بـ"القمع" و"المندسين".. خطة إيران لوأد الاحتجاجات الشعبية
أظهرت دراسة أمنية إيرانية عدة أساليب استخدمتها أجهزة الأمن لقمع المتظاهرين داخل البلاد خلال السنوات الماضية.
وكشفت الدراسة البحثية التي نشرتها مجلة تابعة لجهاز الشرطة الإيرانية أن القوات الخاصة التابعة للشرطة لعبت دورا بارزا في وأد الحراك الشعبي مؤخرا.
- لماذا اندلعت احتجاجات جنوب إيران؟.. ناشط يروي لـ"العين الإخبارية"
- لتعاطفه مع الإيرانيين.. أذرع خامنئي تهاجم خاتمي
وأشارت الدراسة إلى أن زرع جواسيس في صفوف المحتجين بالمدن الإيرانية المختلفة كان أحد أبرز الأساليب التي اتبعتها أجهزة الأمن لقمع الاحتجاجات المناهضة للنظام.
ويبدو أن ما أطلقت عليه الدراسة مصطلح "الهيمنة الاستخباراتية" كان أسلوبا هاما تعتمده السلطات الإيرانية عبر جمع معلومات وتشتيت المتظاهرين لتسهيل مهمة قمع الاحتجاجات.
وانحصر دور القوات الخاصة الشرطية المعروفة اختصارا باسم (ناجا) في كثير من المدن والبلدات الصغيرة لقمع احتجاجات العمال وكل من نزل إلى الشوارع احتجاجا على الوضع الراهن وتظاهر أمام مؤسسات حكومية أو رسمية في إيران، وفق الدراسة.
وزادت وتيرة القمع في إيران على الرغم من أن غالبية الاحتجاجات خلال العام الماضي كانت مسيرات متفرقة ومحدودة من قبل أولئك الذين احتجوا في كثير من الأحيان بسبب سوء ظروف عيشهم، حسبما ذكر موقع "إيران واير"، الناطق بالفارسية ويديره صحفيون معارضون من بريطانيا.
ويشير مصطلح "الهيمنة الاستخباراتية" المستخدم في عنوان هذه الدراسة إلى الحصول على معلومات كاملة عن عدد المتظاهرين وخصائصهم ودوافعهم، ومكان ووقت التجمع، بالإضافة إلى مطالبهم.
واعتبرت الدراسة أنه حال فقدان القوات الخاصة في إيران إلى مثل هذه الأساليب القمعية للسيطرة على حركة المتظاهرين في الشوارع ربما تتكبد عواقب وخيمة تصل لحد الإطاحة بالنظام الحاكم.
ويبدو أن الاحتجاجات الشعبية الحاشدة لاتزال تشكل قلقا بالغا للمسؤولين الإيرانيين، حيث يشرف قادة القوات الشرطية الخاصة في مدن البلاد على المهام الأمنية التي تستهدف رصد الحالة العامة من حيث الوضع سكانيا وجغرافيا والنقاط البارزة التي تمثل تهديدات على النظام، حسب الدراسة.
وذكر موقع "إيران واير" أن القوات الشرطية الخاصة تهتم بثلاثة عوامل لقمع أي احتجاجات شعبية، وهي: الموقع الجغرافي والكتلة السكانية، والتقييم لحجم التهديدات المحتملة، والتنبوء بأي تجمعات.
وتعتبر عناصر مليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري رأس الحربة في التسلل إلى صفوف المتظاهرين خلال الاحتجاجات المختلفة، حيث تجمع عناصر مندسة معلومات عن قادة المتظاهرين وتنشر حالة من اليأس بينهم.
وتعيش إيران على وقع احتجاجات شعبية ساخطة في غالبيتها على النظام الحاكم منذ عام 2018، في ظل تردي أوضاع المعيشة مع تدهور المستوى الاقتصادي للبلاد.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0MiA=
جزيرة ام اند امز