مسيرات إيرانية في الحرب الأوكرانية.. القصة الكاملة
بجوازات تحمل أختام حظر دخول لأوكرانيا لثلاث سنوات، يقتطع طلبة إيرانيون تذاكر عودة بلا آمال رجوع، في فاتورة يرجح أن تكون على صلة بالحرب.
ورغم الوعود السابقة، لم تمنح وزارة العلوم الإيرانية الطلاب في أوكرانيا فرصة لمواصلة دراستهم في إيران بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ومن ناحية أخرى، طردت أوكرانيا هؤلاء الطلاب من أراضيها بسبب تقارير تشير لإرسال طائرات مسيرة إيرانية إلى روسيا.
وتعد عملية طرد الطلاب الجامعيين الإيرانيين من أوكرانيا إحدى خسائر نظام طهران بعد مزاعم وتقارير غربية عن استخدام روسيا لطائرات إيرانية مسيرة في الحرب التي تشنها ضد أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
ولم تؤثر الحرب على شعوب أوروبا والدول المجاورة لأوكرانيا فحسب، بل ألقت بظلالها أيضًا على جزء من شعب إيران، وتحديدا الطلاب الذين كانوا يدرسون في أوكرانيا.
شهادات
ونشر موقع "انتخاب" الإيراني الرسمي، اليوم الخميس، مقابلات مع بعض هؤلاء الطلاب،الذين قالوا "إنه بعد أن أدركوا أن الحكومة الإيرانية لا توفر لهم فرصة لمواصلة دراستهم في الجامعات الإيرانية وخيبة أملهم في مواصلة دراستهم بإيران، عادوا إلى أوكرانيا حتى يتمكنوا من مواصلة دراستهم".
لكن هذا الأمل تحول إلى يأس عندما عادوا إلى أوكرانيا، حيث قال أحد هؤلاء الطلاب يدعى مجتبى مجيدي: "للأسف، لم يكتفوا بتجديد تصريح الإقامة الخاص بنا، بل قاموا بطردنا من الجامعة وبلد أوكرانيا ووضعوا ختمًا في جوازات سفرنا".
وأضاف أنه "بموجب ذلك، لا يحق لنا دخول أوكرانيا للسنوات الثلاث المقبلة، كما أعلنوا أن بيع طائرات إيرانية بدون طيار لروسيا وراء ذلك".
وفي مارس/ آذار الماضي، وبعد أيام قليلة من بدء الحرب، أعلن هاشم داداش بور، نائب وزير العلوم ورئيس منظمة شؤون الطلاب الإيرانيين في الخارج، أن عدد الطلاب الإيرانيين الذين يدرسون في أوكرانيا يبلغ 1424 طالبًا، مضيفاً أن 499 طالبًا من وزارة التعليم العلم والباقي من وزارة التربية والتعليم، والصحة (طلاب الطب).
كما قال رئيس منظمة شؤون الطلاب: "في إطار اللوائح والأنظمة الصادرة عن الوزارة ومع مراعاة الظروف الخاصة القائمة في أوكرانيا، ستقدم هذه المنظمة أقصى قدر من المساعدة للانتقال من الجامعة في أوكرانيا إلى جامعات من نفس المستوى في إيران".
وفي الوقت نفسه، قال سكرتير المجلس الأعلى للتخطيط للعلوم الطبية بوزارة الصحة الإيرانية، إن الجامعات الأوكرانية في مجال العلوم الطبية "غير معتمدة من قبل وزارة الصحة"، موضحاً "نحن ليس لدينا القدرة على دراسة هؤلاء الطلاب واستيعابهم في الجامعات الحكومية الإيرانية".
شبح المسيرات؟
وعلق موقع "انتخاب" الإيراني في تقريره، بالقول: "الآن تم طرد هؤلاء الطلاب، الذين لا يعرف ارتباطهم بوزارة العلوم أو وزارة الصحة من أوكرانيا".
وقال رئيس منظمة شؤون الطلاب: "بحسب التقارير فإن هذه المشكلة ليست فقط للإيرانيين الذين عادوا إلى البلاد وواجهوا ردًا سلبيًا من وزارة العلوم".
وأَضاف: "لكن سلطات كييف، بدعوى أن روسيا استخدمت طائرات إيرانية مسيرة في الحرب ضد أوكرانيا، قامت بطرد الطلاب الإيرانيين، ولم يتم تمديد سكن الطلاب الإيرانيين الآخرين الذين ذهبوا إلى الدول المجاورة على أمل تهدئة الوضع في أوكرانيا".
وبحسب كلام والد الطالب "رضا زلفي غل"، فإن ابنه "ذهب إلى ألمانيا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا وعاد إلى أوكرانيا لتمديد إقامته بعد أن هدأت الأوضاع في المناطق الوسطى، لكن إدارة الهجرة أخبرته أنه سيتم ترحيلك من أوكرانيا وحتى لا يُسمح لك بدخول هذا البلد لمدة ثلاث سنوات".
ونُشر أول تقرير عن بيع طائرات إيرانية بدون طيار لروسيا على شبكة CNN في 16 يوليو/تموز الماضي، وتم إعداد هذا التقرير بناءً على صور الأقمار الصناعية التي تم توفيرها لهذه الشبكة الأمريكية.
وأظهر التقرير أن الوفد الروسي زار قاعدة لطائرات بدون طيار قادرة على حمل صواريخ موجهة تسمى شاهد 191 وشاهد 129 في قاعدة في كاشان وسط إيران مرتين على الأقل في يونيو/ حزيران الماضي.
كما أكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان هذا الخبر وقال إن "المرة الأولى التي زار فيها وفد روسي هذه القاعدة لرؤية هذه الطائرات كانت في يونيو".
وبحسب مسؤولين أميركيين، زار الوفد الروسي القاعدة في كاشان مرة أخرى في 5 يوليو/تموز الماضي لإعادة فحص الطائرات بدون طيار.
وفي الوقت نفسه، رفض وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع وزير خارجية أوكرانيا دميترو كولبا، نبأ إرسال طائرات بدون طيار إلى روسيا، مضيفاً أن "إيران لا تفعل ذلك، ولن تساعد أي من الأطراف المشاركة في الحرب".
وفي 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن قادة أوكرانيين أن "روسيا ألحقت مؤخرًا أضرارًا جسيمة بالقوات الأوكرانية بطائرات إيرانية بدون طيار انتحارية وفي أول نشر واسع النطاق لنظام أسلحة أجنبي منذ بداية الحرب".
وبعد أقل من أسبوعين من نشر هذا التقرير، أعلن الجيش الأوكراني أن القوات الجوية للبلاد أسقطت طائرة إيرانية الصنع "شاهد 136" بدون طيار فوق البحر.
وذكر الجيش في وقت لاحق أن "أربع طائرات مسيرة إيرانية أُسقطت في جنوب البلاد".
aXA6IDMuMjM4LjgyLjc3IA== جزيرة ام اند امز