إيران تعارض تحقيق أمنيتين لترامب.. في لبنان وأذربيجان

أعلنت إيران اليوم معارضتها لتحقيق هدفين عزيزين على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأول يتعلق بأذربيجان، أما الآخر ففي لبنان.
وقال مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، السبت، إن بلاده لن توافق على مشروع إنشاء ممر في القوقاز، يدعمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويربط أذربيجان بجيبها في أرمينيا.
وأوضح علي أكبر ولايتي، لوكالة تسنيم الإيرانية للأنباء: "إن تنفيذ هذه المؤامرة من شأنه أن يعرض أمن جنوب القوقاز للخطر، وقد أكدت إيران أنها، سواء بالتنسيق مع روسيا أو من دونها، ستعمل على ضمان استقرار المنطقة"، وأضاف: "ونحن نعتقد أيضًا أن روسيا تعارض هذا الممر من منطلق استراتيجي".
ما هو مشروع «زنغزور»؟
الممر في القوقاز، المعروف باسم "ممر زنغزور"، هو خطة لإنشاء طريق بري يربط بين أراضي أذربيجان الرئيسية وجمهورية ناختشيفان ذاتية الحكم، والتي يفصل بينهما إقليم سيونيك الأرمني.
ويهدف هذا الممر إلى توفير اتصال مباشر بين أذربيجان وتركيا، دون الحاجة إلى المرور عبر الأراضي الإيرانية.
والمشروع له أهمية استراتيجية لكل من أذربيجان وتركيا، إذ يحقق فوائد اقتصادية كبيرة للبلدين.
ويقلل الممر من حاجة أذربيجان لإيران من أجل المرور إلى ناختشيفان وتركيا، كما يمنح أنقرة طريقًا بريًا استراتيجيًا إلى أذربيجان ومنطقة آسيا الوسطى.
وممر زنغزور جزء من مبادرة "الممر الأوسط"، وهي طريق تجاري يربط بين الصين وآسيا الوسطى وأوروبا، ويوفر بديلًا للطرق التي تمر عبر روسيا وإيران.
وتعارض إيران المشروع، إلى جانب أرمينيا التي تخشى أن يؤدي هذا الممر إلى تقويض سيادتها على إقليم سيونيك، وتعتبره وسيلة لتغيير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة.
كما أن موسكو تعتقد أن المشروع بصيغته الحالية يهدد نفوذها التقليدي في القوقاز، ويقلل من قدرتها على التحكم بالتوازنات الإقليمية.
ويأتي تأييد واشنطن لمشروع "ممر زنغزور" من انطلاقا من أهداف جيوسياسية واستراتيجية حيث تعتقد أنه يغير ميزان القوى في منطقة القوقاز، بحسب مراقبين.
وقال ولايتي خلال المقابلة إن "هذا الممر لن يصبح مملوكا لترامب بل مقبرة لمرتزقته".
سلاح حزب الله
كما أعلن علي أكبر ولايتي أيضًا معارضة بلاده لنزع سلاح حزب الله في لبنان.
وقال مستشار المرشد إن بلاده تعارض قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، وفق ما نقلت عنه وكالة تسنيم للأنباء.
وأوضح أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله، لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك".
ورأى ولايتي، وهو وزير خارجية سابق لإيران، أنها "ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها مثل هذه الأفكار في لبنان".
أضاف "لكنها كما فشلت سابقاً ستفشل هذه المرة أيضاً، والمقاومة ستصمد في مواجهة هذه المؤامرات"، متابعا "حين كانت المقاومة تملك إمكانيات وقدرات أقل، أفشلت هذه المخططات، واليوم، مع ما تتمتع به من دعم شعبي أكبر وإمكانات أوفر، فإنها لن تسمح لهذه المشاريع بأن تتحقق".
والأسبوع الماضي، أقرت الحكومة اللبنانية قرارًا بسحب سلاح حزب الله، الذي أضعفته المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، وانتهت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي باتفاق وقف إطلاق النار ينص على انسحابه من جنوب الليطاني وتفكيك بناه العسكرية هناك، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة يونيفيل.
ولعقود، اعتبر حزب الله درع إيران لتفادي مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وبعد إضعاف الحزب، شنت إسرائيل بالفعل هجومًا على منشآت إيران النووية، بدعم ومشاركة أمريكية، أدت –بحسب واشنطن– إلى إعادة البرنامج النووي الإيراني عقودًا إلى الوراء.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص، توماس براك، قد عرض خطة بلاده لسحب سلاح حزب الله، وأقرتها الحكومة اللبنانية الخميس.
وأمهلت الحكومة اللبنانية الجيش حتى نهاية الشهر من أجل عرض خطته لتنفيذ القرار، المأمول تحقيقه قبل نهاية العام.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز