متشددو إيران يتناحرون.. "رئيسي" ينقلب على "جليلي"
خلافات تضرب معسكر المتشددين بإيران وتعري تناحرهم على مناصب حكومية يبدو أنها كانت الثمن المدفوع لتوحيد مرشحي التيار بالانتخابات الأخيرة.
وبينما ينشغل الرئيس الإيراني الجديد المتشدد إبراهيم رئيسي بتشكيل حكومته بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية المقامة في 18 يونيو/حزيران الماضي، بدأت ملاحم الاختلاف تضرب "الحلفاء" بمعسكر التيار المتشدد.
خلافات تشتعل بين رئيسي وحليفه المرشح المتشدد سعيد جليلي الذي ترك سباق الانتخابات الرئاسية لصالحه بعدما أعلن انسحابه منه، فيما قالت تقارير إن الانسحاب جاء بضغط من قادة التيار المتشدد وليس هناك أي قناعة لدى جليلي بذلك.
وجرى طرح اسم جليلي كمرشح لتولي منصب وزارة الخارجية الإيرانية في حكومة رئيسي، لكن صحيفة "شرق" الإصلاحية، كشفت اليوم السبت معلومات أكدت أن الرئيس المنتخب "غير مستعد للتعامل مع جليلي ولن يمنحه أي منصب في حكومته المرتقبة".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن "رئيسي فضل إسناد منصب وزارة الخارجية إلى علي باقري كني المقرب من سعيد جليلي بدلاً من الأخير نفسه"، مشيرة إلى أن "باقري كني بدأ بمزاولة عمله في وزارة الخارجية باستلام تقارير تتعلق بالمحادثات النووية في فيينا من قبل حكومة الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني".
وتقلد باقري كني خلال تولي سعيد جليلي منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، مهام نائب مسؤول السياسة الخارجية بالمجلس وكذلك كبير المفاوضين بشأن برنامج إيران النووي، فيما يعد جليلي من أشد معارضي الاتفاق النووي خلال مفاوضات مع الغرب في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
ولفتت المصادر إلى أن "رئيسي دفع باثنين آخرين من فريق حكومته المرتقبة إلى اللجنة الخاصة بمراجعة تنفيذ النص النهائي للاتفاقية المحتملة بين إيران ومجموعة 4+1 بشأن الملف النووي، وبذلك يصل عدد أعضاء اللجنة إلى 7 أشخاص".
كما كشفت المصادر أن "رئيسي الذي يرى أن حل مشاكل البلاد معظمها يتطلب التوصل إلى تفاهم بشأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، يواجه ضغوطا من التيار المتشدد الداعم له للتحرك باتجاه معارضة الاتفاق والانسحاب منه".
واستدلت المصادر بما ذكرته صحيفة "كيهان" المتحدثة باسم المرشد علي خامنئي، قبل أيام، والتي يمولها مكتبه الإعلامي، حيث طالبت الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي بأن يكون صارماً تجاه الاتفاق النووي وأن يعلن وفاة الصفقة وينسحب منها كما فعلت الولايات المتحدة عام 2018.
وأضافت المصادر أن "جليلي قدم سلسلة مقترحات وملاحظات حول المحادثات النووية بشأن الاتفاق النووي، لكنها لم تلق أي قبولاً من قبل رئيسي".
ومن المقرر أن يتقلد رئيسي مهامه رئيسا لإيران في أغسطس/آب المقبل.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA== جزيرة ام اند امز