عالمان إيرانيان فى المنفى: طهران "على برميل بارود"
مع انتشار الاحتجاجات المناهضة للحكومة فى إيران بسبب ارتفاع الأسعار في أنحاء البلاد، اعتبر مراقبون أن ما حدث كان متوقعا.
ونقل موقع "إيران إنترناشيونال" عن اثنين من علماء الاجتماع الإيرانيين المقيمين فى المنفى الأسباب الكامنة وراء الاحتجاجات.
وقال عالم الاجتماع ماجد محمدي إن "هناك حربا في إيران بين الحكومة والشعب على حصتهم من الموارد الوطنية للبلاد. وتعتقد الحكومة أنها تمتلك الثروة الوطنية فيما يجب أن يبقى الشعب فى الفقر. وفى حين أن أعضاء النظام يؤمنون باقتصاد المقاومة بوصفه سبيلا للنهوض بالأمة، يعيش هؤلاء ذاتهم أسلوب حياة مترفا كما يواصلون سياساتهم التوسعية في الخارج ".
وأضاف محمدي أن الطبقة الحاكمة تعمد إلى تحويل أموالهم للخارج وإرسال أسرهم إلى دول أخرى، فيما تجبر الضغوط الاقتصادية وانعدام الحريات غالبية الإيرانيين على اللجوء أو الهجرة.
وأضاف أنه خلال الـ 43 عامًا الماضية، اغتصبت الحكومة الكثير من حقوق الناس واحتكرت ملكية وسائل الإعلام وحظرت حرية التعبير وتكوين الجمعيات. وفي المدن الصغيرة حيث لا يملك الناس سوى القليل من الفرص للوصول إلى ثروة البلاد، يكون الناس أكثر تصميمًا على منع احتكار الحكومة للموارد.
مظاهرات مختلفة
ومن ناحية أخرى، قال محمدي إن هناك ثلاثة عناصر مميزة في البلدات الأصغر حيث تكون الاحتجاجات أكثر حدة. الأول هو الفقر والبؤس والبطالة. وتعتبر الحكومة في تقديراتها الخاصة 90 في المائة من السكان "فقراء". وهم يعيشون في بلدات صغيرة بينما يعيش الـ 10 في المائة الآخرون في مدن كبيرة مثل طهران ومشهد وأصفهان وشيراز.
وقال محمدي أن "السمة الثانية هي أن الناس في البلدات الصغيرة نأوا بأنفسهم عن الإسلام السياسي. وفي شعاراتهم أثناء الاحتجاجات في السنوات الأربع الماضية لا يوجد أثر للإسلام السياسي، مضيفًا أن "السمة الثالثة للمدن الصغيرة هي أن الناس الذين نزلوا إلى الشوارع قطعوا علاقاتهم برجال الدين بل يعتبرونهم أعداء لهم، كما أنهم لا يريدون لرجال الدين أن يكون لهم أي دور في الحكومة في إيران".
وقال محمدي إن ترديد الشعارات المؤيدة لرضا شاه بهلوي، مؤسس سلالة بهلوي، يشير بشكل أساسي إلى معارضة المتظاهرين للطبقة الحاكمة من رجال الدين.
ومن ناحية أخرى، قال حسين غازيان ، وهو عالم اجتماع إيراني آخر، إنه على الرغم من أن الاحتجاجات تجري في شكل رد فعل على ارتفاع الأسعار، إلا أن المجتمع الإيراني يتوقع مثل هذه الأحداث. فقد شبه كثيرون في وقت سابق إيران ببرميل بارود.
وقال غازيان: "لدينا فى إيران العديد من خطوط الصدع الاجتماعي والسياسي التي قد تؤدي إلى حدوث هزة صغيرة أو أكبر في أي لحظة، كما شوهد في الاحتجاجات التي عمت أنحاء البلاد في الأعوام 2017 و2018 و2019".
وأضاف عالم الاجتماع أن قوة هذه الحركات الاحتجاجية تعتمد على مدى انتشارها وعدد المواقع التي تشهدها وكذلك مدة استمرارها. كما يعد حجم أو عدد الأفراد الذين ينضمون إلى الاحتجاجات عاملا هاما فى إضفاء قوة على الحركة الاحتجاجية، وكذلك طبيعة المطالب سواء كانت فئوية أو يطلب المتظاهرون تغييرًا شاملا.
وأضاف غازيان، ما زال من السابق لأوانه إصدار حكم على الاحتجاجات الحالية وتحديد الاتجاه الذي قد تتحرك فيه.
وأضاف أن جميع الاحتجاجات الكبرى منذ عام 2017 كانت ردود فعل على سياسات الحكومة. ورغم ذلك، فإنه وفقا لغازيان "هناك استياء متراكم في المجتمع يفسح المجال للغضب. وقد يحدث هذا الغضب في أماكن مختلفة وفي أوقات مختلفة دون أن يركز بالضرورة على السبب الحقيقي للغضب".