هل تهاجم إيران أمريكا إلكترونيا ردا على مقتل سليماني؟
خبراء أمن إلكتروني حذروا من أن الهجمات السيبرانية ربما تكون أحد السبل المحتملة التي تلجأ إليها إيران للانتقام لمقتل سليماني
حذر خبراء أمن إلكتروني من أن الهجمات السيبرانية (الإلكترونية) ربما تكون أحد السبل المحتملة التي تلجأ إليها إيران للانتقام من واشنطن بعد مقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني.
وكانت طهران تعهدت بالانتقام بعد أن أدت غارة لطائرة أمريكية مسيرة أمر بها الرئيس دونالد ترامب، فجر الجمعة الماضي، إلى مقتل الجنرال قاسم سليماني.
وكتب المحللان كين تالانيان وكيرك ماتيرن في مذكرة نشرتها شبكة "سي إن إن بزنس" الأمريكية: "لإيران تاريخ طويل من الهجمات الإلكترونية ذات الدوافع السياسية في جميع أنحاء العالم. غالبا ما تتبع الهجمات عن كثب التغييرات في العقوبات (الأمريكية)".
وأشارت "سي إن إن" إلى أنه من بين جميع الأدوات التي تملكها طهران للانتقام، بما في ذلك قواتها العسكرية، والوكلاء المدعومون من طهران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وعمليات التضليل الإعلامي القوية، يحذر الخبراء من أنها من المحتمل أن تحدث أضرارا من خلال هجوم عبر الإنترنت.
وفي السياق، قال كيرستين تود، العضو المنتدب لمعهد الجاهزية الإلكترونية: "قتل سليماني أحرز تقدما كبيرا في الصراع الأمريكي الإيراني".
وأضاف: "سيحاول الإيرانيون بالتأكيد الانتقام، قطعا في المنطقة وسيقومون أيضا بدراسة الخيارات في وطننا.. ومن بين الخيارات المتاحة لهم، الفضاء الإلكتروني الأكثر إلحاحا".
وتابع: "قدرات إيران ومواردها زادت، ويجب أن نتوقع محاولة إيرانية ضد بنيتنا الأساسية. لكن الحكومة الأمريكية تدرك نوايا وقدرات إيران وهي مستعدة لصدها".
بدوره، قال ستيفن بيلوفين، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة كولومبيا، لشبكة "سي إن إن بزنس"، إن الهجمات الإلكترونية لها مزايا قليلة. وقال: "أولا، يمكن إنكارها بشكل أكبر. إذا كان هناك هجوم صاروخي على قاعدة أمريكية أو تم اختطاف دبلوماسي، فذلك يمكن تعقبه بشكل أكثر سهولة. ثانيا، إنها لا تعرض جنودك للخطر".
وأشار إلى أن القراصنة في إيران لن يتمكنوا من اختراق أهداف صعبة مثل وكالة الأمن القومي الأمريكية "إن إس إيه" أو وكالة الاستخبارات المركزية "سي أي إيه" أو عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل وأمازون "لكن معظم الشركات ليست بالقوة نفسها".
وأوضح أن "الشيء الأكثر أهمية هو إدراك أن هذا سيكون بمثابة سباق ماراثون وليس سباقا قصيرا. قد يستغرق الأمر بضع سنوات لإيران لشن هجوم ضد هدف معين.. هل سيبقى الناس في حالة تأهب لفترة طويلة؟".
ويمكن أن تتأثر الشركات الأمريكية إذا استهدف المخترقون سلاسل الإمداد العالمية والبنية التحتية الأمريكية، مثل المرافق الكهربائية وشبكات الطاقة والمصانع والجسور والسدود.
ويقول خبراء إن العديد من الشركات لن تكون قادرة على الاستعداد لهجوم سيبراني إيراني، لكن يمكنها على الأقل حفظ البيانات إلى موقع آخر والتأكد من عمل نسخ احتياطية.
ومنذ أواخر عام 2011 إلى منتصف عام 2013، استهدف قراصنة إيرانيون البنوك الكبرى مثل "جيه بي مورجان تشيس"، و"بنك أوف أمريكا"، و"ويلز فارجو" بهجمات كبيرة "لتعطيل الخدمة"، ما جعل من الصعب على العملاء تسجيل الدخول إلى حساباتهم والوصول إلى أموالهم، ما أدى لانهيار مواقع البنوك على شبكة الإنترنت.
واتُهم سبعة إيرانيين في عام 2016 من قبل هيئة محلفين كبرى في نيويورك بتهمة الاختراق، والسبعة يعملون لدى شركتين إيرانيتين تابعتين للحكومة الإيرانية.
وقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مع نائب قائد مليشيا "الحشد الشعبي" العراقي أبومهدي المهندس في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي الجمعة.
وقاسم سليماني هو قائد فيلق القدس، منذ عام 1998، وهي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني والمسؤولة عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإقليمية لإيران ويبلغ من العمر 62 عاما.
وأبومهدي المهندس هو جمال جعفر محمد علي آل إبراهيم، ويتولى منصب نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق ويبلغ من العمر 66 عاما.
وكانت عناصر من مليشيا كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران اقتحمت، الثلاثاء، مقر السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، بعد مقتل عشرات المسلحين بينهم قياديون، في ضربات جوية استهدفت منشآت تابعة للمليشيا التابعة لإيران.