بلد شهريار وشمس الدين تبريزي.. أبرز معلومات عن مكان حادث طائرة رئيس إيران

لم يكن الحادث الذي تعرضت له طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في محافظة أذربيجان الشرقية سببا في شهرتها، بل هي مدينة ضاربة بجذورها في التاريخ، وخرج من رحمها كثير من أبرز المشاهير بالتاريخ.

فقد كانت محافظة أذربيجان الشرقية، في قديم الزمان جزءاً من أراضي السلالة المادية التاريخية، وعرفت آنذاك «بالدولة المادية الصغرى»، أما في العهد الساساني، فقد كانت هذه المحافظة إحدى أهم ولايات إيران، وكانت عاصمة للعديد من الإمبراطوريات والدول مثل الدولة الإيلخانية والدولة القاجارية.

• آخر تطورات حادث طائرة الرئيس الإيراني.. مصير غامض ومعلومات «مقلقة للغاية»
• حادث طائرة رئيسي.. حقيقة إعلان إيران الطوارئ

تتمتع أذربيجان الشرقية بمناخ بارد في شمال غرب إيران، وقد وجد أصل تسميتها من كلمة أزار وتعني النار التي من المستحيل أن تتحمل فصول الشتاء المرهقة في المنطقة دون وجودها.

طبيعتها وموقعها

وتحد أذربيجان الشرقية دولتي أذربيجان وأرمينيا وتركيا من الشمال والغرب، ومحافظة أذربيجان الغربية من الغرب والجنوب الغربي، ومحافظة أردبيل من الشرق، وزنجان من الجنوب.

هذا الموقع الاستراتيجي يجعلها نقطة اتصال هامة بين إيران والدول المجاورة، مما يعزز من مكانتها التجارية والثقافية.

كما يعد نهر مارزي وآراس الهادرة ومرتفعات سهند من أشهر المظاهر الطبيعية لهذه المحافظة، وفيها ترى بساتين الجوز واللوز والتين والعنب والمشمش والبلسان في أجزاء مختلفة من المحافظة.

وتعد إحدى مقاطعات البلاد الباردة، ولكن بسبب مساحتها الشاسعة فإنها تشهد طقسًا مختلفًا في فصول السنة المختلفة.

وعلى الرغم من أن فصل الصيف قصير جدًا في هذه المحافظة، إلا أن سكان مدينتي جلفا وميان يتعرضون لدرجات حرارة تزيد عن 40 درجة في الصيف.

وتحتوي أذربيجان الشرقية على العديد من المعالم الطبيعية الخلابة مثل جبل سهند، وهو بركان خامد يُعتبر من أبرز المعالم الطبيعية في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، تُعرف المنطقة ببحيراتها ومناظرها الطبيعية الجميلة التي تجذب السياح.

وتشتهر بصناعة السجاد اليدوي الفاخر، والذي يُعد من بين أفضل أنواع السجاد في العالم، تلك الصناعة التي تمتد لقرون طويلة وتُعتبر من الفنون التراثية المهمة في المنطقة.

ورغم أنها محافظة إيرانية إلا أن غالبية سكانها من الأذريين، ويتحدثون اللغة الأذرية بالإضافة إلى الفارسية.

وتشتهر المنطقة بثقافتها الغنية التي تشمل الفولكلور والموسيقى والأدب، حيث تُعتبر هذه الثقافة جزءًا مهمًا من الهوية المحلية.

أبرز المشاهير

- شمس التبريزي (1185-1248):

كان شاعراً وصوفياً وفيلسوفاً، يُعرف بشكل خاص بأنه المرشد الروحي والشاعر الذي ألهم جلال الدين الرومي، أحد أعظم شعراء الصوفية في التاريخ الإسلامي.

وكان لقاء شمس بالرومي في قونية نقطة تحول في حياة الرومي وأعماله الشعرية، حيث أنتج الرومي أعماله العظيمة مثل "المثنوي المعنوي" تحت تأثير شمس.

ويُعتبر التبريزي شخصية محورية في التصوف الإسلامي، وله دور كبير في تشكيل الفكر الصوفي وتطوير الأدب الفارسي.

- شهريار (1906-1988)

هو محمد حسين بهجت تبريزي، المعروف بشهريار، كان شاعراً إيرانياً بارزاً كتب باللغتين الفارسية والأذرية.

ويُعد من أبرز شعراء العصر الحديث في إيران. أشهر أعماله "حيدربابایه سلام" (تحية إلى حيدر بابا) تُعتبر من أعظم القصائد في الأدب الأذري.

وتُعتبر أعمال شهريار جزءاً مهماً من التراث الأدبي في إيران، وتُظهر براعته في التعبير عن المشاعر الإنسانية والحنين إلى الوطن والطبيعة.

محمد علي شريعتمداري

محمد علي شريعتمداري كان فقيهاً بارزاً ومؤسساً للجامعة الإسلامية في تبريز. له دور كبير في النهضة الفكرية والدينية في إيران خلال القرن العشرين. كان له تأثير كبير في التعليم الديني ونشر العلوم الإسلامية.

وكان لشريعتمداري دور فعال في تطوير التعليم الديني والفكري في إيران، وأسهم في تخريج العديد من العلماء والمفكرين.

أرض المفارقات والعجائب

وتحتوي هذه المحافظة التي تتكون من 21 مدينة، المحافظة على الكثير من المعالم والعجائب التي تميزها، وتعتبر وجهة مميزة للمهتمين بالمناطق الباردة والأماكن الثلجية والرياضات الشتوية.

والمدن هي ميانه، سراب، مرند، شارافيماق، أهار، بستان آباد، شابستار، ورزغان، حارس، مراغة، تبريز، كاليبار، هشترود، إسكو، جلفا، خودافرين، ملكان، أزارشهر، بيناب، أجابشير وهوراند هي مدن هذه المحافظة.

تبريز

وتعد تبريز هي عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية وأكبر مدنها، مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا مهمًا في إيران، ومعروفة بمعالمها التاريخية مثل بازار تبريز، الذي يُعد أحد أكبر وأقدم الأسواق المسقوفة في العالم، ومسجل لدى اليونسكو.

إضافة إلى المسجد الأزرق، وقبر الشعار، وقرية كاندافان التاريخية التي تضم منازل في قلب الجبل، والمتحف البلدي ومتحف قاجار، ومدينة ملاهي أينالي والتلفريك..

ومن أهم معالم هذه المدينة حديقة القلي والبيوت التاريخية مثل البيت الدستوري، وثقة الإسلام، وخاتاي، ونيكدل، وشربات أوغلي وبيت شهريار، وغيرها.

جلفا

جلفا هي إحدى المدن الأخرى ذات المناظر الخلابة في المحافظة والتي ترحب بالعديد من الضيوف من جميع أنحاء البلاد كل عام. تقع هذه المدينة على حدود إيران مع ناختشيفان وأرمينيا وتعتبر الجزء الأوسط من منطقة التجارة الحرة في أراس.

تتمتع جلفا بالعديد من المعالم السياحية، منها طريق آراس جلفا الحدودي، نهر آراس الحدودي وسده، شلال هارابا المذهل، كنيسة القديس استفانوس وكنيسة الراعي، حمام كوردشت، خاج نزار كارافانسيراي، قرية اشتبين المدرجات، ضياء ال. وأشار جسر مولك وسوق جلفا الحدودي.

أهير وهاريس ووارزغان

تقع مدينتا أهار وارزغان وهاريس في شمال وشرق تبريز وتحتويان على بعض أهم المناطق السياحية في المحافظة. قلعة بابك، التي بناها بابك خرم الدين في القرن الثالث الهجري، وغابة أرسباران، ومسجد أهار، وأهار بازار هي بعض الأماكن التي يمكن زيارتها في هذه المنطقة.

ماراند

ماراند هي واحدة من أقدم المدن في المحافظة. ويعتقد بعض المؤرخين أن تاريخ هذه المدينة يعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد. شاه عباسي بايام مراند كارافانسيراي، مسجد بيربالا (قبر زوجة النبي نوح)، شلال بيربالا، كهف دوجيجان وقرية دوجيجان هي بعض الأماكن التي تجذب انتباه المسافرين في هذه المنطقة.

اجبشير وبوناب ومراغة

يقع هذا الجزء من المحافظة على سهل خصب وبجوار عدة أنهار. مراغة هي ثاني أكبر مدينة في المحافظة.

يعد مرصد المراغة، وقبر أوهادي مراغي، وقبة الغفارية بجوار نهر سوفيتشاي من أهم المعالم السياحية التي لا ينبغي تفويتها عند السفر إلى هذا الجزء من المحافظة.