.
والأسبوع الماضي، تعرضت السفارة الأمريكية في بغداد لعدة هجمات كجزء من تسريع أكبر لهجمات وكلاء إيران بالمنطقة، ما دفع الصحيفة ذاتها للقول "لا عجب في ذلك؛ إذ إن إدارة بايدن دعت هذا التصعيد من خلال سحبها أنظمة دفاعية جوية مهمة من العراق والسعودية ودول أخرى بالشرق الأوسط".
وتابعت "بدلا من التقهقر، يحتاج الأمريكيون لتعزيز القدرات الهجومية والدفاعية للشركاء الإقليميين، وهذا يتطلب استراتيجية جادة تستند إلى قوة عسكرية أمريكية أكثر قوة واتساقا لردع تلك التهديدات المتنامية والقضاء عليها".
ووفقا للصحيفة، ما زالت القذائف والصواريخ ومدافع الهاون والطائرات بدون طيار المرتبطة بإيران تمثل التهديدات الأكثر تواترا ضد القوات الأمريكية والشركاء والمصالح في الشرق الأوسط.
وتضاعفت أعداد الذخائر التي أطلقتها الجماعات في العراق واليمن وسوريا على الجنود الأمريكيين والشركاء والمصالح، مثل منشآت النفط الحيوية، كل عام تقريبا منذ 2018، بحسب بيانات جمعها المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي.
والمقذوفات الـ228 التي تم استخدامها خلال 64 هجوماً منفصلاً هذا العام في طريقها لتسجيل رقم قياسي سنوي جديد. وتستخدم تلك الجماعات بشكل خاص الطائرات المسيرة المسلحة ذات القدرة على المناورة وتشكل تحديًا للدفاعات الجوية الحالية.