معارضون إيرانيون يفضحون استبداد نظام الخميني على مدار 40 عاما
معارضون إيرانيون يسلطون الضوء على القمع والاستبداد طوال العقود الماضية في ظل حكم نظام ولاية الفقيه.
سلط عدد من المعارضين الإيرانيين الذين عاصروا أحداث صعود الخميني للسلطة قبل 40 عاما، الضوء على العنف والاستبداد من نظام ولاية الفقيه تجاه منتقديه طوال العقود الماضية، فضلا عن تدهور أوضاع إيران بشكل غير مسبوق.
وقال محمد ملكي أول رئيس لجامعة طهران بعد عام 1979، في رسالة مفتوحة نُشرت عبر شبكة الإنترنت، إن الإيرانيين تحولوا إلى ضحايا الاستبداد باسم الدين طوال 4 عقود من حكم النظام الحالي.
- بومبيو: الخميني وعد الإيرانيين بمستقبل مشرق ولم يبق لهم إلا الفساد
- إيران بعد 40 عاما من ثورة الخميني.. عزلة دولية وفقر مدقع
وأضاف ملكي، في رسالته، أن الإيرانيين تبخرت أحلامهم في التخلص من ويلات تعذيب منظمة الاستخبارات "السافاك" التابعة للأسرة البهلوية التي أطاحت بها تحركات الخميني وأتباعه في نهايات سبعينيات القرن الماضي، لتتحول بعدها إلى الديكتاتورية الأعنف تاريخيا.
وأوضح الرئيس الأسبق لجامعة طهران أن الشعب الإيراني كان يتصور أنه برجوع الخميني من منفاه وسقوط الحكم البهلوي الملكي ستأتي الملائكة وترحل الشياطين، لكن دماء من رفعوا شعارات الحرية والاستقلال لم تجف حتى الآن.
وأعرب ملكي عن أسفه لثقته ورفاقه من الشباب بالخميني خلال تلك الفترة، معتبرا أن الجلادين قدموا أنفسهم للناس على أنهم مخلصون لهم، مطالبا الأجيال الجديدة بالحذر والحيطة في اختيار الطريق الصحيح بغية اقتلاع كل أشكال الاستبداد في إيران من جذورها.
في السياق ذاته، نشر كل من المعارضين الإيرانيين البارزين أبوالفضل قدياني، وعلي رضا رجائي مقالا مشتركا، اعتبرا في سياقه أن النظام الإيراني الحالي مثل غريق مكبل اليدين والقدمين وسط أمواج الأزمات التي تهاجمه يوميا من كل ناحية.
وذكر قدياني ورجائي في مقالهما عبر منصة "زيتون" الإخبارية الإصلاحية أن أي تيار سياسي منصف لا يستطيع إنكار هذا الأمر الواقع في إيران حاليا، لافتين إلى أن نظام ولاية الفقيه يمارس سلسلة من الخداع الأيديولوجي والقمع السياسي منذ 40 عاما.
ودعا الناشطان اللذان عاصرا أحداث صعود الخميني التيارات المعتدلة في البلاد إلى التصدي للقوانين المعيبة، والقمع تجاه المحتجين، وكذلك السياسات الخاطئة التي ينتهجها المرشد الإيراني علي خامنئي.
وبالتزامن مع حلول الذكرى الأربعين للثورة الخمينية، اعترف مسؤولون إيرانيون بأن الأوضاع الاقتصادية في البلاد تدهورت بشكل غير مسبوق، وأوضحوا في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن التضخم وتدني معدلات النمو لم يصلا من قبل إلى المعدلات الكارثية الحالية.
وقال فرهاد دج بسند وزير الاقتصاد الإيراني إن الظروف الحالية داخل البلاد أسوأ من فترة حرب السنوات الثماني مع العراق (1980-1988)، معتبرا أن مؤشرات التضخم وتدني النمو الاقتصادي لم يصلا إلى هذا المستوى المتدهور.