اللجوء قسرا.. صحفي وعارضة وبطل رياضي خرجوا من إيران دون عودة
الإيرانية بهاره زاري بهاري لم تكن هي الأولى التي تطلب لجوءا قسريا لدى دولة أجنبية هربا من سياسات قمعية انتهجها لسنوات نظام خامنئي.
لم تكن الإيرانية بهاره زاري بهاري، الأولى التي تطلب لجوءا قسريا لدى دولة أجنبية هربا من سياسات قمعية انتهجها لسنوات نظام المرشد علي خامنئي خاصة ضد منتقديه داخل البلاد.
بهاري التي تدرس طب الأسنان بجامعة فليبينية منذ عام 2014، كشفت قبل عدة أيام عن طلبها اللجوء لدى مانيلا خشية على حياتها بسبب نشاطها السياسي المعارض حال ترحيلها إلى إيران التي أصدرت نشرة حمراء بشأنها للإنتربول بدعوى ارتكابها قضية جنائية وصفتها بالملفقة.
وتأمل الإيرانية التي مثلت بلادها في مسابقة ملكة جمال القارات بالفلبين العام الماضي، الحصول على لجوء سياسي لدى الأخيرة بهدف حمايتها من انتقام حكومي بسبب دفاعها علانية عن حقوق النساء والأقليات في بلادها، حسب صحيفة التليجراف البريطانية.
وتعتبر ملكة جمال إيران إحدى المؤيدات لرضا بهلوي ولي عهد آخر ملوك إيران محمد رضا بهلوي الذي كان يحكم البلاد حتى عام 1979، والذي أطيح به عن الحكم بعد سيطرة رجال دين متشددين على السلطة قبل 40 عاما.
وتسعى سلطات طهران على ما يبدو لملاحقة بهاري بسبب تصريحات لها هاجمت فيها السياسات القمعية التي تمارس ضد المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان داخل بلادها.
ويدعم معارضون إيرانيون في المهجر بهلوي الابن لمواجهة الفساد والظروف الاقتصادية السيئة في إيران.
بطل الجودو
وقبل شهر واحد، حصل الإيراني سعيد ملائي بطل لعبة الجودو على لجوء لدى ألمانيا بعد أن كشف تدخلا حكوميا أجبره على خسارة منافسة أمام لاعب إسرائيلي في بطولة أقيمت باليابان.
وقال ملائي مطلع سبتمبر/أيلول الماضي في مقابلة مع محطة إيران إنترناشونال الإخبارية الناطقة بالفارسية من بريطانيا، إنه سافر من طوكيو إلى برلين طلبا للجوء بعد انتهاء البطولة، وذلك لرغبته في عدم اللعب مجددا باسم بلاده بالمحافل الدولية.
وأضاف لاعب الجودو الإيراني أن مسؤولين بينهم رئيس اللجنة الأولمبية رضا صالحي أميري، ومساعد وزير الرياضة، أجبروه على الهزيمة أمام لاعب بلجيكي في الدور نصف النهائي من بطولة طوكيو العالمية للجودو، لعدم مواجهة خصمه الإسرائيلي بنهائي البطولة.
وأعلن ملائي حينها رفضه تسييس إيران للبطولات الرياضية خلال العقود الماضية، لافتا إلى بعض وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تردد أكاذيب حول ذهابه إلى ألمانيا بل تحرض ضد عائلته هناك.
صحفي بارز
اللجوء القسري طال حتى من هم مقربون من دوائر النظام الإيراني، حيث هرب صحفي كان ضمن وفد لوزير خارجية طهران محمد جواد ظريف في زيارة إلى السويد، في أغسطس/آب الماضي.
وأكد مكتب الهجرة السويدي أنّه تلقى طلب إقامة في 21 أغسطس/آب 2019 من أمير توحيد فاضل، الصحفي في وكالة موج الإيرانية الحكومية بعد أن هرب من الوفد المرافق لظريف.
وكان الصحفي الإيراني المعروف داخل البلاد ضمن الوفد المرافق لجواد ظريف في جولته الدولية التي شملت فنلندا والسويد والنرويج.
ويعود سبب التقدّم بطلب لجوء إلى نشر الصحفي لائحة بأسماء مسؤولين إيرانيين يزعم أنّهم يحملون جنسيتين، بينها جنسيات دول تعدها الحكومة الإيرانية أنها معادية.
وروى فاضل في تصريحات صحفية لاحقا أنّه في 20 أغسطس/آب الماضي: "بينما كنت في السويد، اتصل بي أحد زملائي في طهران، وقال إنّ 4 شرطيين إيرانيين جاؤوا إلى وكالة موج ومعهم مذكرة لإلقاء القبض عليه".
عارضة أزياء
وفي يونيو/حزيران الماضي، منحت فرنسا حق اللجوء السياسي لعارضة أزياء إيرانية مهددة بالسجن في طهران، حيث يلاحقها نظام ولاية الفقيه، الأمر الذي دفعها إلى السفر إلى باريس.
ونيجازيا فتاة (29 عاماً) روت قصتها لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، وقالت إنها أصبحت عارضة أزياء بعدما كانت مصورة، وتحدت الحظر المجتمعي المفروض على عارضات الأزياء في إيران.
كما روت للصحيفة الفرنسية "كيف تجاهلت السلطات الإيرانية بلاغها ضد أحد زملائها الذي حاول اغتصابها، حتى انتهى بها المطاف إلى أزقة الطرقات، وخسارتها وظيفتها وتهديدها بالسجن".
واضطرت العارضة الإيرانية إلى تغيير هويتها لاستطاعة الفرار من إيران والسفر إلى باريس، حيث طلبت اللجوء في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMDcg جزيرة ام اند امز