ذكرى استقلال لبنان.. دعوات للتخلص من عدوانية حزب الله وإيران
أحيا لبنان، الإثنين، ذكرى استقلاله الـ78 عن فرنسا، في وقت تتقاذفه الأزمات سياسية كانت أو اقتصادية، ووسط دعوات للتخلص من عدوانية حزب الله وتدخلات إيران.
وتأتي ذكرى الاستقلال في أحلك الظروف التي يعيشها هذا البلد العربي، والتي لم تتوقف عند حدود المعاناة الاقتصادية فحسب، إنما طالت المجال السياسي وضربته بسلسلة تصدعات تدور جميعها حول سيطرة مليشيات "حزب الله" على القرار السياسي.
وتسبب تحكم "حزب الله" في القرار السياسي في لبنان، في أزمة تاريخية غير مسبوقة مع الدول الخليجية والعربية، بالإضافة إلى شل عمل الحكومة اللبنانية بشكل كامل في وقت يحتاج فيه الشعب إلى اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بحياته ومعيشته.
وخلال الأيام الماضية، عانى لبنان تداعيات أزمة ثقيلة مع الدول الخليجية والعربية إثر تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي، تسيء للدور الإنساني السعودي والإماراتي في اليمن.
كما ترتب على الأزمة شل الحكومة؛ إذ يرفض رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عقد اجتماع لمجلس الوزراء اللبناني إلا بعد استقالة قرداحي.
"كوكب آخر"
وفي هذا السياق، قال النائب في حزب "القوات"، فادي سعد، إن: "من يحتفلون في عيد الاستقلال، وخاصة المسؤولين، يعيشون في كوكب آخر مختلف عن ذلك الذي يعيش فيه اللبنانيون الذين يعانون من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية".
وتابع أن "الشعب يعاني، في وقت يعجز فيه المسؤولون عن اتخاذ قرار لعقد جلسة للحكومة، وينتظرون أن يسمح لهم المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية بذلك"، في إشارة إلى أمين عام حزب الله، حسن نصرالله.
وأضاف سعد في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، قائلا:"من المؤسف أن يكون لبنان محكوما بطبقة سياسية فاسدة، وهي التي جعلته بعيدا عن محيطه العربي وأساءت لعلاقاته الخارجية والعالم المتقدم".
ومضى قائلا: "اتجه لبنان شرقا كما يريد حزب الله وبالتواطؤ مع رئيس الجمهورية "ميشال عون" وأصبحنا محكومين بالسلاح والفساد معا على حد سواء ونتيجة الأمرين كارثية على البلد والشعب".
لذلك، يرى سعد أن المحاسبة يجب أن تبدأ ضد الفساد الذي كرسته هذه السلطة وسلاح حزب الله الذي يتحكم بلبنان، مضيفا "هذا الأمر بدأ يتحقق في الانتخابات في الجامعات، ولا بد أن يكتمل في الانتخابات النيابية المقبلة، إذ تحمل الأمل بالتغيير".
احتلال إيراني
بدوره، يؤكد الوزير والنائب السابق أحمد فتفت أن لبنان يحتفل بذكرى الاستقلال وهو واقع تحت الاحتلال الإيراني وإن كانت القوى المحتلة؛ أي حزب الله، تحمل الجنسية اللبنانية، لكنها مسلّحة وممولة من إيران.
ويقول "فتفت" لـ"العين الإخبارية" إن: "هذه القوى لا تكتفي بالاحتلال وإنما تعمل على تعطيل الدولة بمؤسساتها عندما لا يعجبها أمر ما"، مضيفا: "هذا ما يحصل منذ العام 2006 وحتى اليوم".
ولفت إلى تعطل جلسات الحكومة بقرار من حزب الله الذي يريد التخلص من قاضي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، طارق البيطار، مضيفا أن حزب الله "يريد تدمير مقومات الدولة وهذا التعطيل يصب في هذا الاتجاه، ليتمكن من السيطرة أكثر وأكثر".
ورغم هذا الواقع الصعب، يرى فتفت أن مواجهة حزب الله ممكنة بأساليب مختلفة، لافتا إلى أن هذه الخطوة يجب أن تكون مدعومة من الخارج.
الوزير والنائب السابق أوضح أيضا، أن "الانتخابات النيابية المقبلة قد تكون جزءا من هذه المواجهة وهذا التغيير الذي لا بد وأن يحصل"، مضيفا "لا خيار لنا إلا مواجهة حزب الله لاستعادة الاستقلال ودورنا وعلاقاتنا مع الدول العربية التي لطالما كانت تقف إلى جانب لبنان".
"دويلة تتحكم بدولة"
وعن ذكرى الاستقلال، قال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة: "ها هم اللبنانيون يرون بأم العين كيف فقدوا استقلال بلدهم الذي تسيطر عليه دويلة حزب الله".
وأضاف في حديث تلفزيوني: "أي بعبارة أخرى، لبنان الآن أصبح عمليا محتلا من قبل الحزب، وهو الذي تأسس في لبنان في العام 1982 واكتسب قبولا لدى اللبنانيين من أجل أن يستعيد لبنان سيادته واستقلاله وكرامته بطرد المحتل الإسرائيلي".
واستطرد قائلا "ما حصل بعد ذلك، هو أن هذا السلاح وبدل من أن يكون موجها نحو العدو، فإنه أصبح موجها نحو صدور اللبنانيين".
ومضى قائلا: "في هذا اليوم، يتذكر اللبنانيون وبأسى كيف أصبحت دولتهم تسيطر عليها وتتولى السلطة فيها دويلة حزب الله والأحزاب المنضوية معها، ولمصلحة إيران".
جبهة سلمية
أما النائب نهاد المشنوق، فدعا إلى "إطلاق المواجهة عبر جبهة سياسية سلمية تقاوم الاحتلال السياسي الإيراني لقرار الدولة اللبنانية".
وانطلق في دعوته من "ثلاث شرعيات في لبنان لا رابع لهم: مبادرة البطريرك بشارة الراعي عن الحياد، والجيش اللبناني الذي يضم كل اللبنانيين ومعه القوى العسكرية الأخرى المعنية بحفظ وحدة لبنان وحماية أراضيه واستقرار وضعه الأمني".
أما الشرعية الثالثة فهي الجبهة الوطنية السياسية لمقاومة الاحتلال؛ محور الدعوة التي وجهها المشنوق، على حد قوله.
وقال المشنوق إن "لبنان يعيش أزمة سياسية لها نتائج اقتصادية ومالية ونقدية، ولا مخرج من جهنم النتائج إلا بحل سياسي، يبدأ من إيجاد إطار يعيد سلاح حزب الله إلى غمده اللبناني باستراتيجية دفاعية وطنية تضع قرار الحرب والسلم في يد الدولة، والدولة فقط".
ويحتفل لبنان بالذكرى الـ78 لاستقلاله وسط أحداث متسارعة لحقت بالبلاد عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب العام الماضي، والذي أدخل البلاد في نفق أكثر ظلمة من قبل.