دماء ضحايا الطائرة الأوكرانية تطارد إيران.. لماذا أطلقت طهران صاروخين؟
وتم إرسال الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة إلى فرنسا بعد 7 أشهر من إسقاطها وبعد فترة طويلة من رفض مسؤولي إيران تسليمه إلى دولة ثالثة.
قالت رابطة عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها مليشيا الحرس الثوري الإيراني بصاروخين في العاصمة طهران، مطلع العام الجاري، أن هناك أسئلة مفتاحية دون إجابة في هذا الحادث حتى الآن.
وتساءلت الرابطة، ومقرها كندا، في بيان لها صدر بعد إعلان إيران عن تقرير جديد يتضمن ما قالت إنه تفريغ للصندوقين الأسودين بالطائرة المنكوبة حول أسباب فتح المجال الجوي الإيراني في ظروف حربية، وإطلاق صاروخ ثان، وتدمير مسرح الجريمة، وفق النسخة الفارسية لصحيفة إندبندنت البريطانية.
- الطائرة الأوكرانية.. الصاروخ الثاني دمر فرصة النجاة
- عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية تتهم إيران بارتكاب جريمة حرب
ونشرت منظمة الطيران المدني الإيراني، أمس الأحد، أجزاء من معلومات صندوقي الطائرة الأوكرانية التي أُسقطت بعد إقلاعها من مطار طهران الدولي وعلى متنها 176 راكبا وطاقمها بصاروخين من دفاعات الحرس الثوري، في 8 يناير/ كانون الثاني 2020.
وتضمنت المعلومات المنشورة الحالة الجسدية للطيار وطاقم الطائرة والركاب خلال الفترة الفاصلة بين تأثير الصاروخين الأول والثاني، والتي سبق ذكرها في بعض التقارير غير الرسمية.
وذكر ألكسندر روفين، رئيس معهد أبحاث الطب الشرعي في أوكرانيا، أن ركاب الطائرة المنكوبة فكوا أحزمة مقاعدهم ونهضوا في المسافة بين الصاروخين، مردفا أنهم (الركاب) كانوا خائفين من شيء ما.
الجدير بالذكر أن تورج دهقاني، رئيس منظمة الطيران الإيرانية حذر مما سماه بـ"تسييس" هذه المعلومات، زاعما أن هذا الأمر سيلقي بظلاله على التحقيق في الحادث.
وقال دهقاني خلال مؤتمر صحفي لعرض ملخص تقرير يحوي نتائج قراءة بيانات الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية، إن "تسجيل بيانات قمرة القيادة توقف بعد 19 ثانية من انفجار الصاروخ الأول".
وأضاف أن "الصاروخ الثاني أصاب الطائرة الأوكرانية بعد 25 ثانية، ولذا لم يتم الحصول على معلومات أو تحليل حول تأثيرات وأداء الصاروخ الثاني"، على حد قوله.
غير أن رابطة عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية طالبت في بيانها بتقديم المتورطين الرئيسيين إلى العدالة ومحاسبة المسؤول عن إخفاء معالم موقع الحادث وسرقة أمتعة الركاب.
وتم استهداف الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري الإيراني، بينما كان الأخير يشن هجمات صاروخية على قاعدة عسكرية أمريكية في العراق قبل ساعات من حادث إسقاطها.
وجاءت الهجمات، التي تم تنسيقها سابقا مع الحكومة العراقية، ردا على مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في غارة أمريكية بطائرة مسيرة خارج مطار بغداد الدولي بالعراق، 3 يناير/ كانون الثاني الماضي.
على الرغم من هذه الظروف الحربية، لم تحظر إيران حركة الطيران المدني في مجالها الجوي، حيث تكهن بعض المراقبين بأن طهران استخدمت طائرات الركاب كدروع بشرية.
ولم يقدم مسؤولو طهران حتى الآن تفسيرا مقنعا بشأن سبب إبقاء المجال الجوي مفتوحا، ويزعمون أن الطائرة الأوكرانية أسقطت بسبب خطأ بشري.
وأرسل الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة إلى فرنسا بعد 7 أشهر من إسقاطها وبعد فترة طويلة من رفض مسؤولي إيران تسليمه إلى دولة ثالثة.
وشددت كايثي فوكس، مديرة مجلس سلامة النقل الكندي، على أنه لا تزال هناك أسئلة كثيرة لم تجب عليها إيران في حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية.
ووصفت تقرير منظمة الطيران المدني الإيرانية بأنه ملخص موجز لمحتويات الصندوق الأسود، وليس تقريرا نهائيا.
وأكدت فوكس أنه لا يزال هناك طريق طويل ينبغي قطعه قبل اكتمال التحقيق في أسباب تحطم الطائرة الأوكرانية التي كان على متنها جنسيات مختلفة.
في غضون ذلك، طالب يفغيني ينين، نائب وزير الخارجية الأوكراني، إيران بتقديم إجابات على الأسئلة في الجولة المقبلة من المحادثات وإعلان الحقيقة مهما كانت مريرة.
وأعرب إيرانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية التي قتل جميع ركابها البالغ عددهم 176 شخصا.
وطالب مغردون إيرانيون على موقع "تويتر" بالكشف عن سبب إطلاق الصاروخ الثاني على الطائرة الأوكرانية، بعد أن أعلن رئيس منظمة الطيران أن طاقم وركاب الطائرة كانوا في حالة جسدية جيدة بعد إطلاق الصاروخ الأول.
واعتبر بيان رابطة عائلات ضحايا الطائرة أن التقرير الإيراني الجديد عرض سخيف هدفه التكتم والكذب وغير مقبول نهائيا في ظل تعمد طهران إسقاط الطائرة.
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg جزيرة ام اند امز