احتجاجات مهسا أميني.. غضب شعبي يتجدد وإيران تعتقل أجانب
رغم تهديدات و"قمع" السلطات الرسمية لها، إلا أن احتجاجات إيران لم تخمد جذوتها للأسبوع الثامن، وسط تقارير عن احتجاز رعايا وسياح أجانب.
فمع استمرار الاحتجاجات الليلية المناهضة للنظام الإيراني اتسعت رقعة قمع المتظاهرين في مدن طهران ومشهد وشيراز ورشت وشهركرد وبندر عباس وسنندج وغيرها، بالتزامن مع مرور أربعين يوماً على "الجمعة الدامية" في مدينة زاهدان عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان التي قُتل فيها نحو 96 شخصاً فيما أصيب 300 بجروح.
وبشعارات مناهضة لنظام المرشد علي خامنئي، بينها: "من أصفهان إلى سيستان، أضحي بحياتي من أجل إيران"، انطلق المتظاهرون الغاضبون من محافظة أصفهان وسط إيران، فيما أقدم محتجون في مدينة يزد وسنندج على إحراق لافتات وصور للمرشد.
يأتي ذلك، فيما كشفت مواقع إخبارية تابعة للحرس الثوري، الخميس، عن استهداف مسلحين مجهولين سيارة تابعة لقوات الحرس في مدينة زاهدان الليلة الماضية.
وقالت وكالة أنباء "قدس" إن مسلحين أطلقوا النار على سيارة تابعة لمقر سلمان التابع للحرس الثوري في مدينة زاهدان بمركز محافظة سيستان وبلوشستان، من دون تقديم المزيد من المعلومات.
اعتقال أجانب
من جهة أخرى، تواصل السلطات الإيرانية احتجاز الرعايا والسياح الأجانب من دول مختلفة بذريعة التحريض على الاحتجاجات المناهضة للنظام، والعمل ضد الأمن القومي.
وقالت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، إن أجهزة الأمن اعتقلت سائحة إسبانية تدعى آنا بانير، وتبلغ من العمر 24 عاماً.
وأوضحت الوكالة أن اعتقال آنا بانير جاء خلال موجة الاحتجاجات التي عمت المدن الإيرانية، ما يرفع عدد المعتقلين من الجنسية الإسبانية في إيران إلى شخصين.
وقالت مصادر مقربة من عائلة المواطنة الإسبانية للمنظمة الإيرانية "إنه تأكد لنا اعتقال آنا بانير، لكن لم يتم تحديد وقت ومكان اعتقالها ولا تزال المعلومات بشأنها غامضة".
وفي الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتقلت السلطات الإيرانية السائح الإسباني سانتياغو سانشيز الذي كان يعتزم الوصول إلى قطر عبر إيران لحضور مونديال كأس العالم.
واختفى أثر السائح سانتياغو سانشيز بعد دخوله محافظة كردستان غرب إيران عن طريق شمال العراق، فيما كشفت المنظمة الحقوقية الإيرانية "هرانا"، أنه جرى اعتقاله في مدينة سقز عقب زيارته قبر الفتاة الكردية مهسا أميني.
تحذيرات أوروبية
وأفادت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية في 3 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بأن السلطات الإيرانية اعتقلت المواطنة الإيطالية ألسيا بيبيرنو في طهران.
ومطلع الشهر الماضي، أعلنت الاستخبارات الإيرانية اعتقال 9 أجانب يحملون جنسيات أوروبية مختلفة، بذريعة دعم ما تسميه طهران "الاضطرابات" في إيران.
وتواجه إيران اتهامات من حكومات أجنبية بمحاولتها اعتقال أو "أخذ رهائن" أجانب، بمن فيهم مزدوجو الجنسية للضغط لتنفيذ مطالبها، فيما أصدرت بعض الدول الأوروبية بيانات تطالب مواطنيها بعدم السفر إلى إيران.
وكان وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب، قال في مقابلة صحفية، الأربعاء، إن قوات بلاده اعتقلت ضباطا يعملون في أجهزة استخبارات أجنبية لا سيما ضباط في الجهاز الأمني الفرنسي.