"مزيد من العقوبات".. سلاح بايدن لصفقة أفضل مع إيران
اعتبر صحفي بريطاني أن أفضل سلاح للرئيس الأمريكي، جو بايدن، للوصول إلى صفقة أفضل في الملف النووي هو مزيد من العقوبات.
جاء ذلك في مقال للصحفي البريطاني كون كوغلين، الكاتب المتخصص بالشؤون الخارجية والدفاع بصحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الصادرة باللغة الإنجليزية.
وأوضح كوغلين أن انتخاب متشدد بارز رئيسًا جديدًا لإيران يثير بلا شك تساؤلات بشأن قدرة بايدن على تحقيق هدفه بشأن إعادة التفاوض على الاتفاق النووي.
وأشار إلى أن بايدن ألمح أنه سيحاول توسيع بنود الاتفاق الأصلي بما يتجاوز الحدود الضيقة لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني ليتضمن قضايا مقلقة أخرى، مثل برنامج النظام الخاص بالصواريخ الباليستية المتقدمة، وتدخل طهران المستمر في الشؤون الأوسع للشرق الأوسط.
وأضاف الصحفي البريطاني أن توقعات واشنطن لتأمين أي نتيجة من المحادثات غير المباشرة الجارية حاليًا في فيينا بين إيران وعدد من المسؤولين الغربيين أصبحت أكثر صعوبة نتيجة اختيار إبراهيم رئيسي.
وحتى قبل توليه المنصب، أوضح رئيسي، المعروف بتبنيه آراء قوية مناهضة للغرب، تمامًا أنه ليس لديه أي رغبة للقاء بايدن وجهًا لوجه. وبما أنه يخضع بالفعل لعقوبات أمريكية، لن يتمكن من فعل ذلك حتى إن أراد.
كما أوضح رئيسي (60 عامًا) خلال أول مؤتمر صحفي له منذ الفوز بالانتخابات الرئاسية، أنه ليس مهتمًا بتضمين مسائل أخرى، مثل البرنامج الصاروخي الإيراني، ضمن أي شكل جديد للاتفاق النووي.
وأضف إلى ذلك التوترات المتصاعدة بين واشنطن وطهران؛ بسبب دعم إيران المستمر للمليشيات الموجودة في العراق، التي اتهمت بتصعيد الهجمات على القواعد الأمريكية، ومن الواضح أن بايدن والحلفاء الأوروبيين يواجهون معركة شاقة، بحسب كوغلين.
وأشار كوغلين إلى المخاوف الموجودة داخل واشنطن حول أن المليشيات المدعومة إيرانيا تستهدف عن عمد القواعد الأمريكية في العراق كوسيلة لتصعيد الضغط على إدارة بايدن للانتهاء بصورة عاجلة من المحادثات بشأن الاتفاق النووي الجارية في فيينا.
وردت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع بإطلاق ضربات جوية ضد مليشيا كتائب سيد الشهداء المدعومة من إيران، ما أسفر عن مقتل أربعة من أنصارها.
ولفت الصحفي البريطاني إلى أن الضربات الأمريكية أججت احتجاجات غاضبة في العراق، نظمها قادة المليشيات، لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال إن الرد الأمريكي استهدف إرسال "رسالة مهمة وقوية للغاية" إلى إيران لمنع لمزيد من الهجمات التي تشنها المليشيات الموالية لطهران.
وفي مثل تلك الظروف، ومع زيادة التوترات على ما يبدو بين واشنطن وطهران يوما بعد يوم، رأى كوغلين أنه من الصعب معرفة كيف يمكن لبايدن تحقيق هدفه بإعادة إحياء الاتفاق النووي.
ومع ذلك، ورغم التنبؤات التي لا تنذر بالخير، يمكن القول إن المحنة الاقتصادية الشديدة التي تمر بها إيران ترجح أن النظام في أمس الحاجة لإعادة إحياء الاتفاق النووي؛ وذلك لأنه يحتاج أن ترفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها عليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أقرب فرصة، بحسب كوغلين.
وقال الصحفي البريطاني إنه حال حدوث ذلك، فإن رغبة إيران في رفع العقوبات قد تتجاوز اعتراضها على تقديم مزيد من التنازلات بشأن برنامجها النووي وستفتح الطريق أمام اتفاق جديد.
وأضاف أن التدهور المأساوي في أوضاع إيران الاقتصادية له تأثير بالتأكيد على محاولاتها لتوسيع نفوذها بالشرق الأوسط؛ ففي لبنان، على سبيل المثال، يعني الانهيار المالي أن طهران لم تعد قادرة على مواصلة دفع الأموال لحلفائها بحزب الله بالدولار.
وعلى مدار عقود، استندت شعبية مليشيا حزب الله جنوبي لبنان على المدفوعات السخية التي استثمرها في البلاد، مما ساعده في أن يصبح واحدًا من القوى المهيمنة على السياسة اللبنانية، بحسب كوغلين.
أما الآن، وبسبب انهيار الاقتصاد الإيران، لم يعد بإمكان حزب الله دفع الأموال بالدولار، وبدلًا من ذلك اختار الليرة اللبنانية، التي شهدت تراجعًا هائلًا في قيمتها بنسبة 900% خلال العام الماضي.
ولفت كوغلين إلى أن الصعوبات المالية التي تواجهها إيران في لبنان، بالإضافة لأجزاء أخرى من الشرق الأوسط، ترجح بالتأكيد أنه، بالرغم من استمرار الخطاب المعادي للغرب من طهران، قد لاتزال هناك فرصة أمام الولايات المتحدة وحلفائها للتفاوض على اتفاق نووي جديد.
وحال كان الأمر كذلك، إذا هذه المرة يجب على واشنطن التوصل إلى اتفاق يتناول النقاط الأشمل لأنشطة طهران الخبيثة في المنطقة بدلًا من التركيز فقط على التخصيب النووي، بحسب كوغلين.
وتجري إيران والولايات المتحدة محادثات غير مباشرة لإحياء الاتفاق النووي بين إيران وقوى عالمية الذي فرض قيودا على أنشطة إيران النووية في مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.
ومحادثات فيينا التي بدأت في أبريل/نيسان متوقفة الآن، وكان من المتوقع أن تستأنف في أوائل يوليو/تموز.
وقال دبلوماسيون من الطرفين إن خلافات كبيرة ما زالت قائمة، ويريد كل طرف أن يقدم الآخر تنازلات أكبر قبل استئناف المحادثات.
aXA6IDMuMTIuMzQuMjA5IA== جزيرة ام اند امز