الهجوم الإيراني.. «حنين» لترامب وعلامات استفهام على سياسة بايدن
مع شن إيران أول هجوم من نوعه ينطلق من أراضيها على إسرائيل، أثيرت تساؤلات بشأن دلالات الهجوم، والأسباب التي أوصلت طهران إلى هذه «الجرأة غير المسبوقة».
تساؤلات الإجابة عليها كانت بمثابة إعلان وفاة لسياسة الردع الأمريكية في المنطقة، بحسب مشرعين جمهوريين، أعربوا عن غضبهم من فشل النهج الذي يسلكه الرئيس الأمريكي جو بايدن في التعاطي مع إيران.
وأطلقت إيران طائرات مسيّرة وصواريخ باتجاه إسرائيل مساء السبت، ردا على قصف قنصليّتها في دمشق، في هجوم أثار مخاوف من تصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
ذلك الهجوم، اعتبره المرشّح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب مساء السبت، أنّه بمثابة «إظهار للضعف الكبير» للولايات المتحدة في عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
«ضعف» أمريكي؟
وقال الرئيس الأمريكي السابق خلال تجمّع في ولاية بنسلفانيا في مستهلّ خطاب له أمام أنصاره: «فليُبارك الله شعب إسرائيل، إنهم يتعرضون لهجوم الآن، لأننا نظهر ضعفا كبيرا»، مضيفا «هذا لم يكن ليحدث لو كنا في السلطة (..) أنتم تعرفون ذلك، وهم يعرفون ذلك، والجميع يعلم (..) الضعف الذي نظهره لا يمكن تصوره.. لم يكن ينبغي أن يحدث هذا الهجوم».
الأمر نفسه أشار إليه جون بولتون، مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس دونالد ترامب، قائلا في تصريح مقتضب لـ«سي إن إن»، إن «الهجوم يعد بمثابة فشل هائل للردع الإسرائيلي والأمريكي».
ذلك الهجوم دفع المشرعين الجمهوريين إلى إدانة السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن، فيما يتعلق بكل من إيران وإسرائيل.
وقال السيناتور جون باراسو، الجمهوري عن ولاية وايومنغ وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن «فشل الرئيس بايدن في الوقوف بحزم مع إسرائيل يصب في مصلحة إيران وشبكتها من الإرهابيين»، مضيفا دعم الجمهوريين في مجلس الشيوخ لإسرائيل لن يتراجع أبدا.
وقال السيناتور الجمهوري عن ولاية تينيسي بيل هاغرتي، عضو آخر في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن «الهجوم المباشر وغير المسبوق الذي شنته إيران ضد إسرائيل يظهر أن سياسات بايدن في الشرق الأوسط فشلت في تحقيق الردع وبدلاً من ذلك مكنت إيران وشجعتها»، مضيفا «يجب على بايدن أن يتخلى عن استراتيجية الاسترضاء الفاشلة على الفور».
وأشاد هاغرتي بالرئيس السابق دونالد ترامب لنقله السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وتوقيع اتفاقات إبراهام، قائلا: «يجب أن نعود إلى سياسات إدارة ترامب التي جلبت السلام إلى الشرق الأوسط».
حنين لترامب
كما استشهدت السيناتورة الجمهورية عن ولاية تينيسي مارساه بلاكبيرن بالرئيس السابق ترامب، قائلة: «في عهد الرئيس ترامب كانت إيران مفلسة. ومنحها الرئيس بايدن مليارات الدولارات ثم قال بسذاجة: لا تفعلوا ذلك، لا ليست سياسة خارجية، لقد مولت سياسات جو بايدن هجوم إيران على إسرائيل (..) على الولايات المتحدة أن تظهر العزيمة الكاملة».
وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري من لوس أنجلوس) إن على أمريكا أن تظهر عزمها الكامل على الوقوف إلى جانب إسرائيل، مضيفا «سأواصل التواصل مع البيت الأبيض للإصرار على الرد المناسب (..) تقويض إدارة بايدن لإسرائيل واسترضاء إيران أسهما في هذه التطورات الرهيبة».
النائب غاري بالمر (جمهوري عن ولاية إلينوي)، رئيس لجنة السياسة الجمهورية، قال إن «سياسة بايدن الخارجية الضعيفة وضعت الأمريكيين وحلفاءنا في طريق الخطر».
«فشل» الردع؟
الأمر نفسه أشارت إليه النائبة الجمهورية عن ولاية ميشيغان ليزا ماكلين، قائلة إن «ضعف بايدن على المسرح العالمي لا يزال يؤدي إلى الموت والدمار على نطاق واسع».
وقالت ماكلين: «هذا هجوم كبير لا يمكن أن يبقى دون رد. يجب ألا نتردد أبدا في دعمنا لحلفائنا في الشرق الأوسط، إنهم في حاجة إليه الآن أكثر من أي وقت مضى».
بدوره، أضاف النائب الجمهوري عن ولاية تكساس دان كرينشو: «عندما تشير إلى أنك قد تسحب الدعم لحليف مثل إسرائيل، فإنك تقلل من الردع، وعندما تقلل من الردع يشعر العدو بالجرأة على الضرب، ثم عليك أن تفكر فعليا في التورط في الحرب لأنك لم تكن قادرا على إظهار القوة في المقام الأول».