خبراء لـ«العين الإخبارية»: هامش إيران للرد على اغتيالات قادة «الحرس» ضيق
تتحرك إيران ضمن هامش ضيق للرد على اغتيالات تطال قادة الحرس الثوري على جغرافيا مواجهة تتدحرج نحو المجهول مع إسرائيل، بحسب خبراء تحدثت معهم "العين الإخبارية".
وتردد دوي غارة يعتقد أنها إسرائيلية في دمشق، وأودت بحياة 5 من قوات الحرس الثوري بمن فيهم مسؤول استخبارات فيلق القدس (الذراع الخارجية للحرس)، في طهران التي قالت إنها تحتفظ بحق الرد.
ويعتقد الخبراء أن إيران التي منيت بخسارة مؤلمة بعد وصول إسرائيل لـ"صيدها الثمين"، لن تغامر برد مباشر وستعتمد على حلفاء لها في الإقليم لتنفيذ وعيدها.
وينطلق الخبراء من توافقهم على خط عريض في تحليل المشهد الراهن، بأن طهران تدرك أن مواجهة مباشرة مع إسرائيل لن تكون في صالحها، خاصة في ضوء رغبة إسرائيلية في توسيع دائرة الحرب لضمان ديمومتها.
الصبر الاستراتيجي
ووصف الباحث السياسي المتخصص في الشأن الإيراني وقضايا الشرق الأوسط وجدان عبدالرحمن عملية اليوم بأنها "مؤلمة للجانب الإيراني"، ويمكن وصفها بـ"انجاز لإسرائيل" الباحثة عن صورة للنصر لتسويقه داخليا ودوليا.
وقال عبدالرحمن، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "مسؤول استخبارات فيلق القدس الذي قتلته إسرائيل اليوم كان من بين مسؤولياته تنظيم الهجمات ضد المصالح الأمريكية وعلى إسرائيل من سوريا، بجانب إلى أنه كان المنسق بين جماعات موالية لإيران في سوريا ولبنان واليمن والعراق.
وأكدت وكالة أنباء إيسنا مقتل مسؤول استخبارات فيلق القدس يوسف أميد زاده ونائبه في الغارة الإسرائيلية على دمشق.
فيما أشارت وكالة تسنيم إلى مقتل "حجة الله اميدوار، وعلي آقازاده، وحسين محمدي، وسعيد كريمي، ولاحقا أعلن ارتفاع عدد القتلى إلى 5 بعد أن توفي محمد أمين صمدي عضو قوة النخبة متأثرا بجراحه.
وكانت غارة استهدفت منزلا سكنيا في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق، صباح السبت، كان يعقد به اجتماع لوحدة استخبارات الحرس الثوري.
وأضاف عبدالرحمن أن الجهاز الأمني لفيلق القدس هو من يدير العمليات في المنطقة، لذا فإن استهداف عناصر استخباراتية بمثابة صيد ثمين جدا لإسرائيل، ويعكس في الوقت نفسه على ما يبدو اختراقا أمنيا جسيما، ويشير إلى مدى النفوذ الاستخباراتي الإسرائيلي وتغلغله.
لكن على الرغم من هذه الخسارة الإيرانية يعتقد الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أن طهران لن ترد بشكل مباشر، لأنها لا ترغب في الدخول في مواجهة مباشرة أو حرب مفتوحة مع إسرائيل.
وشدد على أن إيران تدرك أن حربا مفتوحة لن تكون في صالحها، في ظل الوجود الأمريكي المحيط بطهران، دون أن يستبعد أيضا رد فعل انتقاميا عبر حلفاء إيران في المنطقة.
ودلل عبدالرحمن بما أشار إليه المرشد الإيراني علي خامنئي، حينما أوصى القادة العسكريين بـ"الصبر الاستراتيجي"، وعدم المواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وأعرب الباحث في الشأن الإيراني أن لدى تل أبيب رغبة في استدراج واشنطن إلى حرب مع إيران، لمعالجة القضايا الأمنية العالقة بما فيها الملف النووي الإيراني.
صورة انتصار
وبدوره، رأى الدكتور بشير عبدالفتاح الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ومقره القاهرة، أن سياسة اغتيالات قيادات الفصائل الفلسطينية واللبنانية قد تقود إلى ردود انتقامية لكنها تظل تحت سقف محسوب، لكي لا تذهب المنطقة على حرب إقليمية كبرى.
وقال عبدالفتاح إن إسرائيل تستغل الحسابات الإيرانية الدقيقة من أجل الترويج لصورة نصر عبر عمليات نوعية تستهدف قيادات الحرس الثوري بعد عجزها عن إعلان النصر في غزة، وتحقيق الأهداف المعلنة؛ القضاء على حماس، واستعادة الأسرى، وإقامة منطقة آمنة.
وأشار الخبير المصري إلى أن واشنطن ترى في سياسة الاغتيالات فرصة للجم إسرائيل عن توسيع نطاق الحرب وتقليص العمليات العسكرية على الأرض، باعتبارها حققت نجاحا.
وأقدمت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية على اغتيال قيادات كبرى في حركة حماس وحزب الله اللبناني وقادة فيلق القدس.
وأكد عبدالفتاح ما ذهب إليه عبدالرحمن، إذ يرى أن إيران لن تغامر بمواجهة مباشرة مع إسرائيل، وأنها ستعتمد في أي عملية انتقامية على حلفاء إقليميين.
وتوقع عبدالفتاح أن تكثف إسرائيل من عمليات الاغتيالات لتسويق صورة نصر في الداخل، بعد عجزها عن تحقيق نتيجة ملموسة في قطاع غزة، إضافة إلى أن العمليات النوعية ستكفيها الاعتراضات المتزايدة بشأن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في القطاع.
كلمة الداخل
من جانبه، أشار الدكتور عارف نصر، الخبير المتخصص في الشأن الإيراني، إلى ملمح آخر يحدد مستوى الرد الإيراني، قائلا لـ"العين الإخبارية" إن طهرات التي تستعد لإجراء انتخابات برلمانية في مارس/آذار المقبل لا تميل إلى توسيع دائرة الصراع أو الانخراط فيه بشكل مباشر.
ورأى نصر أن الأزمات الداخلية في إيران تؤثر في مستوى الرد المحتمل، خاصة بعد جولة المناوشات الأخيرة مع باكستان.
وكانت إيران قد قصفت مواقع لمعارضين داخل الأراضي الباكستانية، الأسبوع الماضي، ما استدعى ردا باكستانيا بقصف مواقع لمتمردين على الأراضي الإيرانية قبل احتواء الأزمة دبلوماسيا مطلع الأسبوع الجاري.
ويتفق نصر أيضا في أن "طهران ستراعي قواعد الاشتباك، لا سيما أن هناك أزمات كبيرة داخلية وخارجية تقيد تحركها".
وأشار إلى أن طهران مقبلة على استحقاقات منها اختيار برلمان وكذلك مجلس خبراء يتماشى مع إرادة خامنئي، وهي لا تريد أن تفقد البوصلة.
aXA6IDE4LjIyNS4xNzUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز