الحرس الثوري الإيراني ومجزرة "سراوان".. "رايتس ووتش" تطالب بالتحقيق
قتلى وجرحى بصفوف عمال الوقود بنيران الحرس الثوري الإيراني، في مجزرة يحاول النظام التكتم عليها، فيما تفضحها المقاومة والمنظمات الحقوقية.
منظمة "هيومن رايتس ووتش" دعت، الجمعة، طهران إلى التحقيق في استخدام القوة المفرطة من جانب الحرس الثوري، وإطلاق نار استهدف أشخاصا كانوا يحاولون إدخال وقود إلى باكستان المجاورة، ما أسفر عن قتلى وجرحى.
والخميس، دعت المنظمة الحقوقية، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، إيران إلى "التحقيق بشفافية" في استخدام قوات الأمن الحكومية للقوة المفرطة في محافظة سيستان وبلوشستان الإثنين الماضي.
ونقلت عن نشطاء محليين قولهم إن 10 أشخاص على الأقل من قومية البلوش، قتلوا، وأصيب 5 آخرون، في منطقة سروان الحدودية قرب باكستان.
ووفق بيان اليوم، قالت "رايتس ووتش" إن الحرس الثوري الإيراني قطع طريقا يستخدم لنقل الوقود قبل إطلاق النار على ما يبدو على أشخاص كانوا يحاولون إعادة فتحه.
وفجر قمع الحرس الثوري الغضب حيث قام متظاهرون بمهاجمة مبان حكومية في كل من سراوان وزاهدان عاصمة سيستان بلوشستان.
ونقل البيان عن باحثة إيران بالمنظمة، تارا سبهري فر، قولها: "على السلطات الإيرانية إجراء تحقيق شفاف ونزيه على وجه السرعة في إطلاق النار على حدود سراوان".
وأضافت: "على السلطات محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وتعويض الضحايا بشكل مناسب، والتأكد من اتخاذ حرس الحدود أقصى الاحتياطات لاحترام الحق في الحياة وحقوق الإنسان الأخرى".
والثلاثاء، قال نائب محافظ سيستان وبلوشستان للشؤون الأمنية محمد هادي مرعشي، في تصريحات إعلامية، إن إطلاق النار بدأ من الجانب الباكستاني من الحدود، مشيرا إلى مقتل شخصين.
فيما نقل إعلام إيراني رسمي، أمس الخميس، عن محافظ سيستان وبلوشستان علي أحمد موهبتي، قوله إنه أبلغ ممثلي زعماء القبائل في المنطقة بمقتل 3 أشخاص في الحادث نفسه.
ويرى مراقبون أن طهران التي غالبا ما تتكتم أو تقدم حصيلة أقل لضحاياها في سيستان بلوشستان، تعتبر هذه المحافظة مشكلة أمنية بالنسبة لها، وهذا ما يجعلها تطلق ذراع الحرس الثوري لارتكاب شتى أنواع الانتهاكات فيها.
سراوان تشتعل
المقاومة الإيرانية كشفت، الأربعاء، مقتل 40 محتجا على الأقل وإصابة العشرات، برصاص الحرس الثوري الإيراني في مدينة سراوان جنوب شرقي البلاد.
وتصاعدت حدة المظاهرات بالمدينة احتجاجا على مقتل عدد من عمال الوقود برصاص الحرس الثوري، في إطار انتفاضة واسعة شملت 8 مدن أخرى.
المقاومة الإيرانية قالت إن أهالي قرية كشتكان التابعة للمدينة تجمعوا أمام قاعدة الحرس الثوري، إلا أن الأخير قام بفتح النار عليهم.
ورد السكان المحتجون برشقهم بالحجارة وحطموا باب القاعدة، قبل أن تصل تعزيزات من زاهدان وخاش وبعض المدن الأخرى إلى سراوان.
ووفق المصدر نفسه، أسفر قمع الحرس الثوري عن مقتل 40 محتجا على الأقل، وإصابة أكثر من 100 آخرين نقلوا إلى المستشفى خلال الهجمات الوحشية التي شنها الحرس وقوات قمعية أخرى على سكان سراوان العزل والمحرومين، مشيرا إلى أن بعض الجرحى في حالة حرجة.
وفي الأثناء، قطعت السلطات الإنترنت في سراوان لمنع انتشار أخبار جرائمها، كما تم إغلاق طرق إلى هذه المدينة.
وتشهد مدينة سراوان الحدودية مع باكستان انتفاضة ضد النظام، تخللها إضرام للنيران في إطارات السيارات مع حلول الليلة الماضية.
وبدأت الأحداث في التصاعد عقب إغلاق قوات حدودية تعرف باسم "مرصاد" تابعة للحرس الثوري، طريق مرور شاحنات الوقود إلى داخل باكستان، ما أثار غضب عمال نقل الوقود من قومية البلوش التي تقطن مناطق جنوب شرقي إيران.
وتظاهر العشرات من عمال نقل الوقود، الإثنين، أمام مقر الحرس الثوري في منطقة سراوان الحدودي، للمطالبة بإعادة فتح طريق لهم، لكن عناصر الحرس الثوري أطلقت النار عليهم ما أوقع قتلى وجرحى بينهم.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg
جزيرة ام اند امز