السجناء الأجانب.. أداة إيران لابتزاز النظام الدولي
إيران وجدت احتجاز الأجانب وسيلة فعالة في التفاوض للحصول على الأسلحة وتأمين الحصول على مبالغ مالية كبيرة أو غيرها من التسهيلات.
في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كتبت 6 عائلات خطابا مفتوحا للعالم تناشد فيه مد يد المساعدة لتأمين إطلاق سراح أحبائهم المحتجزين ظلما في إيران، حيث يستخدمهم نظام طهران لابتزاز النظام الدولي.
ولا تزال العديد من هذه العائلات في انتظار أن يسمع العالم نداءهم من أجل العودة الآمنة لذويهم.
هكذا كتب النائب الأمريكي الديمقراطي تيد دويتش خلال مقال له عبر شبكة "سي إن إن" الأمريكية، مشيرا إلى أنه بينما يجتمع قادة العالم هذا الأسبوع خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة يجب عليهم استغلال هذه الفرصة لعرض قضاياهم مع المسؤولين الإيرانيين والدعوة لإطلاق سراحهم فورا.
- أسرة جندي أمريكي معتقل في إيران تطالب ترامب بالتدخل
- زملاء بريطانية محتجزة بإيران ينددون بـ"ديكتاتورية" نظام خامنئي
وقال دويتش في مقاله إن الجمهوريين والديمقراطيين بالكونجرس لسنوات عدة تشاركا معا الدعوات الحزبية من أجل عودة هؤلاء الأمريكيين وغيرهم.
وأكد أهمية الوحدة لوضع كامل قوة الولايات المتحدة والعالم بأكمله وراء إطلاق سراح هؤلاء الرهائن، وأنه يجب مواصلة النضال حتى عودتهم آمنين إلى الوطن.
وقال النائب الأمريكي إنه كان له شرف تمثيل روبرت ليفنسون الرهينة صاحب أطول مدة احتجاز في التاريخ الأمريكي الذي اختفى من جزيرة كيش الإيرانية في مارس/آذار 2007.
وفي السنوات التي تلت اختفاءه، افتقدته عائلته خلال جميع الاحتفالات والأحداث البارزة، وكان الفيديو والصور "دليل الحياة" الوحيد ليتمسكوا بأملهم في عودته.
وأشار دويتش إلى أنه عند سجن روبرت عام 2007، كان المجتمع الدولي قد انتهى من مفاوضات فاشلة مع إيران بشأن برنامجها النووي، وفي السنوات اللاحقة، احتجزت إيران ظلما وتعسفا مزيدا من الأجانب وأصحاب الجنسيات المزدوجة.
وقال إنه على الرغم من إطلاق سراح خمسة أمريكيين من إيران، تُرك كثيرون كان من بينهم بوب وآخرون مثل باقر وسيماك نمازي وشيوي وانغ الذين عانوا من ظروف مروعة على أيدي القادة الإيرانيين.
وأكد النائب الأمريكي أنه يجب على كل قائد مشارك بجلسات الأمم المتحدة هذا الأسبوع طرح قضية روبرت والمحتجزين الآخرين، وأنه يجب على كل قائد خاصة مسؤولي الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب المطالبة بإطلاق سراح الأجانب من إيران في كل خطاب ولقاء.
في السياق نفسه، كتب كل من بابك نمازي وريتشارد راتكليف مقالا مشتركا بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تحت عنوان "أفراد عائلاتنا رهائن في إيران.. ساعدونا"، قالا فيه إن إيران زادت من احتجاز الرهائن كعنصر أساسي في سياستها الخارجية، وتحتجز ظلما أهلهم الذين هم مواطنون أمريكيون وبريطانيون.
وأوضح نمازي وراتكليف، الذي يقبع والد وشقيق الأول في سجون إيران كما زوجة الثاني، أن العالم تجاهل الحقيقة المرة حول استخدام طهران لاحتجاز الرهائن كعنصر رئيسي في سياستها الخارجية، وأنها في السنوات الأخيرة احتجزت ظلما مواطنين من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا والسويد ولبنان.
وقالا: "لسنا ساسة.. بالنسبة لنا، مسألة حياة أو موت ملحة. أحباؤنا يقبعون في سجون إيران منذ نحو أربعة أعوام.. كل يوم هو تذكرة مؤلمة لغيابهم من حياتنا"، مشيرين إلى أن إيران لم تتوقف عند سجن عائلاتهم ظلما فقط، بل تبدو أيضا عازمة على تحطيم معنوياتهم وتعريض حياتهم للخطر.
وأضاف نمازي وراتكليف خلال مقالهما أن إيران وجدت احتجاز الرهائن وسيلة فعالة؛ إذ كثيرا ما استغلت الرهائن في التفاوض على تبادل الأسرى والحصول على الأسلحة وتأمين الحصول على مبالغ مالية كبيرة أو غيرها من التسهيلات.
وأوضح نمازي وراتكليف في المقال أنه تم إعلام نازانين زاخاري راتكليف بأنها محتجزة من أجل الضغط على بريطانيا لحل مسألة الديون بقيمة مئات ملايين الدولارات، أما في حالة سيماك وباقر نمازي، فتسعى إيران للحصول على مليارات الدولارات من أجل إطلاق سراحهم، مشيرين إلى أن مثل هذه الأساليب تضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط وتتعارض مع أبسط معايير الكرامة الإنسانية.
وبدروها، كانت جوان وايت، والدة مايكل آر. وايت (46 عاما)، وهو أحد قدامى المحاربين في البحرية الأمريكية، ومعتقل في سجن محلي بمدينة مشهد شمال إيران، قد قالت إن نجلها خسر قضية الاستئناف، وإنها تشعر بالقلق من أن الحكومة الأمريكية تنساه.
وأضافت وايت، في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، نقلها متحدث باسم الأسرة، أنها تشعر بخيبة أمل، لأن ترامب لم يذكر ابنها أو الأمريكيين الآخرين المحتجزين في إيران عندما تحدث بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA= جزيرة ام اند امز