إيران في أسبوع.. حظر إمبرطورية فساد خامنئي وانهيار داخلي
أسبوع مضي في إيران شهد عددا من الأحداث السياسية، أبرزها العقوبات الجديدة ضد طهران التي وقّع عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
أسبوع مضي في إيران شهد عددا من الأحداث السياسية، أبرزها العقوبات الجديدة ضد طهران التي وقّع عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي طالت هذه المرة ممتلكات ومكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، المعروف باستحواذه على إمبراطورية مالية ضخمة للغاية.
وعلى النقيض من حديث خامنئي مراراً عن طبيعة حياته البسيطة خلال خطاباته أمام الموالين له في مناسبات مختلفة، تكشف روايات متواترة حجم الثروات التي يمتلكها المرشد، باعتباره أعلى هرم السلطة في نظام ولاية الفقيه، المسيطر على حكم إيران منذ 40 عاماً.
وعلى الرغم من السرية الشديدة المفروضة على حياة خامنئي وعائلته بالكامل، تشير تقرير عديدة خلال السنوات الأخيرة إلى أن إجمالي ثرواته التي يديرها مكتبه رأسا، فضلاً عن مؤسسات أخرى تتراوح بين 95 مليار دولار أمريكي إلى نحو 200 مليار دولار أمريكي.
وترتكز إدارة الجزء الأكبر من ثروة خامنئي في يد مؤسسة تعرف باسم "تنفيذ أوامر الإمام" جرى تأسيسها بواسطة المرشد السابق الخميني، بهدف مصادرة ممتلكات تعود لمعارضين بعد سيطرة النظام الثيوقراطي على الحكم والإطاحة بالنظام الملكي عام 1979.
وتتنوع أنشطة مداخيل إمبراطورية خامنئي غير الخاضعة لأي إشراف حكومي أو نيابي بين قطاعات عدة أبرزها الإنتاجي والخدمي والنفطي والمصرفي والعلاجي وأخيراً مزارع لتربية النعام (تدر عوائد باهظة سنوياً في إيران).
انهيار داخلي
أجمع مراقبون دوليون بارزون أن العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن ضد مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي وعدد من قادة مليشيا الحرس الثوري تكشف حجم الفساد الضخم الذي يعيش فيه نظام ولاية الفقيه منذ ظهوره للعلن عام 1979.
واستطلعت إذاعة صوت أمريكا (ناطقة بالفارسية ومقرها الولايات المتحدة) آراء عدد من هؤلاء المراقبين المهتمين بالشؤون الإيرانية، حيث لفت مارك دوبويتز الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية إلى أن العقوبات تستهدف مباشرة الإمبراطورية المالية لخامنئي، وكذلك أذرعها التي تشمل قطاعات تجارية ومصرفية وصناعية مختلفة.
وتطرق مايكل روبن الباحث في معهد إنتربرايز الأمريكي للأبحاث السياسية إلى أن المشكلة الرئيسية بالنسبة إلى الشعب الإيراني تتمثل في القيادة الحالية التي يتموضع على رأسها رجال الدين المتشددون طوال 40 عاما، لافتا إلى أن خطوة العقوبات الأمريكية كان ينبغي البدء بها منذ فترات مضت.
واعتبر الباحث الأمريكي أن زيادة العقوبات الاقتصادية دون اللجوء إلى شن ضربات عسكرية أو حتى الجلوس على طاولة مفاوضات مع نظام طهران ستؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار هذا النظام من الداخل.
مزيد من العزلة
قال المحلل السياسي الإيراني علي أفشاري، الإثنين، إن استهداف نظام طهران الطائرة الأمريكية المسيرة ستكون له عواقب وخيمة وتداعيات سلبية على المستويين الاقتصادي والسياسي.
وأكد أفشاري وهو معارض لنظام طهران ومقيم في واشنطن، أن نظام ولاية الفقيه سيتراجع إلى الوراء، خشية رد فعل قوي من واشنطن، وذلك بعد إسقاط بلاده طائرة بدون طيار أمريكية الصنع، قبل أسبوعين.
واعتبر أفشاري، في سياق تحليل موجز نشرته إذاعة "فردا"، التي تتخذ من براغ مقراً لها، أن "استهداف الطائرة الأمريكية المسيرة من قبل مليشيا الحرس الثوري الإيراني لم تكن إلا خطوة بهدف الاستعراض العسكري".
وأضاف الناشط بمجال الدفاع عن حقوق الإنسان أن الخطوة نفسها ستكون لها تداعيات سلبية على المستويين الاقتصادي والسياسي بالنسبة لنظام طهران، وذلك في إطار خطة واشنطن وحلفائها لفرض أقصى ضغط ممكن على النظام الإيراني.
مخاوف الحرب
رصد تقرير إخباري مخاوف إيرانيين في الداخل من اندلاع حرب وشيكة إثر تورط مليشيا الحرس الثوري الإيراني في إسقاط طائرة أمريكية مسيرة في المجال الجوي الدولي بمضيق هرمز.
وأوضحت إذاعة زمانه (ناطقة بالفارسية وتتخذ من أمستردام مقرا لها)، أن الكثير من الإيرانيين العاديين قضوا ليلة متوترة للغاية نهاية الأسبوع قبل الماضي، على وقع حدث ليس عاديا، حيث حاول بعض الناس التخفيف من صدمتهم بالمزاح، في حين حاول البعض الآخر التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، لكنهم في المجمل يعيشون "أوقاتًا عصيبة".
وأكد التقرير أن خطر شن هجمات عسكرية ضد إيران من قبل الولايات المتحدة تزايد بكثير خلافا حتى لسنوات حكم الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد (2005 – 2013) المعروف بنهجه المتشدد المعادي لأمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط.
خسائر فادحة
"إنها المرة الأولى تاريخيا طوال 40 عاما التي تطال فيها عقوبات الولايات المتحدة شخص المرشد الإيراني وكذلك مكتبه الذي يدير البلاد منه"، بهذا العنوان علقت شبكة إخبارية ناطقة بالفارسية على التداعيات المرتقبة للعقوبات الأمريكية ضد طهران.
وأوضحت شبكة إيران واير، التي يديرها صحفيون مستقلون من أمستردام، في تقرير لها، الثلاثاء، أن العقوبات الأخيرة التي وقع عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتجاوز الرسائل الرمزية، ومن المقرر أن يكون لها آثار اقتصادية فادحة وطويلة الأجل.
وأكد التقرير أن أمريكا تستهدف بتوسيع نطاق عقوباتها أشخاص ومؤسسات إيرانية نافذة، بما فيها الخاضعة بشكل مباشر لسلطات المرشد علي خامنئي الذي ينصب موالين له طوال سنوات على رأس شركات ومؤسسات اقتصادية تدر أرباحا باهظة سنويا.
تعذيب ممنهج
تقرير جديد أصدرته منظمة العفو الدولية (أمنستي)، بمناسبة "اليوم الدولي لدعم ضحايا التعذيب" قالت فيه إن المعاملة القاسية التي تمارسها السلطات ضد أهالي الآف السجناء السياسيين الذين اختفوا قسرا أو أعدموا خارج نطاق القانون قبل 30 عاما تندرج ضمن انتهاك الحظر المفروض على التعذيب.
وذكرت "أمنستي" أن الأجهزة الأمنية الإيرانية ترفض الكشف عن أماكن رفات السجناء السياسيين، في حين تلاحق عائلات الضحايا الذين يسعون إلى كشف الحقيقة والتماس العدالة بواسطة التهديدات والمضايقات والترويع.
في 26 يونيو/ حزيران من كل عام يحل اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، والذي لا يغيب عن إيران نصيب منه حيث شهدت سجونها العديد من الوقائع المروعة لانتزاع اعترافات قسرية خلافا للمواثيق الدولية.
وعلى رأس سجل أبرز حالات التعذيب والموت المريب داخل المعتقلات الإيرانية يأتي اسم زهرا كاظمي "مصورة صحفية كندية" اعتقلتها سلطات طهران في 23 يونيو/ حزيران عام 2003 لدى تغطيتها وقفة احتجاجية لأسر طلاب معتقلين بسجن إيفين (شمال العاصمة الإيرانية).
وفي 5 يوليو/ تموز من نفس العام، نقلت المصورة الكندية من أصل إيراني إلى المستشفي إثر تعرضها لارتجاج دماغي بسبب تعرضها لاعتداءات بدنية من المحققين على ما يبدو حينها.
الأسوأ عالميا
انتقد تقرير أمريكي سنوي يتناول أوضاع الحريات الدينية في العالم، قمع أتباع المذاهب والمعتقدات الأخرى داخل إيران على خلفية تعرضهم لملاحقات أمنية فضلا عن حظر إقامة شعائرهم بحرية.
وتضمن الجزء الخاص بالنظام الإيراني (30 صفحة) شرحا وافيا لمظاهر التضييق على أتباع الديانة المسيحية والبهائيين وغيرهم بشكل يؤلم الضمير الإنساني عالميا، في حين وصفت إيران بأنها إحدى أسوأ الدول التي تملك سجلات في حرية العبادة.
وأشار التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن النظام الثيوقراطي المسيطر على حكم البلاد يضطهد الناس بسبب معتقداتهم الدينية، لدرجة قد تصل إلى إعدام البعض منهم على غرار طائفة الدراويش المناهضة لسياسات المرشد علي خامنئي.
وتصادر سلطات طهران كنائس محلية في البلاد بدعوى عدم حصولها على تسجيل مسبق، أو التي تقام داخلها شعائر دينية من قبل أشخاص لم يبلغوا عن معتقداتهم من قبل، بحسب الخارجية الأمريكية.
وكشف تقرير الحريات الدينية السنوي عن رصد مليشيا الحرس الثوري الإيراني أنشطة الكنائس داخل البلاد، ومراقبة وزارتي الإرشاد والاستخبارات الإيرانيتين أنشطة الأقليات الدينية.