ظريف يقايض مرشد إيران.. رفع اليد عن المفاوضين مقابل هذا الثمن
تظهر بين الحين والآخر الانقسامات في صفوف النظام الإيراني فيما يخص الرغبة في الوصول إلى اتفاق حول الملف النووي.
فالتيار المتشدد يدفع نحو إفشال المفاوضات الجارية حاليا في العاصمة النمساوية فيينا، خوفا على حظوظ مرشحيه بالفوز بالرئاسة في انتخابات يونيو المقبلة.
ويرغب الإصلاحيون في العودة إلى ما قبل خطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق الموقع عام 2015، وعدّ في وقته أكبر مكسب سياسي لهذا التيار.
جديد هذا الصراع المستعر أظهرته رسالة مسربة نشرها الإعلام الإيراني اليوم الأحد، وكشفت عن سعي وزير الخارجية محمد جواد ظريف المحسوب على الإصلاحيين، إلى مقايضة المرشد الأعلى علي خامنئي، برفع يده عن الضغط على المفاوضين في فيينا، مقابل انسحاب ظريف من السباق الرئاسي.
صعود ظريف
الرسالة المرسلة منذ مدة حسب ما أفاد مقرب من وزير الخارجية الإيراني، لموقع "رويدار 24" المحلي تأتي بعد صعود اسم ظريف مؤخرا في نتائج استطلاعات رأي إعلامية، حيث زاد مؤيدو ترشيحه للرئاسيات المقررة في 18 يونيو/حزيران المقبل.
وحصل ظريف على أكثر الأصوات المؤيدة بعد إبراهيم رئيسي وحسن الخميني (حفيد آية الله الخميني) ومحمد باقر قاليباف.
وألمحت وسائل الإعلام الإيرانية التي أجرت الاستطلاع إلى أنه في حالة موافقة الإصلاحيين على ظريف، فإن فرص فوزه ستكون كبيرة.
وبالعودة للرسالة فقد كتب ظريف إلى المرشد الأعلى يدعوه إلى إنهاء الضغط على فريق التفاوض النووي في محادثات فيينا، مؤكدا أنه لن يخوض الانتخابات المقبلة.
زهد في الرئاسة
ومتحدثا عن فحوى الرسالة قال المصدر المقرب من ظريف للموقع الإيراني إن وزير الخارجية يريد التفاوض في إطار "المصالح الوطنية"، ونجاح المفاوضات أهم بالنسبة له من الترشح للانتخابات الرئاسية.
وقال المصدر إن ضغط التيار المتشدد على فريق التفاوض زاد كثيرا لدرجة أن ظريف اضطر لطلب المساعدة من خامنئي، لأن معارضي الاتفاق النووي خلقوا أجواء تخوين للفريق المفاوض حاليا في فيينا.
ولفت موقع "رويدار24" إلى معارضة جدية في في التيار المتشدد لمفاوضات فيينا، بالتزامن مع حملة إعلامية مسعورة، لإضعاف موقف الفريق الدبلوماسي، وإظهار فشل محادثات إحياء الاتفاق النووي.
وذكر الموقع الإيراني أن بعض المتشددين يرون أن نجاح المفاوضات الحالية في فيينا، قد يضر بالتيار المحافظ في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وأضاف في ذات السياق أنه من المرجح أن تؤدي نتيجة إيجابية للمفاوضات إلى زيادة إقبال الناخبين على الاقتراع، وبالتالي تقليص حظوظ مرشح المتشددين.
وعلى بعد أقل من شهرين على يوم الاقتراع المرتقب، لم يعلن التيار الإصلاحي بعد مرشحه للانتخابات، ولم يعد يحق للرئيس الحالي حسن روحاني الترشح بعدما شغل المنصب لولايتين متتاليتين.
وتتصدر مرشحي التيار المحافظ هذا العام أسماء قادة بارزين في الحرس الثوري، ومتشددون مقربون من المرشد الإيراني، أبرزهم مستشاره الجنرال حسين دهقان، الأقرب لخلافة روحاني؛ وفق محللين وتقارير إعلامية.
وتحدث الإصلاحيون عن اسمين كمرشحين محتملين: الرئيس السابق محمد خاتمي ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، الذي يكرر عدم رغبته في الترشح.
ومنتصف الشهر الجاري، انطلقت جولة جديدة من المحادثات النووية في فيينا، في مفاوضات تعتبر الأولى بعد هجوم استهدف محطة "نطنز" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، وقرار طهران رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60%.
وكانت الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران قد قالت في وقت سابق إنها لمست تقدما في أول جولتين من المفاوضات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة لكن لا تزال هناك عقبات كبيرة ينبغي التغلب عليها.
وستتواصل المحادثات الأسبوع المقبل، حيث يوجد وفد أمريكي في مكان آخر بفيينا مما يسمح لممثلي القوى الخمس بالتنقل بين الطرفين لأن إيران رفضت إجراء محادثات مباشرة.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز