صربيا.. بوابة الشباب الإيراني للهروب من جحيم نظام "ولاية الفقيه"
كثير من الإيرانيين الذين يذهبون إلى صربيا لا يعودون.. تصل الطائرات ممتلئة وترحل فارغة ويعود ذلك للأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلادهم.
داخل مركز "ميكساليشتا" للاجئين وسط بلجراد، يصطف الشباب من طالبي اللجوء للحصول على قصة شعر. الغرفة تعج بالوافدين الجدد، حاملين هواتفهم الموصولة بشبكة "واي فاي"، وفي مكان آخر من الغرفة، اثنان يلعبان تنس الطاولة.
البعض وصل مؤخرا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وآخرون كانوا مستغرقين في نومهم في العراء قرب المنتزه الأفغاني، لكن على غير العادة في صربيا، بوابة اللاجئين إلى دول الاتحاد الأوروبي، كان الإيرانيون هم من يشكلون أعدادا كبيرة من الوافدين الجدد.
العام الماضي، أصبحت صربيا أول دولة في أوروبا توفر للسياح الإيرانيين ميزة السفر دون تأشيرة، وبفضل هؤلاء السياح أصبحت الفنادق والشقق مزدحمة للغاية.
لكن كثيرا من الإيرانيين الذين يذهبون إلى صربيا لا يعودون، فتصل الطائرات ممتلئة بالركاب وترحل فارغة، ويعود السبب جزئيا في توجههم إلى الغرب إلى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بلادهم.
سروش رحماني (24 عاما) وصل إلى صربيا منذ 4 أشهر، وكان يستغل فترة السماح بالمغادرة لمدة 72 ساعة من مخيمه للذهاب إلى العاصمة، ليستعد لـ"لعبة" المساء، وهي محاولة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي، والجمعة، كانت محاولته التاسعة.
مثل غيره من اللاجئين، رحماني أودع 2000 يورو داخل أحد مكاتب الصرافة، لكن هذا المبلغ سيسلم لمهربه ما أن يهاتفهم لتأكيد وصوله بنجاح إلى إيطاليا.
"إيران كانت مثل الجحيم"، هكذا يصف رحماني الحياة في طهران، مضيفا: "أفضّل النوم على الكرتون على العيش في إيران".
التشديد الأمني على حدود المجر يعني أن رحماني سيحاول الدخول إلى أوروبا عبر كرواتيا. وكثير من اللاجئين يعبرون أولا إلى البوسنة والهرسك، نظرا لأن الحدود الأطول مسافة تعطيهم فرصا أفضل، وقد ذكرت وسائل الإعلام البوسنية مؤخرا أن أعداد الإيرانيين طالبي اللجوء في البلاد هذا العام بلغت 1.647 مقارنة بـ16 إيرانيا فقط دخلوا البلاد خلال العام الماضي بأكمله.
وقالت ميلينا تيموتييفيتش، من لجنة الإنقاذ الدولية: "كل مرة يلعب اللاجئون فيها (اللعبة) يعرضون حياتهم للخطر"، لكن البعض لا يمتلكون بديلا قانونيا آخر، مضيفة: "هم تحت رحمة مهربين منعدمي الضمير ومتاجرين بالبشر، وكثيرا ما يتعامل معهم حرس الحدود بعنف لدفعهم للتراجع، ورغم ذلك لا يتوقفون عن المحاولة أبدا".
حسن كملي، اعتقلته الشرطة المجرية خلال محاولته الأخيرة للهرب إلى أوروبا، وعندما أطلقوا سراحه أرسلوه إلى دينة سوبوتيتسا شمال صربيا، بعد أن أمضى 20 يوما في السجن الذي تعرض فيه للضرب.
كملي (22 عاما) قال إنه فقد كل أمله في مستقبل العيش في إيران، مضيفا: "بعت دراجتي البخارية، التي كانت كل ما أملك في الحياة، من أجل أن آتي إلى هنا. لا يمكنك العيش هناك بعد الآن. لا مستقبل في إيران".
معظم اللاجئين الإيرانيين يصلون على إحدى الرحلتين اللتين تحطان في صربيا خلال الأسبوع، وقد التقت صحيفة "الجارديان" البريطانية مع زوجين إيرانيين لديهما طفلان صبي عمره 11 عاما وفتاة 17 عاما وصلوا جميعا منذ أربعة أيام وكانوا يستعلمون عن طلب اللجوء. وكانت الفتاة هي الوحيدة التي تتحدث اللغة الإنجليزية، وكان واضحا عليها الغضب من والدها لقراره البقاء هناك، متسائلة حول المدة التي سيستغرقها الأمر حتى التسجيل في مدرسة في صربيا، خاصة أنها فتاة نابغة.