إيران.. روحاني يبدأ فترته الثانية بالخضوع للتيار المتشدد
روحاني يبدأ فترته الرئاسية الثانية بالخضوع للتيار المتشدد.. فكيف ذلك؟
بعدما صدق المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الخميس، على تعيينه رئيساً، يبدأ حسن روحاني فترته الرئاسية الثانية تحت ضغط شديد "مزدوج" من المعارضين له داخل كل من التيارين المتشدد والإصلاحي على حد سواء.
- خامنئي يعتمد روحاني رئيسا لفترة ثانية.. وهجوم المتشددين يبدأ مبكرا
- الحرس الثوري الإيراني لـ"روحاني":أقرضنا حكومتكم 6 مليارات دولار
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه تم إخراج شقيق روحاني من السجن بعد اعتقاله في يوليو بتهم فساد، يقول خبراء إنها رد سياسي على إعادة انتخاب الرئيس، مشيرة إلى أن صفقة نفط رئيسية تفاوض فيها روحاني مع شركة فرنسية أدت إلى نشوب اتهامات بأنه يبيع البلاد مقابل مصالح أجنبية.
الآن، وبينما تستعد إيران لحفل تنصيب روحاني لفترة ثانية، السبت، تشعر بعض من القوى التي ساعدت في حصوله على 24 مليون صوت في مايو بالقلق من عدم وفائه بوعوده إزاء تعيين نساء وشباب في حكومته المكونة من 18 عضواً؛ حيث سيتولى المرشد الأعلى علي خامنئي تقديم الترشيحات، باستثناء وزير الاقتصاد الذي منح روحاني حق اختياره ليحمّله مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وقالت جيلا بانياغوب، إحدى المدافعات عن حقوق المرأة، إنها أُبلغت منذ 10 أيام بعدم وجود وزيرة ضمن تشكيلة الحكومة، مضيفة: "دعمناه خلال الحملة، لكن الآن لا مكان لنا. يبدو أن السيد روحاني لا يؤمن بقدرات النساء، هذا أمر مخيب للآمال جداً".
يقول خبراء إن اللحظة الحالية على وجه التحديد تمثل صعوبة خاصة. فيقول فاضل ميبودي، رجل دين شيعي من مدينة قم التي تدعم التغيير في إيران، إن "روحاني يواجه ضغوطاً جادة، ربما الكثير منها، ودعونا نواجه الأمر، بأنه لا يملك الكلمة الأخيرة في كثير من القضايا".
الأمر الوحيد الذي يقع ضمن سلطات روحاني رئيساً هو أمر تشكيل حكومته، والمقرر أن تجرى بعد التنصيب، السبت، لكن كثيراً من دعاة الإصلاح يقولون إنه تشاور مع خامنئي بشكل أكبر من المعتاد، فيما يتعلق باختيار الوزراء، وذلك بدلاً من قيامه هو شخصياً بترشيحهم.
لكن جرت العادة على قيام المرشد الأعلى باختيار الوزراء في بعض الحقائب الحساسة، مثل وزارة الخارجية وأولئك ممن يشرفون على الاستخبارات والنفط، لكن ليس الثقافة والرياضة والنقل والصحة والعمل، ويقول محللون إن روحاني قرر إشراك خامنئي بصورة أكبر في هذا الأمر كضمانة ضد الهجمات المحتملة من أصحاب التيار المتشدد ضد الحكومة القادمة.
وكان كثير من كبار مؤيدي روحاني يأملون أن تتضمن الحكومة الجديدة جيلاً جديداً من السيدات والشباب والساسة الجسورين المستعدين لتطبيق أجندة روحاني وكبح نفوذ التيار المتشدد.
لكن بدلاً من ذلك، يبدو أن الوزراء سيكونون عبارة عن مزيج من التكنوقراط كبار السن، والمعتدلين من أصحاب سياسة عدم إثارة المشاكل، وحتى البعض من أصحاب التيار المتشدد، ويقول إصلاحيون إن الحقائب الـ18 ستمنح للرجال؛ مما يحطم الآمال التي بنيت خلال حملة روحاني.
وقال البرلماني محمود الصادقي إن "الرئيس أشار إلى قيود وقال إنه لن يكون قادراً على استخدام النساء"، مضيفاً: "لكنه أشار إلى أن المرشحات سيتم تعيينهن مديرات ونائبات للرئيس، وأنه سيتم تغيير الحكومة لاحقاً، وعندها يمكن الاستفادة من السيدات".
لكن هذا ليس مرضياً بالنسبة للسيدة بانياغوب، التي قالت: "لقد قدمنا له قائمة بأسماء سيدات مؤهلات، لكنهم اختاروا مسؤولين غير مؤهلين، ومرة أخرى لا تحصل المرأة على فرصة لاكتساب الخبرة للحكم".
تأتي المشاركة الكبيرة لخامنئي في اختيار الوزراء بالحكومة وسط معارضة من أفراد التيار المتشدد ضد تقريباً كل خطوة يقوم بها روحاني منذ إعادة انتخابه في مايو.
حتى أن المرشد الأعلى نفسه انتقد الرئيس بشأن سياساته الثقافية، قائلاً إن حكومته متساهلة للغاية تجاه ما يطلق عليه روحاني "التغريب"، أي اعتناق الفكر الغربي.
لكن الآن يعيش داعمو روحاني حالة من القلق؛ خوفاً من قيام الرئيس بتبني البراجماتية أو الواقعية على الوعود التي قطعها، ما يعني عدم تنفيذها بسبب هيمنة المرشد على المشهد السياسي وتلابيبه في إيران.