عرض كتاب يتناول سقوط النظام يعزل أكاديميا إيرانيا
جامعة إيرانية تعزل رئيس إحدى كلياتها بعد عرض كتاب لسجين سياسي راحل يحمل عنوان "الانهيار"
على إثر ضغوط من متشددين موالين للمرشد الإيراني علي خامنئي عزلت جامعة إيرانية رئيس إحدى كلياتها، بعد عقد مراسم طلابية لعرض كتاب يعود تأليفه لسجين سياسي راحل.
وأفاد الموقع الرسمي لجامعة العلامة طبطبائي، التي يرجع تاريخ تدشينها لمطلع ثمانينيات القرن الماضي، أن حسين سليمي رئيس الجامعة أقال رئيس كلية الاقتصاد حسن طائي من منصبه.
وأضاف موقع الجامعة الإيرانية -التي شهدت ساحاتها احتجاجات طلابية مرارا- أن تيمور محمدي سيحل بديلا مؤقتا لرئاسة كلية الاقتصاد.
ويأتي عزل الأكاديمي المتخصص في علم الاقتصاد حسن طائي من منصب رئاسة الكلية بجامعة طبطبائي، على خلفية انتقادات حادة من دوائر ضغط أصولية عبر منصات التواصل الاجتماعي منذ 12 يونيو/حزيران الجاري.
طائي لم يضع في مخيلته أن عقده مراسم طلابية لعرض كتاب تحت عنوان "الانهيار" يسلط الضوء على الأسباب السياسية والاقتصادية التي أدت إلى سقوط النظام البهلوي الملكي عام 1979، سيطيح به خارج الجامعة.
وفي مطلع الشهر الجاري عقدت كلية الاقتصاد بجامعة طبطبائي، الواقعة في نطاق العاصمة طهران، ندوة حضرها سعيد مدني الناشط السياسي للتحدث حول كتاب الصحفي الإيراني المعارض هدي صابر المتوفى قبل عقد كامل.
يشار إلى هدي صابر كان أحد الصحفيين المناهضين لسياسات نظام ولاية الفقيه، حيث وافقته المنية بعد إضرابه عن الطعام داخل معتقل إيفين سيئ السمعة في يونيو/حزيران عام 2011.
وفسرت السلطات الإيرانية حينها سبب وفاته بأزمة قلبية ناجمة عن إضرابه عن الطعام داخل محبسه، اعتراضا على موت هالة صحابي الناشطة الإيرانية على نحو مريب، إثر تعرضها لاعتداء من عناصر أمنية.
وهاجمت وسائل إعلام إيرانية محسوبة على الأجهزة الأمنية وجود مدني كمتحدث في الندوة التي عقدت بكلية الاقتصاد بجامعة طبطبائي، لا سيما بعد دعوته الحاضرين للوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا إعدامات بحق معارضين عام 1988.
ويعتبر الناشط الإيراني سعيد مدني أحد السجناء السياسيين سابقا لنحو 6 سنوات، فضلا عن تعرضه للنفي الإجباري لـ10 أعوام في جنوب البلاد، بسبب معارضته أساليب قمعية تنتهجها السلطات الإيرانية ضد المنتقدين.
وتضامن عدد من طلاب جامعة طبطبائي مع حسن طائي بعد عزله من منصبه، داعين سلطات بلادهم إلى التوقف عن التدخلات التي وصفوها بـ"البوليسية" في شؤون الجامعات الإيرانية.
وتحول الطلاب الجامعيون على وجه الخصوص إلى رأس حربة في قيادة المظاهرات الحاشدة التي تكررت بداية من مطلع العام الماضي، حيث تناولت مطالبهم إنهاء التدخلات العسكرية لنظام خامنئي خارج الحدود.
وأثبتت الاحتجاجات الشعبية الحاشدة في يناير/كانون الثاني 2018، التي طالبت علانية بإسقاط نظام ولاية الفقيه، مدى قوة الحركة الطلابية في مواجهة القبضة الأمنية للنظام.
ولعب الطلاب الإيرانيون دورا بارزا في دعوة المحتجين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمشاركة بكثافة في المسيرات التي اندلعت شرارتها داخل نحو 100 مدينة إيرانية على الأقل.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg
جزيرة ام اند امز