بالأغلبية.. طرد إيران من "لجنة المرأة" في الأمم المتحدة
صوت أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، مساء الأربعاء، بالأغلبية على قرار طرد إيران من لجنة المرأة.
وأفادت الوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا"، أن "القرار الذي صاغته الولايات المتحدة لطرد إيران من لجنة المرأة في الأمم المتحدة حظي بموافقة أغلبية الأعضاء".
- القمع وشبح الإعدام.. احتجاجات إيران تتمدد وحصيلة القتلى ترتفع
- إيران تنتظر عقابا أمميا جديدا في قضية مهسا أميني
وأضافت أنه "تمت الموافقة على قرار إزالة إيران من لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة بأغلبية 29 صوتًا مقابل معارضة 8 دول وامتناع 16 دولة عن التصويت".
ما هي لجنة المرأة؟
ولجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة هي المؤسسة العالمية الرئيسية للدفاع عن حقوق المرأة والقضاء على التمييز، وتعمل كهيئة فرعية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة.
وتم انتخاب إيران عضوا في هذه المنظمة العام الماضي، ومدة العضوية في لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة أربع سنوات، وهذا المجلس يضم 55 عضوا.
وفي أعقاب الاحتجاجات الأخيرة، صاغت الولايات المتحدة مشروع قرار لطرد إيران من لجنة وضع المرأة، والذي تم التصويت عليه يوم الأربعاء.
وحاولت روسيا في هذا الاجتماع منع التصويت وطرد إيران، الأمر الذي أوقفه غالبية أعضاء البلاد، لكن بالإضافة إلى روسيا، تحدث ممثلو الصين وفنزويلا وسوريا وباكستان ضد طرد إيران.
وكانت روسيا والصين ونيكاراغوا وكازاخستان وبوليفيا ونيجيريا وعمان وزيمبابوي هي الدول التي صوتت ضد طرد إيران.
وباستثناء الولايات المتحدة والدول الغربية المتحالفة معها مثل الاتحاد الأوروبي وكندا، صوتت الأرجنتين وشيلي وكولومبيا وجواتيمالا وبيرو وبنما أيضًا لصالح طرد إيران.
وكانت المكسيك وتايلاند وتونس من بين الدول التي امتنعت عن طرد إيران.
ردود الفعل على القرار
وقالت ممثلة باكستان في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، التي عارضت طرد إيران من لجنة المرأة، إنه "لا يوجد قانون لطرد الأعضاء"، مضيفة أن عضوية إيران تم التصويت عليها من قبل أعضاء هذا المجلس عام 2021 ولمدة 4 سنوات ولا يجب أن تنتهي الآن.
ووصفت ممثلة باكستان طرد إيران بأنه "استهداف مخطط وسياسي لدولة ما"، وقالت: "ألا تنتهك حقوق الإنسان في دول أخرى؟ مثل هذا السلوك تجاه إيران ينتهك الحياد المطلوب للحديث عن حقوق الإنسان".
من جانبها، قالت فريد خوجة، سفيرة ألبانيا لدى الأمم المتحدة، إن "سلوك الحكومة الإيرانية مخالف لروح وقيم لجنة وضع المرأة وأؤيد القرار الأمريكي بطردها".
وقالت السفيرة إن "إيران حولت أجساد النساء إلى ساحة معركة سياسية".
بدوره، أيد بوب راي سفير كندا لدى الأمم المتحدة قرار طرد الحكومة الإيرانية، وقال إن هذه الحكومة "قررت أن تظهر للعالم وجه الشر والإرهاب".
من جانبه، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان إنه "يجب الموافقة على قرار طرد ايران من لجنة الامم المتحدة للمرأة. إيران هي تجسيد للشر، مثلما كان نظام هتلر النازي"، بحسب قوله.
كما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بالقرار في بيان تلقته "العين الإخبارية"، قائلا: "ترحب إسرائيل بقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة بطرد إيران من عضويتها في اللجنة المعنية بحقوق المرأة. إسرائيل أيدت هذا القرار".
وأضاف: "إن مقتل مهسا أميني والانتهاكات الفادحة لحقوق المرأة في إيران تجعل إيران غير مؤهلة لأن تكون عضوا في لجنة تهتم بحقوق المرأة".
وأشار لابيد إلى أنه "يعتبر التصويت الذي جرى اليوم دليلا على تزايد الإدراك لدى المجتمع الدولي بالطابع الخطير للنظام الإيراني، الذي يشكل تهديدا على الاستقرار الإقليمي والعالمي من خلال نشر الإرهاب، والسعي لامتلاك سلاح نووي، تزامنا مع قهر مواطنيه وحرمانهم من أبسط حقوقهم".
وقال: "لقد حان الوقت لكي يوجه المجتمع الدولي رسالة واضحة إلى هذا النظام القاتل".
رد إيران على القرار
من جانبه، اعتبر مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد أيرواني، أن إخراج بلاده من لجنة المرأة التابعة للأمم المتحدة، "ظاهرة خطيرة في الأمم المتحدة".
وأشار إلى أن قضايا انتهاكات حقوق الإنسان والانتقادات التي أثيرت تستند إلى "ادعاءات لا أساس لها وملفقة"، بحسب قوله.
وذكر سعيد أيرواني، في بيان، اطلعت عليه مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، إنه "مع طرد إيران من اللجنة، بدأ طريق خطير، ومبادئ الأمم المتحدة هوجمت من قبل الولايات المتحدة"، مضيفاً أن "الأمم المتحدة سبق أن حذرت من مخاطر هذه البدعة".
ورفض ممثل إيران لدى الأمم المتحدة تسمية ما يجري في البلاد بأنها "احتجاجات"، وقال "إن الأحداث الأخيرة في إيران لا يمكن اعتبارها أمثلة على الحق في الاحتجاج السلمي".
يذكر أن إيران انتهكت على مدى السنوات الماضية حقوق المرأة، وقد تجلت تلك الانتهاكات في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد وآخرها الانتفاضة التي أشعلها مقتل الشابة الكردية "مهسا أميني" على أيدي شرطة الأخلاق في طهران منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg جزيرة ام اند امز