توترات الحدود مع إيران.. اجتماع لقادة الأمن القومي بباكستان
في ظل التوتر مع إيران المجاورة، يجتمع كبار القادة المدنيين والعسكريين في باكستان، اليوم الجمعة، "لإجراء مراجعة أمنية".
وشنت باكستان ضربات على انفصاليين داخل إيران أمس الخميس، بعد يومين من إعلان طهران أنها قصفت قواعد لجماعة أخرى داخل الأراضي الباكستانية.
وسيترأس رئيس الوزراء المؤقت أنوار الحق كاكار اجتماعا للجنة الأمن القومي، لإجراء المراجعة بحضور جميع رؤساء الأجهزة، وفق وزير الإعلام الباكستاني مرتضى سولانجي.
وقال سولانجي لرويترز إن القرار يهدف إلى "مراجعة واسعة النطاق للأمن القومي في أعقاب الأحداث بين إيران وباكستان".
وتعد الضربات المتبادلة الأكبر من نوعها في السنوات القليلة الماضية وأثارت قلقا بشأن اتساع رقعة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأمس، قال مسؤول أمني باكستاني كبير إن "قواتنا المسلحة في حال تأهب قصوى وأي مغامرة خاطئة أخرى من الجانب الإيراني سنرد عليها بقوة"، بحسب رويترز.
كما اختصر رئيس الحكومة الباكستانية المؤقتة أنور الحق كاكار زيارته إلى دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي وقرر العودة للبلاد إثر المستجدات مع إيران.
عرض وساطة
التوترات دفعت بكين للإعلان عن استعدادها للتوسط بين باكستان وإيران، خاصة بعد سقوط قتلى من الجانبين جراء الضربات المتبادلة.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي دوري "يأمل الجانب الصيني بشكل صادق في أن يكون بإمكان الطرفين التهدئة وممارسة ضبط النفس وتجنّب تصعيد التوتر"، مضيفة "نحن على استعداد للعب دور بنّاء في خفض التصعيد في حال رغب الطرفان بذلك".
والخميس، أعلنت باكستان أنها نفّذت ضربات ضد "ملاذات إرهابيّة" في إيران، بعدما شنّت طهران ضربات داخل الأراضي الباكستانيّة في وقت سابق هذا الأسبوع.
وأكد الإعلام الرسمي الإيراني أن ثلاث نساء وأربعة أطفال قتلوا في الهجوم الذي وقع في جنوب شرق البلاد.
وقالت وزارة الخارجيّة الباكستانيّة في بيان إنّ "باكستان نفّذت الخميس سلسلة ضربات عسكريّة منسّقة جدا ودقيقة ضدّ ملاذات إرهابيّة في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانيّة"، مضيفة أنّ "عددا من الإرهابيّين قُتِلوا".
وأضافت "اتُّخذ التحرّك في ضوء معلومات استخباراتية موثوقة عن أنشطة إرهابية وشيكة واسعة النطاق".
ويأتي الهجوم بعدما أكدت إيران تنفيذ ضربات ضد "أهداف إرهابية" في وقت متأخر الثلاثاء في باكستان، في هجوم أعلنت إسلام أباد أنه أودى بحياة طفلين.
وأفادت الخارجية بأن باكستان "تحترم بشكل كامل سيادة وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وتابعت أن "الهدف الوحيد من التحرّك كان السعي للمحافظة على أمن باكستان ومصلحتها الوطنية التي تعد بالغة الأهمية ولا يمكن المساس بها".
ونددت الخارجية الباكستانية، الأربعاء، بما وصفته بأنه "انتهاك صارخ وغير مبرر لسيادة باكستان، قبل أن تستدعي سفيرها من إيران وتمنع المبعوث الإيراني الموجود حاليا في إيران من العودة.
واستهدف الهجوم الذي نفذ بالصواريخ والمسيّرات مقر مجموعة "جيش العدل" في باكستان، وفق ما أعلنت الحكومة الإيرانية، بعدما شنّت طهران أيضا هجمات في العراق وسوريا ضد ما وصفتها بأنها "مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة".
وتتبادل طهران وإسلام أباد الاتهامات مرارا بالسماح لعناصر مسلحة تنشط من أراضي كل منهما بإطلاق هجمات، لكن نادرا ما تتدخل القوات الحكومية من أي الجانبين.
aXA6IDMuMTM4LjEwMS4yMTkg
جزيرة ام اند امز