السجن والغرامة لمغنٍّ إيراني بتهمة إهانة خامنئي
أعلن مغني الراب الإيراني توماج صالحي، مساء الإثنين، أن المحكمة حكمت عليه بغرامة والسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة إهانة المرشد علي خامنئي والدعاية ضد النظام.
وكتب في تدوينة عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "بخصوص اتهامات إهانة القيادة (علي خامنئي) والدعاية ضد النظام.. غرامات وسجن 6 أشهر.. مع وقف التنفيذ لمدة عام".
وأبدى المغني صالحي دهشته من قرار المحكمة الإيرانية، وقال "يا له من قرار ذكي، في الواقع يمكن أن يكون حطبًا جديدًا لأولئك الذين يشوهون صورتي".
وفي 14 من سبتمبر/أيلول العام الماضي، جرى اعتقال توماج صالحي بعد مداهمة منزله من قبل رجال الأمن في العاصمة طهران، وبعد أيام من الاعتقال جرى الإفراج عنه بكفالة، بسبب نشره أغنية ينتقد فيها قمع قوات الأمن للمتظاهرين خلال موجة احتجاجات شهدتها البلاد على مدى الفترة الماضية.
وكان توماج صالحي قد احتج على سياسات إيران في عدد من أعماله الفنية، من بينها أغنية "الحياة الطبيعية" و"ثقب الفأر"، وحظيت مقاطع الفيديو الخاصة به بالترحاب على نطاق واسع من قبل المستخدمين الإيرانيين.
ويتناول توماج صالحي في أغانيه قضايا مثل الإضرابات العمالية، والفساد الحكومي، والإعدام والسجن، وعقد الشراكة الذين وقعته إيران لمدة 25 عامًا مع الصين، و"تجاهل الفنانين لحالة المجتمع".
كما أصدر أغنية بعنوان "اتحدوا" بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في منتصف أغسطس/آب الماضي.
وفي 17 من سبتمبر/أيلول الماضي، انتقدت منظمة العفو الدولية، قرار السلطات الإيرانية باعتقال توماج صالحي، داعية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنه.
وكتبت المنظمة في حينها عبر حسابها الرسمي على "تويتر" باللغة الفارسية إنه "يجب على السلطات الإيرانية الإفراج الفوري وغير المشروط عن توماج صالحي، فنان الاحتجاج ومغني الراب الذي تم اعتقاله لمجرد ممارسته حقه في حرية التعبير".
والفنان توماج صالحي هو ابن شقيقة "إقبال إقبالي" الناشط السياسي الذي يعيش في ألمانيا، الذي أكد أن "الحكومة الإيرانية لا تستطيع أن تقف مع صوت احتجاج الشباب، ولن يظل المناضلون من أجل الحرية في إيران غير مبالين بهذا العمل القذر للحكام".
وكان توماج صالحي يشير في أغاني إلى موجة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام والحكومة في أواخر ديسمبر/كانون الأول لعام 2017، وكانت بداية الاحتجاجات من مدينة مشهد شمال شرق إيران وثاني أكبر المدن بعد طهران.
وتركزت الاحتجاجات على سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية والغلاء في الأسعار، كما طالبوا المحتجون بوقف الفساد المستشري في حكومة الرئيس السابق حسن روحاني.
وقدرت وزارة الداخلية الإيرانية عدد المعتقلين بأكثر من 5000، مضيفة إن "الاحتجاجات سرعان ما امتدت إلى 100 مدينة في الأيام الأولى واندلعت الاشتباكات في 42 مدينة، وشهدت عمليات تخريب وإضرام النار في عدد من الأماكن الحكومية".
واعترفت السلطات الأمنية بمقتل 50 شخصاً من المحتجين في عدد من المدن الإيرانية، فيما أصيب قرابة 100 من المتظاهرين بجروح بسبب قمع السلطات.