إعدام المتظاهرين في إيران.. انتقادات بالداخل وتحركات بالخارج
تتعرض إيران لانتقادات داخلية وخارجية حادة عقب إعدام عدد من المتظاهرين ضمن إجراءاتها لترهيب وقمع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
الإعدامات المتزايدة والمتوقع تنفيذها ضد بعض المحتجين المعتقلين، والاتهامات الفضفاضة والأحكام المثيرة للجدل التي أصدرتها طهران ضد المحتجين، أثارت موجة انتقادات حادة في الغرب ودفعت العالم للتحرك لمنع تنفيذ هذه الأحكام.
أحدث التحركات الدولية جاءت من هولندا التي تعتزم استدعاء سفير إيران لديها، ونقلت وكالة الأنباء الهولندية، عن وزير الخارجية فوبكي هوكسترا، قوله: إن الحكومة الهولندية ستستدعي السفير الإيراني لديها بشأن إعدام رجلين على خلفية المشاركة في احتجاجات ضد السلطات في الأيام الأخيرة.
ونفذت إيران مؤخراً حكمين بالإعدام مرتبطين بالاحتجاجات التي تهز البلاد منذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي، إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، وسط موجة تنديد دولية واسعة.
كما استدعت وزارة الخارجية الأسترالية القائم بالأعمال بسفارة طهران، وفي معرض إدانتها لإعدام المتظاهرين، أكدت على استمرار ضغوطها لمواجهة "الانتهاك الجسيم لحقوق الإنسان" من قبل النظام الإيراني.
وأعلن وزير خارجية فرنسا أن باريس استدعت كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في فرنسا فيما يتعلق بقمع الاحتجاجات ودور طهران في حرب أوكرانيا وكيفية التعامل مع الرعايا الفرنسيين المسجونين في إيران.
فيما دانت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان بشدة إعدام مجيد رضا رهنورد بعد "محاكمة مزيفة".
وبدورها، قالت عضوة مجلس الشيوخ الجمهوري، جوني إرنست لـ"إيران إنترناشيونال" إن إعدام المتظاهرين في إيران عمل "مؤسف وشنيع".
كما أعلن عضو البرلمان الألماني، هاكان دمير، أنه تولى الوكالة السياسية للسجينين الشقيقين فرهاد وفرزاد طه زاده، مشيراً إلى أنه تم الحكم على هذين المتظاهرين بالإعدام الثلاثاء الماضي، ويتوقع أن يتم إعدامهما قريباً، مطالباً السفير الإيراني في ألمانيا بوقف الحكم.
كما بعثت ممثلة حزب اليسار الألماني، كلارا بونغر، برسالة إلكترونية إلى مكتب "إيران إنترناشيونال" في برلين، معلنة أنها مرعوبة من وحشية وعنف نظام إيران، موضحة أنه "لهذا السبب، أخذت على عاتقي كعضوة في البرلمان الفيدرالي، الوكالة السياسية لمحمد قبادلو لفعل شيء ما لإنقاذ حياته وحريته".
انتقادات داخلية
داخليا، انتقدت صحف إيرانية هذه الأحكام وقساوتها، حيث انتقدت صحيفة "آرمان امروز" و"اعتماد" المحامين الذين يعينهم النظام للدفاع عن المتهمين، مشيرة إلى أن هؤلاء المحامين "تابعون" للنظام، ولا يمكن أن يقوموا بالدور المطلوب من المحامي في الدفاع عن المتهمين والمتظاهرين.
ولفتت الصحيفتان إلى الانتقادات التي وجهها أهالي المعتقلين لهؤلاء المحامين، حيث أشارت صحيفة "اعتماد" إلى أن بعض أهالي المتهمين أكدوا لها أن المحامي المعين لابنهم يتعامل معهم بقسوة، وهو لا يرد على اتصالاتهم واستفساراتهم، كما لم يسمح لهم بلقائه حضوريا وزيارة مكتبه.
aXA6IDMuMTQxLjIwMS45NSA= جزيرة ام اند امز