إيران ومزدوجو الجنسية.. ورقة ابتزاز تتحدى مفاوضات فيينا
بهدف الابتزار، تلوح إيران بورقة مزدوجي الجنسية ممن تزج بهم في سجونها بتهم ملفقة تستهدف تحسين شروط التفاوض في ملفات شائكة.
دومينيك دادلي، الكاتب البريطاني والخبير في شؤون الشرق الأوسط والخليج، قال في مقال منشور بمجلة "فوربس" الأمريكية، إن محادثات فيينا حول الملف النووي الإيراني، وفرت فرصة لأقارب أصحاب الجنسيات المزدوجة للضغط من أجل قضيتهم، غير أنه حتى الآن لم تكن هناك مؤشرات تذكر تفيد بإحراز تقدم وسط وجود دلائل تفيد بأن إيران تنوي استغلالهم كورقة ضغط سياسية.
وأضاف دادلي أن مصير السجناء هو واحد من بين عدة قضايا على هامش المفاوضات الخاصة بالاتفاق الذي تخلت عنه الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وتخلت طهران عن التزاماتها فيه.
وأشار الكاتب البريطاني إلى أن أقارب أولئك القابعين داخل السجون في إيران كانوا يبذلون قصارى جهدهم لجعل أصواتهم مسموعة، وفي وقت سابق من الشهر، أرسلت عائلتا مواطنين نمساويين إيرانيين خطابًا إلى وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شاللنبيرج تطالباه فيه ببذل المزيد لتأمين إطلاق سراحهما.
وقال أقارب كامران غادري ومسعود مصاحب إنهم أصيبوا بخيبة أمل من نهج وزير الخارجية النمساوي تجاه القضية، الأمر الذي أعطى انطباعا بعدم الالتزام أو غياب الإرادة.
لكن المسؤولين النمساويين أنكروا تجاهلهم للمسألة، وقال وزير الخارجية في بيان إن مصير غادري ومصاحب سيظل في مقدمة جدول أعمالهم، مؤكدًا استمرار مطالبتهم بالإفراج غير المشروط عنهما خلال جميع اتصالاتهم مع الحكومة الإيرانية على جميع المستويات.
وبالرغم من ذلك، بحسب الكاتب البريطاني، لم تكن هناك أي مؤشرات من إيران على أن مثل تلك الجهود كانت مؤثرة، ولم تذكر أسماء غادري ومصاحب في التقارير الخاصة بالمحادثات بوسائل الإعلام الإيرانية التابعة للدولة.
ويقضي كل من غادري ومصاحب عقوبة بالسجن عشر سنوات في سجن إيفين سيئ السمعة في طهران، بعد إدانتهما بالتجسس في 2016 و2019 على التوالي. فيما يؤكد أقاربهما أن اعترافاتهما جاءت بعد تعذيبهما.
رهائن السياسة
ومينيك دادلي قال أيضا إن النمسا، مثل الحكومات الأخرى التي يواجه مواطنوها أزمات مماثلة، تصطدم بحقيقة عدم اعتراف إيران بالجنسية المزدوجة، وبالتالي تقول إن "الاحتمالات أمام البعثات الدبلوماسية لمنح حماية قنصلية محدودة للغاية أو أحيانا حتى منعدمة".
وأضاف دادلي أن غادري ومصاحب هما اثنان فقط من عدد كبير من الأشخاص الذين تحتجزهم السلطات الإيرانية، فيما وصفه ناشطون بـ"حملة الدولة لأخذ رهائن".
وعام 2017، أفادت وكالة "رويترز" بأن الحرس الثوري الإيراني اعتقل ما لا يقل عن 30 شخصًا من مزدوجي الجنسية في العامين السابقين.
كما أشار دادلي إلى أن مصير السجناء البريطانيين في إيران تلقى ضربة أخرى هذا الشهر مع الأنباء التي تحدثت عن تأجيل دعوى تسديد ديون تدين بها المملكة المتحدة لإيران، لافتًا إلى أنه لم يتم تقديم أسباب لمزيد من التأجيل.
وقال إن إيران ربطت في الماضي بين احتمال الإفراج عن نازانين زاغاري راتكليف بدفع الأموال التي تتعلق بعقد دبابات يرجع تاريخه لثورة عام 1979.
كما تحدث دادلي عن مسألة أخرى ربما تحاول إيران الاستفادة منها وهي وضع الإيرانيين المحتجزين في السجون الغربية، بمن فيهم المدانون بمحاولة الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على بلادهم.
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز