خبير أمني فرنسي: إيران خسرت 3000 مسلح في سوريا وخروجها حتمي
وفقاً لعدة تقديرات، فإن تكاليف الصراع في سوريا تكبد نظام الملالي في إيران ما بين 9 و14 مليار دولار سنوياً.
فسر ضابط سابق في المخابرات الفرنسية أسباب التشبث الإيراني بالوجود في سوريا، خاصة بعد تصريحات علي أكبر ولايتي مستشار مرشد إيران علي خامنئي، بأن وجود بلاده في سوريا والعراق استشاري ولن يخرجوا إلا بدعوة من تلك البلدان.
وأوضح آلان رودييه، ضابط سابق في المخابرات الفرنسية ونائب المركز الفرنسي للدراسات الاستخباراتية، أن إيران ليست لديها أي نية لمغادرة سوريا، وهدفها في البقاء هو بقاء النظام الحالي في السلطة بأي وسيلة ممكنة.
- باحثون غربيون: تقارب إيران وقطر لن يجلب سوى الخراب
- واشنطن: إيران تستخدم سفاراتها في التخطيط لشن هجمات إرهابية
وذكر الخبير المتخصص في شؤون الإرهاب الجريمة المنظمة، لموقع "أتلنتيكو" الفرنسي، أن تدخل إيران كبد النظام الإيراني ما بين 30 إلى 10 مليارات دولار منذ بداية الصراع، في الوقت الذي تعاني فيه من أزمة اقتصادية الأسوأ في تاريخها، يثير تساؤلات.. لماذا تتشبث طهران بالبقاء في سوريا والعراق بهذه الطريقة؟
تكلفة باهظة
ووفقاً لعدة تقديرات، فإن تكاليف الصراع في سوريا كبدت إيران ما بين 9 و14 مليار دولار سنوياً، وتمويل مليشيات "حزب الله" يكلف طهران ما بين 3 و7 مليارات دولار سنوياً، كما تمول إيران حركة حماس بنحو مليار دولار سنوياً، دون الإشارة إلى تمويل مليشيا الحوثي في اليمن والحشد الشعبي في العراق والمقاتلين في أفغانستان، الذين تسعى طهران إلى شراء نفوذها في تلك البلدان بتمويل عدة فاعلين سياسيين تتخطى نفقاتهم ميزانيات شعوب، حسب ما ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وأوضح رودييه أن التدخل في سوريا ولبنان والعراق جاء لترسيخ هدف نظام الملالي بمد نفوذه وطوحاته التوسعية بالمنطقة بالوصول للهلال الشيعي الذي يمتد من بغداد مرورا بدمشق ووصولا إلى بيروت، إضافة للتدخل في اليمن عبر مليشيا الحوثي.
واعتبر الخبير الفرنسي إلى التقارب الإيراني مع قطر ليس من قبيل صدفة وإنما له مآرب أخرى، وهو اتخاذ الدوحة ذريعة ومطية للتدخل في شؤون دول الخليج العربية والقيام بأعمال تخريبية في تلك الدول.
وقال: "نظام الملالي يختلق أسباباً واهية لتشييد قاعدة دائمة له في المنطقة، معتمداً على المذهب الشيعي، لخدمة التحالف الإيراني في منطقة الهلال الشيعي، في حين أن المصلحة الحقيقية تكمن في تعزيز بقائه في الحكم، حيث يعمل على استغلال هذا التحالف لخلق فتنة طائفية لم تكن موجودة من قبل لخدمة مطامعه على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية".
مرتزقة إيران في سوريا
وأوضح رودييه أن تلك المطامع كلفت إيران ثمناً باهظاً خاصة في سوريا، من أرواح وأموال الشعب الإيراني، مشيراً إلى أن عدد قتلى إيران خلال الحرب السورية بلغ نحو 3 آلاف قتيل، بينهم جنرالات، بما في ذلك المرتزقة الذين يقاتلون تحت قيادة إيران.
وحسب الخبير الأمني الفرنسي، فإن إطالة أمد الوجود الإيراني في سوريا سيقوض أركان النظام الإيراني، موضحاً أن "واشنطن تلعب بكارت السلاح الاقتصادي للضغط على طهران وتقويض نفوذها في المنطقة للتنازل عن سياستها، وهي بالفعل نجحت في ذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات على طهران".
وتابع: "تلك الضغوط الاقتصادية أدت إلى تحرك الشعب الإيراني ضد نظام الملالي لإسقاطه"، مطالباً الشعب بمزيد من التحركات للتخلص من ذلك النظام وعودة الأمن في البلاد.
ونوه رودييه إلى أن النظام الإيراني يعول على مسألة الهلال الشيعي لتحسين وضعه الاقتصادي تجنبا للسخط الشعبي، على الرغم من أن تلك البلدان التي يقصدها نفسها تعاني من صعوبات اقتصادية مثل لبنان وسوريا والعراق، ولن يحصل في النهاية على ما يربو إليه، لذا فإن خروجه من سوريا حتمياً، ولكن ليس الآن.