ضربات إسرائيل في عيون الإيرانيين.. احتفالات ومخاوف وطوابير (صور)
بين احتفاء ومخاوف وحذر وآمال، تلقى الإيرانيون أنباء الهجوم الذي شنته طهران على إسرائيل، ردّاً على قصف قنصليتها في دمشق قبل أسبوعين.
فمنهم من احتفلوا واحتشدوا بالآلاف في شوارع المدن الكبرى ملوّحين بأعلام البلاد.
- انتهى قبل وصول المسيرات.. القصة الكاملة لهجوم إيران تجاه إسرائيل
- على مدار 30 عاما.. إيران متهمة بشن هجمات على أهداف إسرائيلية
وفي ساحة فلسطين بوسط طهران تجمّع متظاهرون بعيد الإعلان عن إطلاق الحرس الثوري عملية سماها "الوعد الصادق".
وردد المحتشدون شعارات معادية لإسرائيل وأمريكا، بحسب فرانس برس، في تكرار للهتافات التي تُرفع في غالبية المناسبات الرسمية منذ عام 1979.
ورفع المحتشدون الأعلام الإيرانية وأعلام حزب الله اللبناني المدعوم من طهران.
كما حمل بعضهم صورا للقائد السابق لفيلق القدس اللواء قاسم سليماني، أحد أبرز مهندسي السياسة الإقليمية لطهران، والذي اغتيل في يناير/كانون الثاني 2020 بضربة أمريكية على بغداد.
وكان المسؤولون الإيرانيون يتقدمهم المرشد الأعلى علي خامنئي قد توعّدوا بـ"معاقبة" إسرائيل بعد الضربة المنسوبة إليها في الأوّل من أبريل/نيسان على القنصلية الإيرانية في دمشق والتي أودت بحياة سبعة أفراد من الحرس الثوري، من بينهم ضابطان رفيعا المستوى.
وعيد بضربة أقوى
ومنذ بضعة أيّام، علّقت لافتة كبيرة على مبنى ساحة فلسطين تدعو الإسرائيليين بالعبرية إلى "الاحتماء".
وكُشف ليلا عن رسم جداري جديد في الساحة يظهر علما إسرائيليا ممزّقا مع صواريخ في الخلفية وكُتب عليه أن "الضربة المقبلة ستكون أقوى".
ونظّمت تجمّعات أيضا لفترة قصيرة أمام السفارة البريطانية، في غياب تمثيليات دبلوماسية للولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تعتبران العدوين اللدودين لإيران، وقطعت إيران علاقتها بهما منذ 1979.
غير أن البعض من سكّان طهران تمنّوا ردّا من السلطات يكون أكثر قوّة مما كان عليه الحال عقب الاغتيالات العسكرية السابقة المنسوبة إلى إسرائيل.
وقال يوسف (37 عاما) العامل في القطاع الخاص "يتعيّن علينا أن نردّ هذه المرّة بمزيد من الجدّية والتصميم".
وبالنسبة إلى إحسان، الأستاذ الجامعي البالغ من العمر 43 عاما، من "المنطقي" الردّ لأن الإسرائيليين "هاجموا مقرا دبلوماسيا إيرانيا" في دمشق، وهو أقرّ بأن "الحرب هي دائما سيئة وتثير القلق لكنها ضرورية أحيانا للتوصّل إلى السلام".
طوابير وقود
وساد هدوء في أحياء العاصمة الأخرى، حيث تشكّلت طوابير انتظار أمام بعض محطات الوقود لملء خزانات السيّارات في إجراءات احترازية.
وفي مدينة أصفهان بوسط البلاد تجمّع أشخاص أمام مرقد اللواء محمد رضا زاهدي، أبرز الأفراد السبعة من الحرس الثوري الذين قتلوا في الضربة على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وجرت تجمّعات مماثلة أمام مرقد اللواء سليماني في كرمان (جنوب)، وفي مدن مثل تبريز وكرمانشاه والأهواز.
مخاوف وقلق
ولم يُخفِ إيرانيون كثيرون قلقهم في الأيّام الأخيرة من مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، بعد أعوام من مواجهة في الظل بينهما.
وتتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلف سلسلة عمليات طالت أراضيها، مثل عمليات تخريب في منشآت عسكرية وأخرى مرتبطة ببرنامجها النووي، أو عمليات اغتيال لعلماء وقادة عسكريين.
من جهتها، تتهم إسرائيل إيران بالعمل على "إزالتها"، ودعم مجموعات عدة في الشرق الأوسط مناهضة لها مثل حزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية، وتعزيز حضورها العسكري في سوريا.
آمال بتجنب النزاع
يأتي هذا فيما عبر كثير من الإيرانيين عن أملهم بألا يتطور الأمر إلى نزاع مباشر يودي بحياة آلاف الأبرياء.
وفي هذا الإطار، قالت مريم (43 عاما)، السبت، في تصريحات أدلت بها لوكالة فرانس قبل الضربات الإيرانية، إنها تأمل التوصّل إلى "مساومة" بغية "تجنب اندلاع حرب تودي بحياة أبرياء".
بدوره، قال صالحي الموظّف المتقاعد البالغ 75 عاما "إن شاء الله ستُغلّب حكومتنا العقل على العاطفة، وإذا حدث ذلك لن يكون هناك نزاع".
انهيار الريال الإيراني
وفي هذه الأجواء المشحونة بالقلق وانعدام اليقين، تراجع الريال الإيراني إلى أدنى مستوياته تاريخيا، مساويا نحو 650 ألفا مقابل الدولار في السوق الموازية.
aXA6IDE4LjIyMS42OC4xOTYg جزيرة ام اند امز