نيويورك تايمز: وفاة رفسنجاني ضربة للإصلاحيين
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اعتبرت وفاة الرئيس الإيراني الأسبق، علي أكبر هاشمي رافسنجاني، ضربة قوية للتيار الإصلاحي في طهران
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وفاة الرئيس الإيراني الأسبق، علي أكبر هاشمي رافسنجاني، ضربة قوية للتيار الإصلاحي في طهران، والذي يعتمد نهجاً أقل مواجهة مع الغرب، وكان الراحل أحد أبرز وجوهه.
وتوفي رافسنجاني، الأحد، عن عمر يناهز 82 عاماً، إثر أزمة قلبية، وينظر العديد من المراقبين إليه باعتباره "ميكافيلياً" وأحد الأطراف القوية والفاعلة في صراع القوى داخل النخبة الحاكمة الإيرانية.
وبحسب الصحيفة، كان رافسنجاني برجاماتياً وسطياً يميل إلى الليبرالية الاقتصادية، كما كان يتخذ نهجاً أقل عدائية تجاه الغرب.
وخلال الفترة التي كان يحكم فيها رافسنجاني البلاد، ما بين 1989 إلى 1997، اتهمت الأرجنتين رافسنجاني وغيره من كبار القيادات الإيرانية بالضلوع في تفجيرات المركز اليهودي في بوينس إيرس في 1994، كما أدانت محكمة ألمانية في عام 1997 أعلى مستويات القيادات السياسية الإيرانية، واتهمتها بإصدار أوامر بقتل 4 أكراد إيرانيين في برلين قبل 5 أعوام. وهو ما كان يتوافق مع القناعة الأمريكية بأن إيران هي دولة راعية للإرهاب.
وبالرغم من ذلك ينظر العديد من المحللين الغربيين إلى رافسنجاني باعتباره قيادياً معتدلاً، مشيرين إلى أنه كان أقل ميلاً لاتخاذ مواقف عدائية من الولايات المتحدة مقارنة بغيره من كبار القيادات الإيرانية؛ فعلى سبيل المثال، اقترح رافسنجاني التخلي عن شعار "الموت لأمريكا" واستبعاده من صلاة الجمعة بطهران. وفي المرحلة الأخيرة من الحرب الإيرانية العراقية، التي امتدت من 1980 إلى 1988، تم تعيين رافسنجاني كقائد أعلى للقوات الإيرانية، ويعتقد أنه كان وراء اقتناع القيادة الإيرانية بقبول قرار الأمم المتحدة الذي أنهى الحرب.
وبالرغم من أن إقصاء رافسنجاني من الانتخابات الرئاسية في 2013؛ فإنه ألقى بثقله السياسي وراء المرشح المعتدل حسن روحاني الذي فاز بالانتخابات وجلب العديد من أنصار رافسنجاني إلى مجلس الوزراء، كما ذهب للتفاوض بشأن الصفقة النووية مع الولايات المتحدة في 2015.
ولكن رافسنجاني اصطدم بخامنئي حول المدى الذي يمكن أن تذهب إليه إيران في تعديل مواقفها بشأن العالم الخارجي؛ ففي مارس/آذار، كتب رافسنجاني تغريدة على موقع تويتر قال فيها: "إن عالم الغد هو عالم التفاوض وليس عالم الصواريخ". ولكن خامنئي رد عليه قائلاً: "ما زال الأعداء يعملون على تعزيز صواريخهم وقطاعاتهم العسكرية. كيف يمكن أن يقول أحد إن عصر الصواريخ قد انتهى؟"، وبدون أن يشير إلى رافسنجاني، أضاف خامنئي: "إن من يقولون إن عالم الغد هو عالم المفاوضات وليس عالم الصواريخ إما رعناء أو خونة".
ودفعت مثل تلك الآراء المراقبين إلى الاعتقاد بأن رافسنجاني يمثل الصوت المعتدل داخل طهران رغم أن هناك آخرين ينظرون إليه بعين الريبة. فيقول منتقدوه إنه لم يكن متسامحاً مع معارضيه عندما كان رئيساً للبلاد. وبالرغم من مساعيه لتحسين العلاقات مع الغرب، كان يصر على حق إيران في تطوير برنامجها النووي، بالإضافة إلى أنه لم يأمر بإلغاء الفتوى المتعلقة بإهدار دم الروائي سلمان رشدي التي أصدرها الخميني.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA= جزيرة ام اند امز