مناورة جديدة.. هل تتلاعب إيران بمخزون اليورانيوم المخصب؟
تخوض إيران مناورة جديدة مع القوى الكبرى حول برنامجها النووي، وتثير الشكوك حول تلاعب محتمل بمخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب.
وكشفت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية، الجمعة، أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بدأت بمعالجة جزء من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ لإنتاج المستحضرات الصيدلانية المشعة، في خطوة من شأنها عرقلة المفاوضات النووية الجارية منذ أشهر في فيينا.
وأوضحت الوكالة في تقرير لها، "من خلال القيام بذلك (تحويل اليورانيوم إلى مستحضرات صيدلانية)، يكون من المستحيل عمليا إرسال جزء من اليورانيوم التي تصبح هدفًا لإنتاج الموليبدينوم (المادة الخام لصناعة الأدوية المشعة) إلى خارج البلاد وستبقى في البلد، بعد إبرام الاتفاق النووي.
وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن "المواد الصيدلانية المستهدفة لا تدخل ضمن المواد المحظورة، ولا يمكن للدول الغربية أن تنتقد تحرك إيران" في هذا الصدد، لكن هناك تخوفات من أن يكون ذلك مجرد غطاء للاحتفاظ باليورانيوم المخصب في إيران بعد إبرام الصفقة النووية.
فيما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، "لأول مرة، استخدمت إيران يورانيوم مخصب بنسبة 60٪ لإنتاج الموليبدينوم؛ المادة الخام للأدوية المشعة"، مضيفة أن "الكمية الدقيقة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ التي استخدمتها إيران في إنتاج الموليبدينوم، غير معروفة، والأرقام المقدمة في وسائل الإعلام الغربية غير صحيحة".
وكانت وكالة رويترز قالت في وقت سابق، إن إيران بدأت في تحويل ثلث مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60% إلى مواد تستخدم في إنتاج النظائر المشعة الطبية".
فيما ذكرت وكالة أنباء "بلومبرغ" الأمريكية، أن "إيران بدأت في الحادي عشر من مارس/آذار الجاري في تحويل جزء من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة، إلى مادة مشعة لإنتاج الموليبدينوم".
وبينما كانت المحادثات حول كيفية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، تقترب من نهايتها، توقفت بعد فترة وجيزة من العملية الروسية في أوكرانيا، وألقت واشنطن باللوم على موسكو في ذلك التعطل، فيما ألقت إيران باللوم على الولايات المتحدة.
بدوره، قال روبرت كيلي، مهندس نووي أمريكي لديه خبرة في العمل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، "أنه بمجرد تحويل 60 في المائة من احتياطيات اليورانيوم المخصب إلى نظائر طبية، لن يتم تخصيب المواد أو استخدامها لأغراض عسكرية"، في إشارة إلى أن إيران ربما لجأت إلى هذا الأمر، كغطاء للحفاظ على اليورانيوم المخصب على أراضيها.
وأضاف كيلي "أن الدوافع الأولية لإيران غير واضحة، بسبب الشكوك حول قدرة إيران بالأساس، على تحويل اليورانيوم بنجاح إلى نظير طبي".
وفي الفترة الماضية، أثارت زيادة احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة مخاوف بعض الدول، وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن هذه النسبة تقترب من النسبة المطلوبة لتطوير أسلحة نووية.
ورغم توقف المحادثات النووية في فيينا، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الوزير حسين أمير عبد اللهيان أبلغ نظيرته البريطانية ليز تيراس يوم الإثنين الماضي، بأن إيران مستعدة لإبرام "اتفاق نهائي".
وعلى هذا الأساس، قال وزير الخارجية الإيراني: "نحن أقرب إلى النقطة النهائية للاتفاق أكثر من أي وقت مضى، لكن ما يمكن أن يحدد اتفاقًا جيدًا ودائمًا هو السلوك الواقعي للولايات المتحدة وعدم وجود مطالب جديدة وغير صحيحة".
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjEwOSA=
جزيرة ام اند امز