إيران تواجه "مهسا أميني" بـ30 ألف مجند
في اعتراف على اتساع رقعة الاحتجاجات في إيران عقب مقتل الشابة الكردية مهسا أميني على يد قوات شرطة الأخلاق، قال مسؤول إن السلطات استعانت بـ30 ألف من قوات الأمن لاحتواء المظاهرات.
وأميني التي قتلت في سبتمبر/أيلول الماضي أشعلت موجة غضب في إيران لا تزال امتداداتها جارية.
ورأى مراقبون أن موجة الاحتجاجات تلك تعكس هواجس جيل جديد في إيران ينشد العيش في حرية وأمن، ما اعتبروه مؤشرا على تصدع محتمل في بنيان نظام طهران.
وقال جلال حسيني نائب قائد قوات الباسيج الذراع العسكرية للحرس الثوري في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن عدد المشاركين بالاحتجاجات الشعبية في عموم إيران لا يزيد على 70 ألف شخص.
لكن الأرقام التي كشفتها إيران عن القوات المشاركة في قمع الاحتجاجات تفند هذه المزاعم.
وقال نائب وزير الاستخبارات الإيراني حسين حجتي اليوم السبت، إن نحو 30 ألفاً من قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد عملوا جنباً إلى جنب مع الآخرين لمحاربة هذه الفتنة".
وتابع أن هذه الاحتجاجات التي حملت شعار "المرأة، الحياة، الحرية" كانت تهدف إلى "تشويه الحركة الأسرية".
وأعلن المسؤول الأمني الإيراني أن هذا النهج سيستمر في العام المقبل أيضًا، وأن الجهاز الأمني "زاد من عمل المرأة في جهاز الأمن على جدول أعماله".
وأضاف حجتي أنه سيتم تشكيل مكتبا أمنيا برئاسة نساء في جميع أنحاء البلاد في العام الإيراني المقبل الذي يبدأ في 21 مارس/آذار 2023، مما قد يعني تكثيف الرقابة على أداء الموظفات في المكاتب.
وجهاز الأمن الوطني هو أهم ذراع رقابية لوزارة الاستخبارات في الهيئات والمؤسسات الحكومية والسيادية، وهو المسؤول عن ضبط سلوكيات وتصرفات الموظفين.
وتتظاهر قوى هذا التنظيم في الشوارع منذ سنوات خلافا لواجباتها ومهماتها في مواجهة الاحتجاجات الشعبية.
وتشكل هذه القوات، إلى جانب قوات الباسيج، الجزء الرئيسي مما يسمى بالقوات النظامية.
ونظرًا لكونهم لا يرتدون ملابس رسمية وغالبًا ما يظهرون في الشوارع بالأسلحة والهراوات، فإنهم يتمتعون بحصانة أكبر من القوات الرسمية الأخرى.
بدوره، أكد حسن قدسي بور رئيس جامعة أمير كبير الأنباء عن إضافة قوات جديدة لأمن هذه الجامعة وقال: "بناء على طلب الجامعة، من وزارة العلوم والبحوث، تم إضافة عدد من القوات الجديدة".
واعترف رسول جليلي رئيس جامعة شريف للتكنولوجيا في وقت سابق أنه "تمت إضافة بعض القوات المؤقتة لأمن الجامعة، رغم أن هذه القوات لم يتم تجنيدها من خلال استدعاء، وقدمنا القوات فقط من خلال شركة (أمنية) وهؤلاء الأشخاص تحت إشراف أمن الجامعة".
وأسفرت الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام الإيراني عن مقتل 529 شخصاً فيما جرى اعتقال أكثر من 19 ألف شخص، فيما أعدمت السلطات القضائية 4 من المتظاهرين.
وقد شاركت مختلف الصنوف العسكرية في مواجهة الاحتجاجات التي استمرت عدة أشهر ورفعت شعارات مناهضة للنظام الإيراني والمرشد علي خامنئي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اعترف وزير الاستخبارات إسماعيل خطيب عن مقتل 90 شخصاً من قوات الأمن خلال الاحتجاجات.
وزعمت طهران أن الاحتجاجات تحركها جهات غربية من بينها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
ورغم القبضة الأمنية لم تستطع السلطات الإيرانية من إخماد الاحتجاجات، ولا تزال تلك الاحتجاجات متواصلة بطرق مختلفة.
وتعرضت المؤسسات الأمنية الإيرانية إلى عقوبات غربية صارمة بسبب انتهاك حقوق الإنسان وحملة القمع ضد المتظاهرين.
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg جزيرة ام اند امز