ما هو «جيش العدل» الذي أشعل الأزمة بين إيران وباكستان؟
كرة لهب تزداد اشتعالا بين إيران وباكستان على خلفية شن الأولى ضربات موجهة ضد أهداف في الأراضي الباكستانية، ورد الأخيرة دبلوماسيا وعسكريا.
وأثارت الضربات الإيرانية التي استهدفت جماعة جيش العدل في باكستان، المخاوف من توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط إلى مناطق أخرى خارجه، خاصة بعد أن ردت باكستان بقصف مماثل في الأراضي الإيرانية.
والثلاثاء الماضي، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن "إيران دمرت قاعدتين لجماعة جيش العدل للمسلحين البلوخ في باكستان بعد استهدافهما بصواريخ".
ما هو جيش العدل؟
تزعم إيران أن جيش العدل، الجماعة السنية المسلحة، تنشط عبر الحدود الباكستانية الإيرانية، وتتلقى دعماً من إسرائيل والولايات المتحدة، خاصة بعد أن أعلنت الحركة مسؤوليتها عن عدة هجمات على العناصر الأمنية الإيرانية خلال الفترة الماضية.
وجماعة جيش العدل هي حركة سنية مسلحة مناهضة للحكومة الإيرانية، تقول إنها "تسعى للعدالة والمساواة في إيران"، وتصنف نفسها على أنها "مدافعة عن حقوق السنة في إيران"، خاصة في إقليم سيستان وبلوشستان، المتواجد على الحدود بين إيران وباكستان وأفغانستان.
وتأسس جيش العدل بعد أشهر من إعدام إيران لزعيم حركة "جند الله" البلوشية، عبد المالك ريغي في يونيو/حزيران 2010 بتهمة "العمالة للولايات المتحدة"، وبدأت عملياتها المسلحة تحت قيادة صلاح الدين فاروقي.
وفي عام 2016، انضم إلى جيش العدل، جماعة صغيرة تعرف بـ"جيش النصر"، وهدفهما واحد "القتال من أجل حقوق متساوية للمسلمين السنة في إيران"، بحسب ما أعلنوا في ذلك الوقت.
وفقا لمقاطع مصورة لقائدهم صلاح الدين فاروقي، فإن أهداف جيش العدل هي "استعادة حقوق أهل السنة في إيران"، لذلك يعتبر نفسه "جماعة سنية إيرانية معارضة". كما يقول إن "النظام الإيراني لا يستخدم إلا لغة القوة والإذلال، فليس لدينا وسيلة أخرى سوى القوة للرد".
ووفق تقرير لموقع "فويس أوف أمريكا" الأمريكي، يقول جيش العدل إن عليه أن يقاتل "النظام الذي يهيمن عليه الشيعة في إيران، لأنه يضطهد الأقلية السنية".
وينشط جيش العدل في مناطق حدودية بين باكستان وإيران وأفغانستان، ويتمركز في محافظة بلوشستان في الأراضي الباكستانية، كما يتسلح بفضل تهريب الأسلحة من أفغانستان.
عملياتيا، يقوم جيش العدل بعمليات عبر الحدود مع إيران في سيستان-بلوشستان، حيث يستهدف قوات الأمن والجيش الإيراني.
وسبق ونفذ جيش العدل عدة تفجيرات داخل الأراضي الإيرانية، وخطف عناصر أمن. وفي فبراير/ شباط 2019، قتل 27 عنصرا من الحرس الثوري الإيراني في هجوم انتحاري على حافلتهم.
وتقول الاستخبارات الأمريكية إن جماعة جيش العدل والجماعة التي انبثقت منها "جند الله"، متورطين في عدة تفجيرات وهجمات في إيران، بينها محاولة الهجوم على الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عام 2005، وفق هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وتطلق إيران على جيش العدل، "جيش الظلم"، وتقول إنه يتلقى الدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل، رغم أن الحركة مدرجة ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية منذ عام 2010.
وقبل يومين، شنت إيران ضربات عسكرية استهدفت موقعين لجيش العدل في الأراضي الباكستانية، ما دفع الأخيرة إلى استدعاء سفيرها في طهران، ومنع السفير الإيراني من العودة إلى أراضيها.
قبل أن ترد باكستان عسكريا، الخميس، بشن "سلسلة ضربات عسكرية على مخابئ إرهابيين في إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني".
وقالت الخارجية الباكستانية، في بيان، إن "الضربات كانت دفاعا عن أمن باكستان ومصلحتها الوطنية".
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز