احتجاجات إيران.. طهران تتوعد بـ"سحق" المتظاهرين وتضع شرطا
فيما دخلت الاحتجاجات في إيران أسبوعها الثامن دون أن تخمد جذوتها بعد، صعدت طهران من لهجتها ضد المتظاهرين، متوعدة إياهم بـ"السحق والطرد".
وهدد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري، الأربعاء، بـ"سحق وطرد" المحتجين من إيران، حال أمر المرشد الأعلى علي خامنئي، صاحب أعلى سلطة في البلاد.
وقال العميد حيدري، في تجمع لفتيات من أنصار النظام في مدينة غناباد: "إذا لم يتم التعامل مع هذه الذبابات اليوم، كما يتوقع المجتمع الثوري، فهي إرادة المرشد الأعلى للثورة".
وهدد حيدري بأنه إذا أصدر خامنئي ذات يوم "أمرًا بالهجوم، فلن يكون لهم (المتظاهرون) بالتأكيد مكان في البلاد"، مضيفاً: "يجب أن يعلم الأشخاص الذين أصبحوا لعبة بيد العدو أن إيران ليست ميدانهم ولن ندع دماء الشهداء (القتلى) تذهب سدى".
قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، زعم أنه حتى الآن "لم يتم التعامل بحزم ضد هؤلاء الأشخاص، بسبب قرار القائد العام للقوات المسلحة"، مشيرًا إلى أنه في اليوم "الذي يصدر فيه أمر بالتعامل معهم، لن يكون لهم بالتأكيد مكان في هذا البلد".
وأشار حيدري إلى أن من وصفهم بـ"أعداء الثورة نفذوا هجماتهم وعداواتهم منذ اليوم الذي كانت فيه هذه الثورة شجيرة شابة، ولم يكن بوسعهم فعل شيء خاطئ، إلا أنه بعد أن تحولت هذه الثورة إلى شجرة شجاعة، فهم بالتأكيد لا يستطيعون فعل أي خطأ".
اعتقال وتهديد
بدوره، كشف وزير الأمن والاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب، مساء الأربعاء، عن اعتقال 250 شخصاً من قادة الاحتجاجات في إيران.
وقال خطيب في مقابلة مع موقع المرشد علي خامنئي: "خلال أحداث الشغب الأخيرة اعتقلنا 100 شخص ينتمون لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة و150 آخرين على صلة بباقي التنظيمات الإرهابية (المعارضة)".
وأشار إلى أن "أمريكا شكلت حلقة وصل بين بعض التنظيمات الإرهابية مع قناة "إيران إنترناشنال" وبذلك تحولت هذه القناة التلفزيونية إلى منظمة إرهابية من الناحية العملية"، لافتاً إلى أن "العدو كان يخطط لتدمير إيران كما فعل في سوريا والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان".
واتهم إسماعيل خطيب بعض المشاهير الإيرانيين من الفنانين والرياضيين والإعلاميين وغيرهم ببيع حساباتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى جهاز وكالة المخابرات الأمريكية، قائلا: "في أحداث البلاد كان تعاطف بعض الشخصيات طبيعيًا، أما الموضوع غير الطبيعي فكان استخدام بعض الأفراد والجماعات في فضح وتشويه سمعة النظام لقتل ودعم أعمال الشغب والاغتيالات والتدنيس وتمزيق الستار الأمني".
وهدد إسماعيل خطيب بعض المشاهير، قائلا إن "بيع حساباتهم لصالح أمريكا لن يمر دون حساب، ويجب أن يحاسبوا على آثار أقوالهم وأفعالهم"، مضيفاً: "قبل اندلاع أعمال الشغب اعتقلنا عدداً من ضباط يعملون في أجهزة استخبارات أجنبية لا سيما ضباط في الجهاز الأمني الفرنسي".
تدريب المتظاهرين
بدوره، قال وزير الداخلية الإيراني العميد أحمدي وحيدي، إن "بعض الأشخاص الذين كانوا حاضرين في الاضطرابات الأخيرة في وسط الميدان تدربوا في 8 دول معارضة لإيران".
ولم يذكر أحمدي وحيدي الذي كان يتحدث في محافظة غلستان شمال إيران هذه الدول، فيما يصف المسؤولون في إيران المتظاهرين بـ"مثيري الشغب" وينسبون الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران إلى دول أجنبية.
وأضاف وحيدي أن "قلة من الشباب" كانوا حاضرين أيضًا في الاحتجاجات، والذين حسب قوله ، "تحت تأثير الفضاء الافتراضي" و "عانوا من عواطف عابرة".
اعتقال صحفيتين وفريق كرة
من جهة أخرى، قالت منظمة "مراسلون بلا حدود"، في بيان لها، إن ما يقرب من نصف الصحفيين المعتقلين من النساء، مشيرة إلى أن "امرأتين تواجهان عقوبة الإعدام".
واعتقلت إلهه محمدي، وهي مراسلة جريدة هم ميها ونيلوفر حامدي مراسلة جريدة شرق بعد تغطيتهما لمقتل وجنازة مهسا أميني التي أشعلت وفاتها على أيدي قوات الشرطة في طهران شرارة الاحتجاجات منتصف أيلول/سبتمبر الماضي.
ودعت مراسلون بلا حدود إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحفيين المحتجزين في إيران، قائلة: "إن تزايد اعتقال الصحفيات يظهر رمزيًا نية النظام الإيراني إسكات أصوات النساء بشكل منهجي".
وأضافت المنظمة: "مراسلون بلا حدود قلقين للغاية بشأن مصير هؤلاء الصحفيين، الذين يواجهون خطر دفع تكاليف باهظة بما في ذلك عقوبة الإعدام، لشجاعتهم في الكشف عن الحقيقة التي تسعى السلطات إلى قمعها".
وأعلنت هذه المنظمة أن عدد الصحفيين المعتقلين منذ 16 سبتمبر/ أيلول، أي منذ وفاة أميني، 42 صحفيًا، ثمانية منهم أطلق سراحهم حتى الآن، و34 آخرون ما زالوا رهن الاعتقال، بينهم 15 صحفية.
ورفض لاعبو المنتخب الوطني لكرة الماء غناء النشيد الوطني الإيراني في المباراة الأولى من بطولة آسيا التي صاحبها الفوز على الهند.
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg جزيرة ام اند امز