شائعات وأقاويل واحتواء.. أسرار زيارة وزير خارجية طالبان لإيران
ارتبطت زيارة وزير خارجية حكومة طالبان أمير خان متقي لإيران، بالعديد من التسريبات والشائعات، وسط لقاءات مع أطراف أفغانية معارضة ومساع للمصالحة.
وشهدت الزيارة لقاء وفد طالبان بالزعيم الطاجيكي الشاب أحمد مسعود، غريم الحركة في ولاية بنجشير، الذي كان حاضرًا في بعض الاجتماعات مع شخصيات سياسية أخرى معارضة يومي السبت والأحد (الماضيين).
كما التقى وفد طالبان مع القيادي المعارض محمد إسماعيل خان، الحاكم السابق لولاية هرات الواقعة غربي أفغانستان على الحدود مع إيران.
وخلال اللقاء طمأن وفد طالبان، القياديين المعارضين، بأن بإمكانهما العودة إلى أفغانستان، دون أي قلق، بحسب تغريدة نشرها حساب "الإمارة الإسلامية"، الناطق باسم حكومة للحركة على تويتر.
وجها لوجه
وعُقد الاجتماع بناء على طلب مسؤولين في حركة طالبان، واجتمع ممثلو جبهة المقاومة التي يقودها أحمد مسعود، مع قادة طالبان من قبل وعلى الأراضي الأفغانية.
تأكيد طالبان على اللقاء بعد أن كتبت "جيلا بني يعقوب"، وهي صحفية إيرانية معروفة وشخصية مقربة من جبهة المقاومة الأفغانية، على موقع تويتر: "خلافا للشائعات، لم يشارك أحمد مسعود في أي محادثات مع طالبان في إيران حتى الآن، وضم الفريق التفاوضي لجبهة المقاومة الوطنية أمير إسماعيل خان وشمس الحق أرينفار ومولوي حبيب الله حسام وعبد الحفيظ منصور".
وغرد المتحدث باسم "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية" صبغت الله أحمدي، الأحد الماضي، قائلا: "إنه لم يعقد أي لقاء بين أحمد مسعود ووزير خارجية طالبان، أمير خان متقي"، لكن الرجل قام في وقت لاحق بحذف التغريدة.
وتشير بعض التقارير الصحفية في إيران إلى أن عددًا من الشخصيات السياسية والقيادات المسلحة، الأخرى قد التقوا بأمير خان متقي.
وكتب حافظ منصور، الذي حضر الاجتماعات على فيسبوك أن "وفداً من جبهة المقاومة الوطنية بقيادة إسماعيل خان التقى بوفد من طالبان في طهران".
محاولة احتواء
وكان أمير خان متقي، وهو شخصية مؤثرة في طالبان، مرتبطا في السابق بشخصيات "المقاومة"، وفي اليوم الذي سقطت فيه ولاية هرات وسقط إسماعيل خان في أيدي طالبان، اتصل بالأخير وطلب منه نقل رسالة من طالبان إلى شخصيات أخرى مثل صلاح الدين رباني وأحمد مسعود وأعضاء آخرين في حزب الجمعية الإسلامية لتتحد مع الحركة العائدة للحكم.
وتشير الرسالة إلى أن طالبان، بصرف النظر عن موقعها في الحكم، اعتبرت حزب "الجمعية الإسلامية" فقط من خصومها، وحتى الآن وفقًا للحركة، فإن هذا الحزب وحده من يحشد ضدها.
ويحاول قادة طالبان الآن استقطاب جزء من حزب الجمعية معهم؛ إذ يعلمون أن توحيد السكان مع هذه المجموعة له ميزتان مهمتان بالنسبة لهم؛ إحداهما تنحية المعارضة القوية جانبًا، ومنع تسليحها، ثانيًا، أنهم يستغلون القوة الناعمة التي يمتلكها الطاجيك إلى حد كبير.
وأدركت حركة طالبان أن جزءًا كبيرًا من وسائل الإعلام العامة والفضاء الإلكتروني يسيطر عليه الطاجيك، وهم يقومون بالتعبئة على وسائل التواصل الاجتماعي حتى أولئك الذين اختلفوا في الماضي حول سياسات الحكومة السابقة.
بيد أن ما تسرب حتى الآن من لقاء جبهة المقاومة مع أمير خان متقي يظهر أن المحادثات شبه عقيمة، وعبرت طالبان عن مواقفها في المحادثات، في حين شددت الجبهة على المطالب السابقة بحكومة شاملة، والعدالة الاجتماعية، والحقوق المدنية، والتفاعل المناسب مع الشعب.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg جزيرة ام اند امز