حملة اعتقالات إيرانية استباقا لاحتجاجات الخميس
السلطات الإيرانية تشن حملة اعتقالات داخل عدد من المدن الكبرى المختلفة في أنحاء البلاد، استباقا لمظاهرات محتملة اليوم الخميس
شنت السلطات الإيرانية، الخميس، حملة اعتقالات بمختلف أنحاء البلاد، استباقا لمظاهرات محتملة لإحياء ذكرى الأربعين لقتلى احتجاجات البنزين الشهر الماضي.
وأوردت محطة إيران إنترناشونال التي تبث بالفارسية من بريطانيا، الخميس، أن الاعتقالات تركزت في مدن قزوين، وقم، والأحواز (خوزستان)، وكرج، وشيراز.
وذكرت المحطة الإخبارية الناطقة بالفارسية أن جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني اعتقلت شخصين بتهمة تحريض الناس على الفوضى بمدينة قزوين الواقعة شمال إيران.
وأشارت "إيران إنترناشونال" إلى أن عشرات من عربات وحافلات مدرعة تابعة لمليشيا الحرس الثوري انتشرت بكثافة في العاصمة الإيرانية طهران، لا سيما قرب محطة مترو الخميني.
وألقت قوات الشرطة الإيرانية القبض على 3 أشخاص بمدينة قم بدعوى إدارة قناة عبر موقع "تيليجرام" تنادي بعودة رضا بهلوي آخر ولي عهد للأسرة البهلوية التي حكمت إيران قبل عام 1979، لإدارة السلطة بدلا من النظام الحاكم، حسب المحطة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها.
واعتقلت عناصر أمنية عددا من الأشخاص في مدينة كرج الواقعة غرب طهران لمحاولتهم إقامة مراسم الأربعين للشاب بويا بختياري الذي قتل برصاصة اخترقت رأسه خلال احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وشهد بعض المدن الأخرى مثل ورامين وسنندج اللتين تقطنهما أكثرية سكانية كردية إغلاقا للطرقات وتفتيشا أمنيا مشددا للمارة والسيارات، وسط انتشار مكثف لوحدات مكافحة الشغب، وأشخاص بملابس مدنية على متن دراجات بخارية.
وعلى الرغم من مرور أكثر من 40 يوما على احتجاجات البنزين منذ 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لا تزال قوات الأمن الإيرانية تشن حملة اعتقالات داخل إقليم الأحواز (خوزستان) الذي تقطنه أغلبية سكانية عربية جنوب غربي البلاد.
وأفادت وكالة أنباء مهر الحكومية، الخميس، نقلا عن قائد الشرطة في الإقليم حيدر عباس زادة، أن شخصا على الأقل اعتقل بسبب تواصله مع وسائل إعلام أجنبية ناطقة بالفارسية، حسب قولها.
وذكرت وكالة أنباء فارس الناطقة بلسان مليشيا الحرس الثوري أن الاعتقالات طالت مجموعة من 13 شخصا في إقليم الأحواز بزعم محاولتهم تزييف حصيلة ضحايا الاحتجاجات الأخيرة.
ويردد مسؤولون إيرانيون حكوميون وأمنيون مزاعم من الشهر الماضي، أن كثيرا من قتلى احتجاجات البنزين سقطوا بأيدي عناصر مرتبطة بالخارج، وليس برصاص قوات الأمن والشرطة المحلية.
وبينما تحجم الحكومة الإيرانية عن ذكر إحصاء رسمي يتعلق بقتلى ومعتقلي الاحتجاجات، يرجح أن حصيلة المعتقلين 8600 شخص على الأقل في 22 محافظة إيرانية من إجمالي 31 محافظة، وفق إذاعة فردا الناطقة بالفارسية من التشيك.
ودعت منشورات على مواقع للتواصل الاجتماعي في إيران، بالإضافة إلى بعض أقارب الذين قتلوا في احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التي قوبلت بأكبر حملة قمع دموية على يد قوات الأمن والسلطات الإيرانية للخروج في احتجاجات اليوم الخميس.
واستبقت السلطات الإيرانية هذه الدعوات بانتشار مكثف في الشارع، وقطع خدمة الإنترنت، الأربعاء، على الأجهزة المحمولة في عدة أقاليم.