واشنطن تدرس فرض عقوبات على كيانات إيرانية بسبب سلمان رشدي
تدرس الإدارة الأمريكية فرض عقوبات تستهدف كيانات مرتبطة بإيران، على خلفية حادثة طعن الكاتب سلمان رشدي، قبل أسابيع.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مصادر مطلعة، قولها إن العقوبات قيد الدراسة تتضمن تقييد وصول تلك الكيانات إلى النظام المالي العالمي.
ولفتت الصحيفة إلى أن بعض هذه الكيانات عرض مكافآت لقتل رشدي، وهو ما تعتقد الولايات المتحدة أنه كان عاملا محفزا على مثل هذا الهجوم الذي حدث بالفعل.
وتعرض الكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي أمضى سنوات تحت حماية الشرطة بعدما دعا قادة إيرانيون لإهدار دمه بسبب روايته الصادرة عام 1988 "آيات شيطانية"، للطعن قبل محاضرة كان مخططا لها في نيويورك في 12 أغسطس/آب الماضي.
وتحقق السلطات الأمريكية في دوافع منفذ الهجوم المشتبه فيه، هادي مطر، وهو شاب من ولاية نيوجيرسي منحدر من أصول لبنانية. فيما دفع المحامي، ناثانيل بارون، ببراءة موكله الشهر الماضي.
وقال مسؤولون أمريكيون إن عناصر من النظام الإيراني مسؤولون عن الهجوم، بسبب دعمهم للفتوى التي أصدرها المرشد الأعلى للبلاد، آية الله الخميني عام 1989، ودعت لقتل رشدي بسبب روايته "آيات شيطانية".
ووفق الصحيفة الأمريكية، لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن العقوبات.
ووضعت مؤسسة "خرداد 15"، وهي منظمة خيرية تعمل تحت إشراف مكتب المرشد الأعلى بإيران، مكافأة بقيمة حوالي 2.5 مليون دولار مقابل رأس رشدي عام 1997، ثم رفعت المكافأة إلى 2.8 مليون دولار نهاية عام 1998.
ثم رفعت المؤسسة المبلغ مرة أخرى إلى 3.3 مليون دولار عام 2012. لكنها التزمت الصمت منذ تعرض الكاتب للهجوم هذا الصيف، ولم ترد على طلب الصحيفة الأمريكية، للتعليق.
ووعدت مؤسسات إعلامية إيرانية، بينها وكالة "فارس" الإخبارية، علانية، بالمساهمة في المكافأة.
وفي عام 2016، أضافت 40 مؤسسة إخبارية إيرانية تديرها الدولة 600 ألف دولار إلى مكافأة قتل رشدي. وشمل هذا المبلغ ما يساوي 30 ألف دولار من "فارس"، لكن لم ترد الوكالة على طلب التعليق.
ومن المنتظر أن تعقد العقوبات الأمريكية التعاملات الدولية للمؤسسات التي تستهدفها، من تلقي التبرعات إلى إرسال الأموال والاستثمار في الخارج.
ورفضت وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتان التعليق على العقوبات المقترحة.
وردا على حادث طعن رشدي، تعهد وزير الخارجية أنتوني بلينكن، باستخدام "كل وسيلة مناسبة" تحت تصرف الولايات المتحدة، واصفا إيران بـ"المذنبة".
ونفت الحكومة الإيرانية تورطها في الهجوم، وألقت باللوم بدلًا من ذلك على رشدي بسبب روايته المثيرة للجدل.